غزة: كعك برائحة الفرح رغم كورونا وسوء الأوضاع الاقتصادية

خاص-مصدر الإخبارية 

داخل خيمة تجمع مبادرون رفح، تجمعت  عدد من النسوة منذ ساعات الصباح للعمل بجد ونشاط على إنتاج كميات وفيرة من “كعك العيد”، وهو أحد الطقوس الغزية في استقبال العيد.

وتتعاون السيدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ضمن، تكيّة “تجمع مبادرون الخيرية” بالعمل كخلية نحل للمساهمة في صنع أكبر عدد من أقراص الكعك، بدايةً من مراحله الأولى حتى الإنتاج، وصولاً لمرحلة التعبئة والتغليف، تمهيدًا لتوزيعها على الفئات المستهدفة قبيل عيد الفطر.

يعمل ضمن تكية مبادرون” كعك العيد” المستمرة في عاملها الثاني على التوالي قرابة 50 فرد الغالبية العظمى منهم نساء، يسعون لتجهيز قرابة الـ500 كليو من الكعك، للعائلات ميسورة الحال مجانًا وفق إفادة منسق جملة كعك العيد ضمن تكية مبادرون رفح، هارون المدلل.

كما أشار هارون إلى أن المبادرة خلال هذا العام ضمت عدد أكبر من العام السابق، كذلك كميات الإنتاج تضاعفت بشكل متزايد وذلك بسبب الظروف التي يعيشها أهالي القطاع بسبب كورونا، والقيود المشددة وسوء الأوضاع الاقتصادية التي تمنع المواطنين من شراء كميات الكعك هذا العام.

منسق المبادرة أكد على أنها تطوعية إغاثية بحتة، تأتي بهدف تعزيز صمود أهالي القطاع أمام تلك الظروف الراهنة، موضحًا أنه تم اختيار النساء ذوات الخبرة في صنع الكعك واللواتي تبرعن مجانًا لصنعه وتوزيعه على العائلات ميسورة الحال وإدخال البهجة والسرور على قلوبهم.

واختار أصحاب فريق تكية صنع الكعك دون غيره من حلوى العيد، لكونه مرتبطًا بالعادات والتقاليد الغزية فجميع العائلات تحرص على أن تقدمه لضيوفها خلال أيام العيد.

من جانبها تقول رائدة عابد ناشطة اجتماعية، بينما كانت تتوسط النسوة في حلقات إعداد الكعك :” تم تجهيز جميع مكونات الكعك وأدواته للنساء المبادرات الكعك، والتي تشمل الدقيق، والسميد، والفانيليا، والمحلب المطحون، وماء الورد، وغيرها من الأصناف، العجوة، أفران الطهي، عُلب التغليف”.

كذلك أكلمت رائدة عابد التي جاءت لمساعدة النساء في صنع الكعك والإشراف على العمل، أنه حتى الآن تم إنجاز كميات وفيرة وزعت على عدد جيد من العائلات في مدينة رفح، مؤكدة على أن الجميع يعمل بشكل طوعي واجتهاد شخصي.

كذلك عبرت عن فرحتها بمشاركة النساء في التكيّة التطوعية والتي بدورها تصور مشهد الترابط المجتمعي الفلسطيني في المناسبات، في أحنك الظروف التي يعيشوها.

في ذات السياق لفت فريق تكيّة مبادرون على نشاط إعداد كعك العيد يأتي ضمن سلسلة نشاطات يقدمها المتطوعون، مؤكدين على أن نشاطهم مستمر غي عدة أعمال ومبادرات أخرى خيرية لمساعدة الأسر المتعففة في القطاع.

لم تمنع سوء الأوضاع الاقتصادية والفقر الذي يسيطر على القطاع خاصة في ظل كرونا من تعاون سكانه في الفرح عبر طقوس الكعك.

وكان قد أعلن في تقارير سابقة رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، عن ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة في قطاع غزة، فهناك ما يزيد عن 85% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر.