العدوان على غزة وأحداث القدس تعيدان التعاطف الدولي للقضية الفلسطينية

فلسطين المحتلة – مصدر الإخبارية

أعاد العدوان على غزة وأحداث مدينة القدس، القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث العالمية كما أعادت حالة الزخم والتعاطف الدولي معها، خاصة أنها تأتي في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في القدس والأراضي المحتلة.

ولعل أبرز حالات التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية هي خروج المتضامنين العرب والأجانب إلى الشوارع والميادين تعبيراً عن رفضهم وغضبهم إزاء أحداث التصعيد الإسرائيلي في غزة والقدس ومختلف المناطق الفلسطينية.

وفي هذا التقرير نرصد مجمل ردود الفعل الدولية والعربية على أحداث التصعيد في الأراضي الفلسطينية، التي أتت في مستهل اجتمع مجلس الجامعة العربية في دورته الغير عادية بشأن أحداث القدس:

الخارجية المصرية ترفض العدوان على غزة وأحداث القدس

فقد أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن الاهتمام العربي شعبياً ورسمياً بما يحدث في القدس، هو أكبر رسالة تؤكد أن فلسطين كانت وستظل هي قضية العرب المركزية.

وأعرب شكري خلال كلمته في اجتماع مجلس الجامعة عن رفض مصر واستنكارها للممارسات الإسرائيلية الغاشمة في القدس، معتبرا أنها انتهاك للقانون الدولي، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد جسيم لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتابع “مصر نقلت رسائل إلى إسرائيل وكافــة الدول المعنية؛ لحثها على وقف العدوان على غزة؛ لمنع تدهور الأوضاع في القدس، غير أننا لم نجد الصدى اللازم، ولا زلنا نجري اتصالات مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة من أجل ضمان تهدئة الأوضاع في القدس”.

وقال إن المقدسيين يخوضون معركة وجود دفاعاً عن مقدساتهم وبيوتهم في وجه هجمات إسرائيلية جديدة، تستهدف حقوقهم في الأرض التي ولدوا عليها، مضيفا أن ما تعرض له المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام الماضية، استفز مشاعر العرب جميعاً حيث تحولت باحاته إلى ساحة حرب على أيدي قوات الاحتلال، التي اعتدت على المصلين بالضرب والاعتقال.

وأضاف ان هذه الانتهاكات لم تتوقف عند أسوار الأقصى، بل وصلت إلى حي الشيخ جراح الذي بات عنواناً للصمود، حيث أن المحاولات المستمرة لتغيير هوية القدس وحرمان أهلها العرب من حقوقهم مستمرة، لولا ما رأيناه من أهل القدس الذين يخوضون معركة دفاع عن الهوية والوجود يتردد صداها في العالم، لافتا على أن هذا الالتفاف وراء المقدسيين ينفي أي مقولات تدعي أن الشعوب العربية لم تعد تهتم بالقضية الفلسطينية.

الأردن: إسرائيل تجر المنطقة لمزيد من الصراع

من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تلعب بالنار وممارساتها تدفع المنطقة لمزيد من الصراع.

وقال الصفدي: “لن تنعم إسرائيل بالسلام والأمن إن لم ينعم به الفلسطينيون، ولا قفز فوق فلسطين والقضية الفلسطينية”.

ودعا الصفدي، إسرائيل، لوقف ممارساتها اللاشرعية، وانتهاكاتها في الضفة الغربية المحتلة، وعدوانها اللاإنساني على قطاع غزة، مضيفا “سيكون لاستمرار إسرائيل في عدوانيتها وعنجهيتها انعكاسات خطيرة على كل شيء، بما في ذلك العلاقات الأردنية الإسرائيلية”.

وأضاف الصفدي أن “الأردن سيتخذ كل الخطوات اللازمة لإسناد الأشقاء، وحماية المقدسات وحماية حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وحق المنطقة في السلام العادل والشامل، الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والذي يشكل خيارا استراتيجيا سبيله الوحيد حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية”.

واختتم الصفدي كلمته بالقول: “لن تحقق عدوانية إسرائيل وخرقها للقانون الدولي إلا تأجيج الصراع وتوسعته، ودفعه نحو الانفجار”.

أبو الغيط: إجراءات إسرائيل مخالفة للقانون الدولي

بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن سياسات وإجراءات إسرائيل في القدس تخالف كلياً القانون الدولي الإنساني الذي كفلت نصوصه حرية إقامة الشعائر الدينية والوصول إلى الأماكن المقدسة، وهي تخلق وضعاً قابلاً للانفجار في المدينة.

وقال أبو الغيط، في كلمته: “نجتمع اليوم ليس فقط لكي ُندين ما يجري في القدس المحتلة، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة بوجه عام، ولكن لنبعث برسالة واضحة للعالم بأن الوضع في فلسطين غير قابل للاستمرار على هذا النحو، إن الهدوء، الذي طالما ادعى الاحتلال وجوده ليس إلا هدوًء على السطح، يخفي تحته عناصر لانفجار وتصعيد لن تقف آثاره عند حدود المنطقة”.

وأضاف: “لقد رأينا بالأمس فقط كيف يمكن أن يؤدي التصعيد الإسرائيلي إلى هجمات عشوائية منفلتة لا تعكس سوى الرغبة في استعراض القوة وتسجيل النقاط السياسية في الداخل على حساب دماء الأطفال في غزة”.

وأشار أبو الغيط إلى أن ما جرى من عنف واعتداءات وانتهاكات واسعة عبر الأسابيع الماضية حدث تحت بصر العالم أجمع، مطالبا كافة أصحاب الضمائر الحرة، ممن يتابعون وقائع هذه الجرائم المكتملة الأركان، أن يقفوا أيضا على السياق الذي تجري فيه هذه الجرائم.

وأردف: “ما شهدناه هو- بكل وضوح وصراحة- استفزازات مفتعلة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي طالت أقدس المقدسات الإسلامية، وفي أقدس الشهور لدى المسلمين”.

92 نائب أردني يدينون العدوان على غزة وأحداث القدس

من جانب آخر، عبّر 92 نائبا أردنياً عن إدانتهم واستنكارهم لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداء على المسجد الأقصى المبارك وعلى أهالي القدس، والاعتداءات الهمجية على غزة والمدن الفلسطينية.

وطالب النواب، في مذكرة وجهوها لرئيس الوزراء بشر الخصاونة، عبر رئاسة مجلس النواب وتبناها النائب خليل عطية، اليوم الثلاثاء، حكومة بلادهم باتخاذ موقف قوي بقطع العلاقات مع إسرائيل، كرد فعل على الانتهاكات بحق المقدسات وسياسات تهجير الفلسطينيين من القدس ومن حي الشيخ جراح.