وسط تحذيرات من فوضى عارمة.. السيناريوهات المتوقعة بعد تأجيل الانتخابات

صلاح أبو حنيدق – مصدر الإخبارية:

حذر محللون سياسيون من دخول الساحة الفلسطينية بحالة من الفوضى العارمة، وتعميق للانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، عقب تأجيل الرئيس محمود عباس للانتخابات الفلسطينية لفترة غير محددة، بحجة عدم موافقة الاحتلال الإسرائيلي على إجرائها بمدينة القدس.

ووضع هؤلاء المحللون، عدة سيناريوهات للوضع الفلسطيني القادم بعدما صدر قرار تأجيل الانتخابات، أولها زعزعة الاستقرار السياسي في البلاد والدخول بفوضى، والثاني يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية، والثالث النهوض بالحالة الفلسطينية، والعودة مجدداً نحو الانتخابات.

فوضى وعودة لنقطة الصفر بعد تأجيل الانتخابات

وقال المحلل السياسي حسن عبدو لـ”مصدر “، إن التأجيل يعزز من إدخال الأراضي الفلسطينية بفوضى واحتجاجات شعبية، وعودة أطراف الانقسام للتراشق الإعلامي، وعودة النظام السياسي الفلسطيني إلى نقطة الصفر.

تشكيل حكومة وحدة وطنية

وأضاف لـ”مصدر”، أن السيناريو الثاني يتعلق بأن يتم تشكيل حكومة ائتلاف وطني تشارك فيها الفصائل الفلسطينية وأن تبقى الحالة الفلسطينية كما هي في قطاع غزة والضفة الغربية.

نهوض الحالة الفلسطينية والعودة للانتخابات

وأوضح عبدو أن السيناريو الثالث، يقوم على إحداث نهوض في الحالة الفلسطينية من خلال توافق بين الفصائل، والذهاب نحو حوار وطني، يقوم التوافق الوطني على البرنامج السياسي الفلسطيني على مبدأ الشراكة، وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، والاتفاق على استراتيجية وطنية لمواجهة ا لاحتلال والتصدي لمخططاته، وصولاً لانتخابات فلسطينية شاملة، يُجبر من خلالها الاحتلال على أن تتم بالقدس، وبذلك العودة من جديد نحو العملية الديمقراطية.

وأكد عبدو أنه يمكن من خلال السيناريو الثالث تجنب ما يريده الاحتلال الإسرائيلي من زيادة الصراع الفلسطيني، وتحويله بذلك لمعركة مع إسرائيل، مبيناً أنه في حال خلق حالة وحدوية في الساحة الفلسطينية فإنه يمكن فرض اجراء الانتخابات في القدس.

مخاطر بقاء التأجيل

وشدد عبدو أن تأجيل الانتخابات سيبقي حالة الصراع بين الفلسطينيين مفتوحة ويزيد بذلك الانقسام وتتسع الفجوة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ويزداد النظام الفلسطيني تأزماً.

من جهته قال المحلل هاني حبيب إن خطان متوازيان لتلافي المخاطر المتوقع ظهورها بسبب تأجيل الانتخابات، الأول يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد استقالة حكومة محمد اشتيه من أجل توسيع الشراكة الفلسطينية من مختلف فصائل العمل الوطني والإسلامي تكون إحدى أهم مهماتها الدعوة لانتخابات جديدة والتواصل مع المجتمع الدولي لضمان اجراءها بالقدس.

تشكيل مجلس وطني جديد

وأضاف حبيب لـ “مصدر” أن يشمل الخط الثاني، الدعوة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني وإعادة تشكيله من جديد بشكل مؤقت بحيث يضم مختلف الفصائل الوطنية.

وأكد حبيب أن الوضع الفلسطيني مهدد بفوضى سياسية، تذهب بعملية الانقسام إلى نهايتها، وتغيب سبل الوحدة الوطنية، وتتجه نحو التقاذف وتبادل الاتهامات من جديد، مما يعني أن تكون المشاحنات الداخلية هي الأساس بدلاً من توفير الظروف الملائمة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته في كل من الضفة الغربية والقدس المحتلة وأخيراً تقويض سبل رفع الحصار عن غزة.

حالة صدمة ومشاورات فصائلية

من جهته قال المحلل السياسي عدنان أبو عامر، إن الفلسطينيين الأن يمرون بحالة استيعاب صدمة تأجيل الانتخابات، ولم يتخذوا القرار المناسب بعد.

وأضاف أبو عامر أن هناك مشاورات فصائلية على مدار الساعة لاتخاذ القرار المناسب بعد فرض الرئيس محمود عباس لقرار تأجيل الانتخابات بشكل انفرادي.

وأشار إلى أنه ليس هناك رد فعل واضح حتى الأن نحو قرار التأجيل، في ظل وجود رغبة فلسطينية بالحفاظ على الوحدة الوطنية القائمة وعدم الرغبة بالذهاب نحو قرارات وردود فعل قاسية.

وأكد أن القرار شكل صدمة كبيرة للشعب الفلسطيني ولا بد من أن يكون له ردود فعل كبيرة على الساحة الفلسطينية.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس الماضي تأجيل موعد الانتخابات الفلسطينية إلى موعد لغير محدد لحين ضمان مشاركة الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة فيها، إلا أن القرار لم يحظى بموافقة الفصائل والقوائم الانتخابية وجرى الاعتراض عليه.