لـ مصطفى إبراهيم: عما يجرى في القدس وفلسطين

مصطفى إبراهيم- مصدر الإخبارية

من نكد الدهر أن نضطر إلى الاختيار بين أن ننتظر الرد الإسرائيلي على طلب السلطة الفلسطينية الموافقة على اجراء انتخابات فلسطين في القدس، وبين انتظار الرد من القيادة والفصائل على جرائم العصابات اليهودية اليمينية الفاشية ضد المقدسيين اللذين يخوضون معركة الرد والدفاع عن أنفسهم ومدينتهم.

في وقت غابت القضية المركزية عن جدول اعمال وصدارة الأولويات العربية والدولية، ولا تزال الفصائل تناقش وتبحث على صيغة لأجراء الانتخابات أو تأجيلها وفشلت ان تجلس تحت سقف القضية الوطنية.

القدس تتصدى كعادتها قطعان المستوطنين الفاشيين وحيدة، ولم نسمع من الفصائل حتى الان الا الشعارات والقول ان القدس خط أحمر، هي القدس دوما بوابة المقاومة والتصدي للاحتلال وعصابات المستوطنين.

ويحاول الاعلام الإسرائيلي وصف ما يجري في القدس من إرهاب منظم وهجمات ضد المقدسيين من قبل عصابة لهافا بـ “الطوشة بين يهود وعرب” وهي من تقوم بملاحقة العمال العرب في القدس وضربهم والتنكيل بهم، والادعاء ان ما يجري في القدس من احداث محلية، عصبية في شهر رمضان واستيقاظ نشطاء يمين يهود. بسبب تأثير الشبكات الاجتماعية، وأن رجال يمين متطرفين ساهموا في التطرف والمطالبة بالثأر ردا على عنف شباب فلسطينيون بتصوير أنفسهم وهم يهاجمون يهود، على الاغلب اصوليين أو متدينين، في شوارع القدس.

ويصف الصحافي الإسرائيلي في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل ما يجري في القدس بالقول: “ان ما ساعد في دائرة الهجمات وعمليات الثأر توتر معين متعلق بشهر رمضان. الاعصاب في شرقي المدينة متوترة حول قرار الشرطة في القدس في منع تجمعات في ساحة باب العامود، لأسباب أمنية، وان اغلاق الدرج اعتبر في شرقي القدس رمز للإهانة من قبل إسرائيل من خلال المس بتقاليد شهر رمضان”.

ويضيف كالعادة، أيضا صراعات الحرم تصب الزيت على النار. ففي الأسبوع الماضي قامت الشرطة بقطع كوابل مكبرات الصوت في المسجد الأقصى كي لا يزعج صوت الآذان الاحتفال بيوم الذكرى في حائط “المبكى”.

ما يجري في القدس ليس بمعزل عما تقوم به دولة الاحتلال ومؤسساتها الأمنية والمدنية وهي في قلب التحريض على أهل فلسطين في النقب ويافا وام الفحم واللد، والصفة الغربية ومصادرة الاراضي والضم الزاحف وحرق البشر واشجار الزيتونة، وما يجري في غزة وحصارها وتجويع شعبها.

ويظهر غطرسة وعنجهية وسطوة دولة الاستعمار الاستيطاني العنصري، وكل ما يجري هو في سياق بين عنصرية الدولة ومؤسسة للجيش والشرطة والقضاء، وعنصرية وفاشية المستوطنين وعصابات “تدفيع الثمن، وشبيبة التلال ولهافا” وغيرهم من العنصريين الفاشيين، لترهيب شعبنا في جميع أماكن تواجده على أرضه.

الفلسطينيون يضيعون الفرصة تلو الأخرى لتوحيد صفوفهم، وباستطاعتهم ان يستمروا الفرص المهدرة والتحرك بسرعة لتوحيد صفوفهم وكلمتهم، ومواجهة ذاتهم، وكذلك مواجهة الفاشية الصهيونية والجنون اليميني المنفلت وبدعم من المؤسسات الرسمية.

وتزييف الاعلام الإسرائيلي ما يجري من إرهاب يهودي في القدس ووصف دفاع المقدسيين عن أنفسهم “بالإرهاب”. بإمكانهم مواجهة ذلك في القدس وتحويل الفرص المهدرة إلى فرصة كبيرة تعيد بريق قضيتهم وتضعها بل تفرضها على الدول العربية والاقليم وعلى كل الساحات الدولية، وتسجل نقاط تضاف للحق الفلسطيني وللرواية والسردية الفلسطينية العادلة وتلحق الهزيمة بحكومة الاحتلال وروايته المشكوك فيها أصلا، وافشال المحاولات لفرض لرواية الاحتلال ودول التحالف التطبيعي.