اليوم العالمي لحرية الصحافة

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الانتهاكات والقيود باقية وتتمدد

ساره عاشور – خاص مصدر الإخبارية 

يصادف اليوم الاثنين، الثالث من أيار/ مايو، اليوم العالمي لحرية الصحافة والإعلام، وهي مناسبة للاحتفاء بإنجازات الصحافيين من جهة، ومن جهة أخرى لتسليط الضوء على مدى وجود مناخ من الحرية لممارسة العمل الصحفي على مستوى العالم.

واختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” الثالث من أيار للاحتفاء بهذه المناسبة، إحياءً لذكرى اعتماد اعلان “ويندهوك” التاريخي، الصادر في ناميبيا عام 1991 خلال اجتماع للصحفيين الأفارقة.

اليوم العالمي لحرية الصحافة، فرصة ومناسبة لتذكير العالم بالصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في سبيل إيصال رسالتهم وتأدية واجبهم، كما أنها مناسبة للدفاع عن الإعلاميين ووسائل الإعلام ضد الانتهاكات التي يتعرضون لها، وضد انتهاك حريتهم، وقد تتخذ جهات مخولة هذا اليوم لتقييم حال الصحافة في العالم.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الصحفي الفلسطيني يواجه الانتهاكات من كل حدب وصوب

أما فلسطينياً، فيواجه الصحفي انتهاكات تأتيه من كل حدبٍ وصوب تعيق ممارسته لعمله وتقيد من إبداعه وتحد من حريته، ونشير هنا إلى الجهة الأكثر انتهاكاً لحريات الصحفيين الفلسطينيين والمتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته التي تستهدفهم وتعرقل عملهم بشكل مباشر.

وعلى مدار أعوام عمد الاحتلال على استهداف الصحفيين في ميدان عملهم فقد ارتقى العشرات منهم خلال تغطيتهم للأحداث والحروب في غزة والضفة والقدس، ونذكر منهم:

الشهيد الصحفي خالد رياض محمد حمد (25 عاماً) والذي ارتقى على إثر إثر إصابته في قصف صاروخي من طائرة استطلاع حربية إسرائيلية في حي الشجاعية، بتاريخ 20/7/2014، والشهيد الصحفي مصور وكالة “رويترز” فضل صبحي شناعة الذي استشهد إثر إصابته في قصف مدفعي إسرائيلي، استهدفه أثناء تصويره مجزرة الاحتلال في جحر الديك، وغيرهم..

كما عمدت قوات الاحتلال على إصابة الصحفيين بشكل يوقفهم عن ممارسة عملهم الصحفي، فقد أصابت رصاصة إسرائيلية عين الصحفي عطية درويش أثناء تغطيته لفعاليات مسيرات العودة التي نظمت على الحدود الشرقية للقطاع، في السادس من يوليو عام 2018.

اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي لحرية الصحافة لـ مصطفى إبراهيم

ولم تكتفي “إسرائيل” بقتل وإصابة الصحافيين الفلسطينيين، فقد قامت باعتقالهم تحت ذرائع وأسباب واهية، حيث يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 16 صحافياً حتى يومنا هذا وآخر الاعتقالات التي طالت الصحافيين كانت اعتقال الاحتلال للصحافي علاء ريماوي (43 عاماً) من رام الله الذي اعتقل في 21 أبريل الماضي ويخوض إضراباً عن الطعام في سبيل الإفراج عنه.

انتهاكات وجرائم ارتكبها الاحتلال إزاء الصحافيين الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم منه ما تم رصده ومنه ما بقي مخزناً على ذاكرات كاميراتهم ومعداتهم التي صادرها الاحتلال منعاً لكشف حقيقة إجرامه.

الانتهاكات الداخلية وظروف الجائحة

بيئة العمل الصحفي الفلسطينية تحفها معيقات أخرى لا تقتصر فقط على معيقات الاحتلال، إذ أن حالة الصراع الفلسطيني التي فرضت منذ نحو 15 عاماً قيدت العمل الصحفي بشكل بالغ الخطورة فقط قامت الأجهزة الأمنية في غزة وأيضاً الأجهزة الأمنية في الضفة باعتقال العديد من الصحافيين أثناء ممارسة أعمالهم وقامت بمصادرة معداتهم.

ليس هذا فحسب، فقد شهد هذا العام والعام السابق ظرفاً استثنائياً أثر على مختلف مناحي الحياة، وبشكل خاص على الصحافيين سواء أكانوا فلسطينيين أو غيرهم، بسبب ما فرضته جائحة كورونا من قيود على حركة تنقلهم وإجراءات الإغلاق والحظر التي عمت مختلف شعوب العالم.

انتهاكات الاحتلال ضد الصحفيين خلال العام الجاري

وبدورها، رصدت نقابة الصحفيين انتهاكات الاحتلال ضد العمل الصحفي مسجلة 183 جريمة وانتهاكاً خطيراً بحق الحالة الصحفية منذ بداية العام الجارية وحتى نهاية شهر أبريل/ نيسان الماضي.

