كيف ستؤثر مواجهات القدس على سير العملية الانتخابية الفلسطينية؟

محمد موسى- مصدر الإخبارية

تصاعدت خلال اليومين الأحداث الميدانية في مدينة القدس المحتلة، لتنتقل من مربع تقييد الاحتلال لدخول المقدسيين للمسجد الأقصى المبارك، إلى مربع المواجهات المباشرة مع قطعان المستوطنين والشرطة الإسرائيلية.

وجاءت تلك المواجهات والأحداث التي انتقلت بسرعة لباقي المناطق الفلسطينية التي خرجت في مسيرات نصرةً للمقدسيين، في ظل الحديث عن الانتخابات التشريعية الفلسطينية، واحتمالية تأجيلها بسبب عدم إعطاء إسرائيل موافقةً على عقدها داخل مدينة القدس حتى هذا الوقت.

وبحسب مراقبين فإن تلك المواجهات -غير المفاجئة- في توثيقيتها ستشكل عاملاً في قلب الطاولة أمام القرار الإسرائيلي، وستغير من مجرى العملية الانتخابية، وستدفع الفصائل الفلسطينية لدارسة قراراتها مجدداً.

ويرى المراقبون، أن المواجهات لم تنطلق لأجل تحقيق عقد الانتخابات في مدينة القدس فقط، بل جاءت لأجل تثبيت الوجود الفلسطيني ككل في قلب المدينة المقدسة، وللتأكيد على عدم مشروعية الإجراءات الإسرائيلية المتخذة بحق السكان وحرية حركتهم وعبادتهم.

وكان مصدر مطلع قد كشف سابقاً لمصدر الإخبارية، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيدعو خلال الأيام القادمة قادة الفصائل الفلسطينية لاجتماع في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث ملف الانتخابات.

وأضاف أن الاجتماع يأتي بعد امتناع إسرائيل عن الرد على الطلب الفلسطيني بخصوص الانتخابات في القدس، مشيراً إلى أن اجتماع قادة الفصائل سيناقش بشكل أساسي إمكانية تأجيل أو عقد الانتخابات في ظل المعطيات الحالية.

مواجهات القدس وسيلة للضغط

المحلل السياسي عبد المجيد سويلم يقول، إن الهبة الجماهيرية في مدينة القدس انطلقت، ولا يمكن أن تتوقف قبل تحقيق مطالب المقدسيين بالسيادة والحرية، ووقف اعتداءات وانتهاكات الاحتلال بشكل كامل.

ويرى سويلم في حديثه لمصدر الإخبارية، أن القيادة الفلسطينية والأحزاب بشكل عام، راضية عن مجرى الأحداث بالقدس، وترى بها وسيلة ضغط على إسرائيل، لدفعها نحو الموافقة على إجراء الانتخابات الفلسطينية بشكل كامل.

وشدد على أن إجراء الانتخابات داخل القدس حق فلسطيني لا يمكن التنازل عنه، أو الرضوخ للقرارات الإسرائيلية المقيدة للحصول عليه، مبيّناً أن إجراء الانتخابات في القدس كما في المرتين سابقتين أمر مكفول في الاتفاقيات التي وقعت بين منظمة التحرير والاحتلال.

ووفق مرسوم رئاسي سابق، ستجرى الانتخابات الفلسطينية على 3 مراحل خلال العام الجاري: تشريعية في 22 مايو، ورئاسية في 31 يوليو، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس.

قلب الطاولة أمام الجميع

وقال سويلم إن مواجهات القدس، قلبت الطاولة أمام جميع القرارات التي كان يتم الحديث عنها بخصوص الانتخابات التشريعية القادمة، والجميع الآن يقف منتظراً ما ستؤول له الأمور في المدينة.

وتوقع المحلل السياسي، أن تساهم أحداث القدس التي انتقلت لعدد من المدن الفلسطينية الأخرى، على قرارات إسرائيل بخصوص الانتخابات، لاسيما وأن الأخيرة لا تريد أن تظهر أمام المجتمع الدولي في صورة المعطل للانتخابات الفلسطينية.

وأضاف “نحن الآن في مرحلة لا تختلف عن مرحلة معركة البوابات التي انتصر فيها المقدسيون، وهذا يعطي مؤشر واضحاً على انتصار قريب وتحقيق للحق الفلسطيني بالقوة وبالصمود في وجه التغول الإسرائيلي”.

وأشار سويلم إلى أن الأنباء توضح أن إسرائيل بدأت بإجراء اتصالاتها الدولية لأجل الضغط على الفلسطينيون من أجل تهدئة الأوضاع في القدس، وهذا الأمر جاء بعد شعورها بالضعف أمام إرادة المقدسيين.

نوه إلى أن دول مختلفة من العالم تدعم إجراء الانتخابات الفلسطينية خاصة في القدس، وهذا الأمر يمكن استثماره جيداً للضغط على إسرائيل من أجل إجراء الانتخابات هناك دون عرقلة.

وفي أوقات سابقة، أكدت عدد من الدول في العالم استعدادها لدعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

محوراً للصراع مع الاحتلال

وفي تصريحات سابقة لمصدر الإخبارية، قال الكاتب السياسي شرحبيل الغريب، إنه من الصعب أن “يرضخ الفلسطينيون لسياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه مدينة القدس فالمعروف أنه يتعامل أن القدس تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، ويتعامل مع فكرة عدم السماح بإجراء الانتخابات فيها بجدية كاملة”.

وقال إن “إجراء الانتخابات في مدينة القدس يحمل دلالة رمزية عالية، للفلسطينيين كونهم يتمسكون بها كعاصمة أبدية لهم، ويعتبرونه محوراً في الصراع مع الاحتلال”.