حراك تجاه المصالحة - الطريق إلى القاهرة -هجوم البيبيست -الاتفاق الإيراني السعودي - الحكومة لا تغضب - بن غفير مصطفى إبراهيم - العطلة

هل تأجيل أو إلغاء الانتخابات الفلسطينية حقيقة أم مجرد تهديد؟ مصطفى إبراهيم

مقال رأي -مصدر الإخبارية بقلم مصطفى إبراهيم

تحاول إسرائيل تخويف الفلسطينيين قبل المجتمع الدولي من أن إجراء الانتخابات الفلسطينية قد تهدد النظام الفلسطيني وأن تداعيات فوز حركة حماس خطيرة على شرعية النظام الفلسطيني.

وفي ظل توجه حركة فتح لانتخابات المجلس التشريعي، وهي منقسمة وتخوض الانتخابات بثلاث قوائم انتخابية وتداعيات ذلك على وحدتها وتعميق الانقسام الفتحاوي الموجود قبل الذهاب للانتخابات وتداعياته على وحدة الحركة ومستقبلها.

دراما الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني: إذا أجريت في ظل خوض فتح الانتخابات الفلسطينية وهي منقسمة، الأمر الذي قد يشكل خطر على مكانة حركة فتح الرسمية الممثلة بالرئيس محمود عباس وسيشكل تحدي كبير له.

والخطر الحقيقي على بقاء فتح كحركة هيمنة على النظام الفلسطيني لعقود طويلة، بما في ذلك السلطة الفلسطينية التي تنظر اليها إسرائيل كشريك فيما يسمى العملية السياسية التي تديرها وفقا لمصالحها الأمنية الاستراتيجية ببقاء الوضع القائم ومستمرة في فرض سياسة الأمر الواقع.

قد يكون الموقف الإسرائيلي غير المعلن بعدم الموافقة على اجراء الانتخابات في القدس هو المدخل لتأجيل الانتخابات وتخويف المجتمع الدولي من عدم قدرة حركة فتح البقاء في الهيمنة على السلطة،
وخشية إسرائيل من انتشار الفوضى وتسريع حروب الخلافة.

وتقويض الاستقرار الأمني ​​في الضفة الغربية وكذلك تحسين مكانة حماس كبديل لحركة فتح، وقد تؤدي هذه التطورات إلى تعميق تدخل إسرائيل في مناطق السلطة الفلسطينية.

الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى زيادة كبيرة في الاحتكاك مع الفلسطينيين، وزيادة التوتر بينها وبين الدول العربية وحتى الإضرار بجهود الترويج لـ “اتفاقيات إبراهيم”، كما ذكر تقرير صدر الأسبوع الماضي عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.

ترى إسرائيل في قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإجراء انتخابات أنه مقامرة خطيرة خاصة وانه يذهب للانتخابات وتشهد حركة فتح انقسامات عنيفة وازمات داخلية، وبدلا من حل تلك الانقسامات قرر الذهاب للانتخابات، وأيضا استمرار الانقسام الفلسطيني، ومن غير المحتمل ان انتخابات المجلس التشريعي المحتملة قد تحقق المصالحة وتفكك الانقسام الفتحاوي أو الفلسطيني.

إن أزمة حركة فتح واضحة وهي ليست جديدة والانقسام او الانشقاق الداخلي في فتح أحد مسببيه الرئيس عباس شخصيا الذي يقود الحركة والمنظمة والسلطة منفردا منذ توليه السلطة في العام ٢٠٠٥، وتدهور الأوضاع خلال السنوات الماضية بشكل خطير، ولم يضع أي اعتبار للمؤسسة.

وعلى الرغم من المعارضة والانتقادات الشديدة من الفلسطينيين استمر بتعزيز الفردانية والاقصاء، واتخذ ولا يزال سلسلة من الإجراءات والسياسات والقوانين التي عززت بشكل كبير سيطرته على فتح والسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ولا يزال يدير شؤون السلطة من قبل اشخاص معدودين اساءت للنظام الفلسطيني وحركة فتح، وكرس كل جهده على البقاء في الحكم والسلطة على حساب القضية والمصلحة الوطنية.

وأثارت الغضب والعداء من شرائح كبيرة من الفلسطينيين ومجموعات من الفتحاويين الذين عبر بعضهم عن الغضب خاصة الأسير مروان البرغوثي الذي دعم قائمة انتخابية مع الدكتور ناصر القدوة.

وعلى الرغم من ان الغضب الإسرائيلي من الرئيس عباس وتوجه للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية والنضال الدبلوماسي والقانوني، والذي لم يسفر عن تحقيق اختراقات ونتائج جوهرية في تحقيق اهداف الفلسطينيين ودعم القضية الفلسطينية.