وأشارت النقابة أن من بين هذه الانتهاكات، 67 حالة احتجاز طواقم، ومنعها من التغطية، صاحبها 22 حالة اعتداء جسدي بالضرب والركل.

اقرأ أيضاً: نقابة الصحفيين تستنكر تصاعد اعتداءات الاحتلال على الصحفيين

وأوضحت لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحفيين، في تقرير، صدر عنها اليوم الاثنين، لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن من بين هذه الانتهاكات 15 حالة اختناق بالغاز السام المدمع، مع إصابة 10 من الصحفيين بشكل مباشر بالجسد، عبر استهدافهم بقنابل الغاز والصوت.

وشددت على ضرورة عدم إفلات مرتكبي الجرائم الإسرائيليين من العقاب، وأنها ماضية في إجراءاتها اتجاه القضاء، والمحاكم الدولية، مشيرة إلى أن أخطر هذه الانتهاكات كان إطلاق النار المباشر تجاه الصحفيين، وكذلك الارتفاع الواضح بحجم الاعتقالات.

وتابعت، “لم يسلم الصحفيين من الاستهداف بالرصاص المعدني، حيث أصيب 9 مع ارتفاع واضح في حجم الاعتقالات، التي وصلت لـ 14 حالة منذ بداية العام، عدا عن 12 حالة من الاستدعاءات للتحقيق في مراكز الاحتلال الأمنية”.

اقتحام لمنازل الصحفيين وفرض غرامات عليهم

كما شملت الانتهاكات والجرائم 10 حالات من اقتحام منازل الصحفيين والمؤسسات الصحفية، وكذلك تحطيم واستيلاء على معدات صحفية، وتهديدات، وعرض على محاكم جائرة، وغرامات مالية، واعتداءات بالكلاب البوليسية.

وعلى صعيد الانتهاكات الداخلية، كشف التقرير عن تراجع واضح في حجمها، حيث سجل 4 انتهاكات في الضفة الغربية، و8 انتهاكات في قطاع غزة.

وعلى صعيد الانتهاكات على منصات التواصل الاجتماعي، فقد أكد التقرير على تورط واضح وفاضح للعديد من هذه المنصات بالشراكة مع الاحتلال في استهداف المحتوى الفلسطيني، وخاصة منصة “فيسبوك” الخاضعة تمامًا لإرادة الاحتلال، وتسير ضمن توجيهاتها.

اقرأ أيضاً: نقابة الصحفيين تستنكر فصل إدارة فضائية النجاح 17 صحافياً

وتم رصد حوالي 50 انتهاكًا ما بين إغلاق جزئي أو كلي لصفحات إعلامية، في حين تم رصد حوالي 15 انتهاكًا للمنصات الأخرى، مثل: “يوتيوب، واتساب، إنستجرام، والتيك توك”.

وناشدت نقابة الصحفيين عبر هذا التقرير المؤسسات الحقوقية والدولية للتدخل والمساعدة في وقف الجرائم الاحتلالية بحق الحالة الصحفية الفلسطينية المستهدفة بالبطش، والرصاص، في سبيل الترهيب لتغيب حقيقة جرائم وعنصرية الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة. شؤون الأسرى توضح أوضاع الصحافيين

من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، في اليوم العالمي لحرية الصحافة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صعدت من استهدافها للصحفيين خلال السنوات الأخيرة، من احتجاز، واعتقال تعسفي، واعتقال إداري وأحكام جائرة، واعتداء واقتحام، وإغلاق مؤسسات إعلامية، والاستيلاء على معدات وأجهزة، بالإضافة الى ملاحقة واستدعاء، وتقييد حركة الكثير منهم، ومنع آخرين من السفر.

وبين أبو بكر، في بيان صدر عنه اليوم الاثنين، أن هذا الاستهداف طال أيضا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن آرائهم ببضع كلمات وصور، في إطار استهداف كل الكتّاب والصحفيين، بهدف قمعهم، وبث الخوف في نفوسهم وتكميم أفواههم، وحرف أقلامهم الحرة، وتحييدهم، وحجب الصورة البشعة التي تلتقطها عدسات كاميراتهم.

وطالب المؤتمر الدولي الخاص باليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2021، والذي استضافته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‏ “اليونسكو”، وحكومة ناميبيا، في مدينة ويندهوك، على مدار 5 أيام، الخروج بتوصيات واضحة تحمي الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، وأن يكون هناك تحرك جدي وحقيقي للإفراج عن 16 أسيرا/ة لا زالوا معتقلين في سجون الاحتلال.

كما دعا أبو بكر كافة الاتحادات الدولية ذات الاختصاص بالإعلام، والصحافة، وكافة العاملين في وسائل الإعلام، والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير، إلى التحرك الجاد لنصرة زملائهم القابعين في سجون الاحتلال.

وطالب ب “توفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين، ولكل العاملين في مجال الصحافة والإعلام في الأراضي الفلسطينية من بطش الاحتلال، واعتقالاته، وإجراءاته القمعية”، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية

Exit mobile version