لماذا تُصر إسرائيل على السيطرة على حي الشيخ جراح ؟

صلاح أبو حنيدق – مصدر الإخبارية:

تسعى إسرائيل جاهدة لتهجير 38 عائلة فلسطينية من حي الشيخ جراح شرقي البلدة القديمة للقدس المحتلة، في محاولة للتوجه نحو أماكن سيطرتها قرب الجامعة العبرية وصولاً لفرض نفوزها بكامل المنطقة الشرقية، وفرض حصار على البلدة القديمة، وفصل الأحياء الفلسطينية عن بعضها البعض.

4 عائلات أخطرت بالإخلاء

وتواجه حسب الناشطة، منى نبيل الكرد، 12 عائلة مقدسية من ضمنها عائلتها قرار التهجير القسري من حي الشيخ جراح في الوقت الحالي، بالتزامن مع إخطار قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي أربع عائلات فلسطينية وهي القاسم، إسكافي، الكرد، الجاعوني، للإخلاء مما قوبل برفض كامل من العائلات، ودفعهم لتقديم التماس إلى لمحكمة الإسرائيلية العليا بعدم قبول أي تسوية تتضمن انتزاعًا لحقهم في الأراضي والبيوت ومنحها للمستوطنين.

الباقين أُمهلوا حتى شهر 8

وتقول الكرد لـ”مصدر“، إن المحكمة الإسرائيلية لم ترد على العائلات، وهناك ثماني عائلات أخرى أُمهلت حتى بداية شهر 8 لإخلاء منازلهم، واصفةً ما يجري بحق 550 مقدسي في الحي بالنكبة الجديدة، وتطهيراً عرقياً.

بداية مخطط التهجير في الشيخ جراح

وتضيف الكرد، أن المخطط الإسرائيلي للتجهير بدأ في العام 1972مع رغبة الاحتلال ببناء مستوطنة على أنقاض الحي، مروراً بقصة أرض “كرم الجاعوني” عام 1956، عندما وقعت الأردن اتفاقية مع وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، تنص على منح 28 عائلة فلسطينية من لاجئ 1948، قطعة أرض لكل عائلة، مبني عليها منزل خاص، مع ضمان حقهم بالعودة إلى بيوتهم الأصلية التي هجروا منها قسراً.

وتبين الكرد، أن الاتفاقية كانت تنص على أن تُسجل القطع الممنوحة لتلك العائلات بأسمائهم في دائرة الطابو، وهو الأمر الذي لم يحدث، ويشكل ذريعة للمستوطنين للقول إن ملكية الأرض تعود لهم، وأنهم أصحابها الأصليين.

وتشير الكرد، إلى أن المستوطنين سيطروا على أربعة بيوت ونصف في حي الشيخ جراح، وهجروا العائلات المقيمة فيها، ويحاولون الآن منذ بداية العام الجاري تهجير الـ 12 عائلة التي تم الحديث عنها سابقاً.

خطورة السيطرة على حي الشيخ جراح

وتلفت الكرد أنه في حال نجح المستوطنون بالسيطرة على الحي وتهجير السكان، فإن بإمكانهم بناء مستوطنة مكونة من 200 وحدة استيطانية ترتبط بالجامعة العبرية شرقاً مروراً بمستوطنة “كرم المفتي”، وشارع “1” وأحياء غرب القدس، وهو ما يعني محو الوجود الفلسطيني من المنطقة بالكامل.

وتنوه الكرد إلى أنهم يعانون من إجراءات قاسية يمارسها المستوطنون تصل لأعمال ضرب وعنف في كثير من الأوقات، وفرض مبالغ مالية تصل لألاف الشواكل كمخالفات للعائلات، فعلى سبيل المثال، سيطر المستوطنون على نصف منزل عائلتها دون وجه حق، وتعيش أسرتها حالة من النفير، وعدم المقدرة على ترك البيت خالياً خوفاً من دخول المستوطنين إليه والسيطرة عليه بشكل كامل.

وتؤكد الكرد أن أهالي الشيخ جراح مصرون على البقاء بمنازلهم، ووصل الأمر مؤخراً على منع السكان لأبنائهم بعدم الذهاب للمدارس، لضمان وجود أحد في البيوت في أوقات الاشتباك مع المستوطنين، أو الخروج لأمر طارئ.

أسماء العائلات التي تسكن الحي

والعائلات التي تسكن الحي حسب الكرد هي، عطية، غوشة، أبو عرفة، القاسم، الغاوي، عبد اللطيف، نسيبة، القواسمي، حماد، دياب، الكرد، اللداوي، الدجاني، الجاعوني ، حنون، الماني، الحسيني، عويضة، زماميري، حجيج، الصباغ، الكرد اسكافي، الزين، الفتياني، السلايمة، الخطيب، الشنطي.

مطالب ضرورية لإلغاء قرارات المحاكم الإسرائيلية

وتطالب العائلات السابقة الأردن، بوثائق تحتوي على إثبات قانوني قوى، لمواجهة محاكم الاحتلال الإسرائيلي، بما ينص على أن المنازل مقامة على أراضي يملكها الأردن، وهي مؤجرة لهم منذ نكبة عام 1948، لكن ذلك لم يوفر حتى الأن، في وقت تملك عائلتين عقدين للإيجار أصليين من بين 28 منزلاً، مما يجعل باقي العائلات تتساءل عن سبب عدم وجود بقية العقود، وتوفيرها من الأردن، رغم أن كلها تندرج تحت ملف واحد وقضية واحدة.

وقبل العام 1967 كانت القدس الشرقية تحت سيطرة الأردن، واحتلتها وضمتها إسرائيل بعد ذلك التاريخ، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، ويعيش فيها حالياً 300 ألف فلسطيني، و200ألف مستوطن.

وتؤكد العائلات التي تسكن الحي على عدم قبولها بحكم محاكم الاحتلال لصالح الجمعيات الاستيطانية التي تعمل على تهويد مدينة القدس وإخلائها من سكانها الفلسطينيين، مشددةً أن هناك تواطؤ في النظام القانوني الإسرائيلي في تنفيذ سياسات الاستيطان منذ بداية النكبة وحتى الآن.

كما تطالب العائلات المجتمع الدولي بكافة مؤسساته باتخاذ إجراءات دبلوماسية وسياسية علنية وصارمة تندد بجرائم حر ب الاحتلال الإسرائيلي من تهجير قسري وتطهير عرقي وتهويد في الحي، والضغط على الاحتلال لوقف التشريد والاستيطان الذي يفرضه في باقي أنحاء القدس الشرقية، كحي بطن الهوى في سلوان.

وتدعو العائلات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” لتوفير الحماية للاجئين في الشيخ جراح، حيث سلبت منهم بطاقة المؤون في العام 1956 مقايضة لوعد لم يتم تنفيذه، مع الإعلان صراحةً عن رفض التهجير الذي سيفقد 550 فلسطينياً بطاقات اقامتهم الإسرائيلية في القدس، ووجودهم التاريخي في جبهة المدينة الشمالية.

وتناشد العائلات الأردن بتنفيذ تعهداتها والعمل أمام السلطات الإسرائيلية لإلزامها بالاعتراف بملكية المواطنين لمنازلهم، واتخاذ موقف واضح ضد السياسات الهادفة لتمزيق النسيج الاجتماعي في الشيخ جراح.