إلا انها لا تزال تنظر اليه كشريك محتمل بالعودة للمفاوضات السياسية، وما تسمى العملية السلمية، وسياسته الشخصية في الحفاظ على التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل، والتمسك بأوسلو والاتفاقيات الموقعة معها.

وعلى المستوى الداخلي وسياسات السلطة وحكوماتها المتعاقبة التي فشلت في بناء نظام فلسطيني وحكم ديمقراطي رشيد، في ظل شبهات الفساد والمحسوبية، ولم يحقق الرئيس عباس ما كان يدعو آليه ببناء مؤسسات الدولة، بل قوض أسس النظام من خلال استمرار الانقسام وإصدار القرارات بقوانين التي تعزز من تفرد السلطة التنفيذية وتغولها على السلطتين التشريعية والقضائية من خلال حل المجلس التشريعي والقرارات التي اتخذت في التدخل في السلطة القضائية والهيمنة عليها.

وتهشيم المجتمع المدني من خلال القرارات بقوانين التي قيدت عملها، إضافة الى الأوضاع الاقتصادية الصعبة خاصة في ظل جائحة كورونا التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية.

تاريخ الانقسامات في فتح طويل، لكنها بقيت وحافظت على ذاتها من خلال الحوار والتوافقات، لكنها لم تستطع تجديد نفسها ولم تقم بمراجعات نقدية واصلاحات حقيقية، وإعادة تعريف نفسها.

وهل هي حركة تحرر وطني أم سلطة تسعى للتحرير بالنضال السياسي والدبلوماسي والقانوني؟ وفقا لاتفاقيات أوسلو التي لم يتبقى منها سوى التنسيق والتعاون الأمني مع إسرائيل، ولم تعد تلك الحركة التي اجتمع تحت سقفها جميع الاطياف الفكرية والسياسية، وتعمقت ازماتها مع قيام السلطة والتي كشفت حجم الخلاف. والحديث عن خوض فتح الانتخابات بقوائم منفصلة قد يكون مصلحة للحركة في حال استطاعت قائمتي كل من ناصر القدوة ومحمد دحلان الدخول للبرلمان قد يحدث تحالف بين القوائم الثلاثة وإمكانية تشكيل اغلبية وكتلة واحدة.

أعتقد ان هذا الاحتمال ضئيل، فالخلافات كبيرة وعميقة صحيح انها ليست على برامج سياسية وإعادة الحركة الى بداياتها، لكن لها علاقة بمطالب القدوة ودحلان بالتغيير وتمكين الشباب من تولي القيادة في الحركة وإصلاح المنظمة، وعدم التفرد وبقاء الرئيس عباس في السلطة.

وعلى ضوء ذلك وفي ظل غياب اليقين لدى الفلسطينيين المتحمسين ورفعوا سقف توقعاتهم من الانتخابات ظناً منهم انها قد تحدث تغييرا على صعيد النظام الفلسطيني، وكذلك على مستوى معيشتهم وأوضاعهم البائسة في ظل الاحتلال وسياساته والانقسام.

التهديد الإسرائيلي من اجراء الانتخابات، والتحذير من فوز حركة حماس وتعزيزها بشكل كبير، والخوف من تقويض استقرار السلطة الفلسطينية وإضعاف قدرتها على العمل والذي يتعارض مع المصالح الإسرائيلية.

المفروض ان يكون الموقف الفلسطيني واضح وموحد، وعلى الرغم من التهديد الإسرائيلي والادعاء بإن فوز حماس في الانتخابات هو تهديد للفلسطينيين، وانه قد يمس الحياة اليومية لسكان الضفة الغربية. وتشمل ذلك وقف التنسيق الأمني ​​بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفرض قيود على حرية التنقل والعمل، ويعمل على تآكل شرعية السلطة الفلسطينية الدولية والعربية.

التهديد الإسرائيلي نابع من الحفاظ على مصالحها الأمنية، وهي معنية بتعزيز الفصل والانقسام الفلسطيني، وهي تفضل الوضع الراهن باستمرار سلطة فلسطينية مستقرة وقوية من وجهة نظرها، مع ان السلطة ضعيفة وتآكلت، وفي الوقت ذاته لن تعمل على التقدم فيما يسمى بالعملية السياسية مع الفلسطينيين حتى بوجود إدارة جو بايدن.

وبدلا من البحث في تعزيز وحدة الفلسطينيين والعمل الجدي على انهاء الانقسام الفلسطيني والانقسام الفتحاوي الداخلي الخشية قائمة، فالقيادة الفلسطينية وضعت نفسها والفلسطينيين في مأزق وقد يكون تشكل رأي أو موقف من القيادة بتأجيل او إلغاء الانتخابات بذريعة عدم سماح إسرائيل إجراء الانتخابات في القدس.

Exit mobile version