قوات الاحتلال- إجازة عيد الأضحى

إغلاق البحر يفاقم أزمة الصيادين ويدفعهم لمواجهة الرصاص بصدور عارية

ساره عاشور – خاص مصدر الإخبارية 

تُفاقم سلطات الاحتلال الإسرائيلي معاناة الصيادين الفلسطينيين يوماً بعد يوم وتَفرض عليهم عقوبات لأسباب سياسية لا شأن لهم بها، كان آخر هذه العقوبات فجر أمس الاثنين، حيث أغلق الاحتلال بحر غزة بشكل كامل أبعد الصيادين عن مهنتهم ومصدر رزقهم، على خلفية مزاعم بإطلاق صواريخ صوب الأراضي المحتلة.

ومساء اليوم الثلاثاء، أعلنت لجان الصيادين التابعة لاتحاد لجان العمل الزراعي، عن إصابة الصياد غيث أبو عون بالرصاص المطاطي جراء إطلاق الاحتلال النار على مراكب الصيد في عرض بحر غزة.

وفي أعقاب ذلك، زعم الإعلام العبري، إنّ “الجيش يتحقق من أنباء عن محاولة صيادين فلسطينيين كسر الإغلاق البحري عند شواطئ قطاع غزة”.

وقال الصحفي الإسرائيلي أمير بوخبوط، إلى أن ذلك جاء “بعدما أفادت وسائل إعلام فلسطينية مؤخرًا عن أن سلاح البحرية “الإسرائيلي” أطلق النار على قوارب صيد قبالة سواحل قطاع غزة”.

اقرأ أيضاً: عياش لمصدر: الاحتلال أبلغنا بإغلاق البحر بشكل كامل أمام الصيادين

الرواية الإسرائيلية، وإن كانت صادقة، فإنها تعكس الصورة القاتمة لأوضاع الصيادين الذين مثّلهم الصياد أبو عون، والذي من المؤكد أنه يعي أن دخول البحر بالنسبة له بمثابة المغامرة بحياته، لكن ضيق العيش وشبه انعدام الخيارات أمامه جعلته يمتطي قاربه ويبحر في سبيل توفير أدنى متطلبات الحياة الإنسانية والعيش الكريم له ولعائلته.

95% من الصيادين يعيشون تحت خط الفقر المدقع

وبهذا الصدد، قال مسؤول لجان اتحاد الصيادين في غزة، زكريا بكر، إن فئة الصيادين تعتبر أكبر شريحة تحت خط الفقر المدقع، بنسبة 95% منهم، يكابدون ويلات الفقر ومعاناة الحصول على لقمة العيش”.

وأضاف بكر، في تصريح خاص لمصدر الإخبارية، إن في حالة توقف أرباب الأسر الصيادين العاملين في البحر هو بمثابة المساس بالقوت اليومي للنساء والشيوخ والأطفال.

وبوجه حزين بدى عليه ملامح اليأس والتعب، يعبّر الصياد الفلسطيني خالد الهبيل، عن قرار الاحتلال إغلاق البحر حتى إشعار آخر، قائلاً: “هذا القرار جائر وظالم والصياد الفلسطيني في حال كان البحر مفتوحاً أمامه بالكاد يستطيع أن يجني قوت يومه فما بال الوضع حين إغلاق الاحتلال للبحر بشكل كامل”.

ويتساءل الصياد الهبيل، مستنكراً القرار الإسرائيلي، قائلاً: “لا ندري إلى أين نذهب وأين نعمل الآن لا سبيل ولا مكان آخر يمكننا العمل به”.

إغلاق البحر يأتي في أعقاب مزاعم بإطلاق صواريخ

وصباح أمس الاثنين، أفاد نقيب الصيادين الفلسطينيين، نزار عياش، أن سلطات الاحتلال أبلغت بإغلاق البحر بشكل كامل أمام الصيادين في أعقاب مزاعم بإطلاق صواريخ من القطاع صوب الأراضي المحتلة.

وقال عياش، في تصريح لمصدر الإخبارية، إن “الاحتلال قام بإبلاغنا منتصف ليلة أمس، عن طريق هيئة الشؤون المدنية، بتقليص مساحة الصيد من 15 ميلاً إلى 6 أميال بدءاً من السادسة صباحاً، ثم عدلوا القرار فجر اليوم وأبلغونا بإغلاقه بشكل كامل حتى إشعار آخر”.

ووصف عياش هذا القرار بالمجحف بحق الصيادين، ويستهدف لقمة عيشهم والضغط عليهم في ظل أي متغير سياسي سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.

وقررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق مساحة الصيد البحري بشكل كامل أمام الصيادين في بحر قطاع غزة، بزعم استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة.

جاء ذلك عبر بيان صدر عن المتحدث باسم جيش الاحتلال قال فيه: “في ختام مشاورات أمنية في ضوء مواصلة إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، يعلن منسق أعمال الحكومة الجنرال غسان عليان عن إغلاق مساحة الصيد البحري كاملة في قطاع غزة ابتداء من الساعة السادسة صباحاً وحتى إشعار آخر”.

ويعكف جيش الاحتلال على ممارسة الضغط والابتزاز على الصيادين عقب أي أحداث توتر سواء أكانت هذه الأحداث في غزة أو في الضفة المحتلة أو في القدس التي شهدت توتراً عنيفاً خلال الأيام الماضية انعكست أصداؤه على القطاع وجاء إغلاق البحر من نتائجها.

إغلاق البحر ليست وسيلة الاحتلال الوحيدة للضغط على الصيادين، فقد أبدع الاحتلال في مضايقتهم بشتى الوسائل فقام باعتقالهم وأطلق النار عليهم، أو قد يقوم بفتح مياه الصرف الصحي في الأماكن المسموح لهم بالصيد بها، ناهيك عن قراراته المتكررة حول تقليص مساحات الصيد وغيرها..

Exit mobile version