أكلات فلسطينية شعبية

كعبها أخضر وأخرى توحي بالتفاؤل أكلات فلسطينية تزين الموائد الرمضانية

خاص-مصدر الإخبارية

لازالت بعض الأكلات الشعبية الفلسطينية حاضرة حتى يومنا هذا، ويفتتح بها الفلسطينيون أيامهم الأولى برمضان، تحديدًا الأكلات الخضراء والبيضاء فلكل منها جذور تاريخية متوارثة عن الآباء إلى الأجداد.

وتعج شوارع قطاع غزة في أول يوم برمضان، بروائح الملوخية قرب الإفطار، وتحرص النساء على إعدادها بإتقان فهي لها طقوسها الخاصة، ويجتمع عليها الكبير والصغير.

تلتزم الفلسطينية فاطمة حسن بتقديم الوجبة الخضراء على مائدة عائلتها كطبق أساسي منذ 10 أعوام، فكانت قبل ذلك تواظب عليها عند بيت أهلها، وحملت هذه العادة على بيت زوجها أيضًا.

تقول: ” اعتدنا على طهي الملوخية كأحد طقوس رمضان، كونها تعطي تفاؤل لباقي أيام السنة لأن لونها أخضر، هكذا كانت تقول لي أمي منذ كبرت فاكتسبت هذه العادة منها”. تضيف لا يوجد بالتاريخ ما يدلل على أهمية إعداد الملوخية لكن هي عادة اكتسبناها عن أجدادنا القدماء الذين يجدون أن “كعبها أخضر”.

وتشير إلى أنها أول وجبة تطلب من زوجها احضارها من السوق أثناء ذهابه للتسوق برمضان، فتتجمع هي وأطفاله الصغار لقطف أوراقها الخضراء، وغسلها ثم فرمها ناعمًا، وطهيا بجانب إعداد  أطباق  الأرز الأبيض وليمون وبعض قطع من اللحوم. وتصف حبها للملوخية  بكلمة ابتسمت في وصفها ” الملوخية تسري في عروقنا بأول أيام رمضان”.

وتدخل فاطمة في عراك مع أبنائها ممن يفضلون تناول الوجبات الحديثة  مثل “شنيتسل ” ، “الكوردن بلو”، لكن الغلبة بالطبع للملوخية.

وبالرجوع إلى أصل وجبة الملوخية،  والتي يرجح البعض أنها أكلة شعبية مصرية ، معروفة منذ القدم ، وهناك من يفضل أكلها بالخبز ، أو مع الأرز .

ويوجد روايتان لأصل هذه التسمية والوجبة، الأول أنها كانت نبات قديم في عهد الفراعنة، يسمى ” خية ” و كان يعتقد المصريون أنها نبتة سامة وعندما احتل الهكسوس مصر وهدموا وطمسوا معالم الحضارة الفرعونية أجبروا المصريين على تناولها وكانوا يقولوا لهم : ” ملو – خية ” أي كلوا ” خية ” وبعدما تناولها المصريين وظنوا انهم ميتون لا محالة اكتشفوا انها غير سامة وانها تصلح للأكل .

والرواية الثانية و هي الأرجح، أن أصل كلمة ملوخية هي ” ملوكية ” وهذا لأنها كانت تقدم للملوك، ووصفها طبيب أحد الملوك لملكه عندما كان مريضًا .

وفي مدينة رام الله التي لا تبعد عن قطاع غزة كثيرًا، لكن لأبنائها طقوس معينة بإعداد الأكلات الشعبية، إذ اعتاد السكان على طهي الطعام الأبيض في أول أيام رمضان وهو يشير إلى الفتة أو المقلوبة  كأشهر الأصناف الفلسطينية.

تقول الفلسطينية مريم العاروري:” اعتدنا في أول أيام رمضان إعداد طبق الفتة الفلسطينية برفقة الدجاج والذي يصنف ضمن  الأكلات البيضاء فحسب السلف هذا يوحي بالأمل والتفاؤل طيلة أيام شهر رمضان والشهور الذي تليه، ولا زلنا متمسكين بهذه العادة منذ عشرين عامًا”.

وتجتمع على الإفطار الفلسطينية مريم برفقة أبنائها وأحفادها الصغار الذين هم بدورهم يفضلون هذه الأكلة ويطلبونها من جدتهم في أول أيام رمضان.

وتتشارك الفلسطينية مريم مع أزواج أبنائها في إعداد الفتة الفلسطينية، ما بين طهي الدجاج، وخبز الصاج على الخطب، فيما يقوم أحفادها بتقطعيه لمساعدة جدتهم، ثم يضاف لها الأرز الأبيض والدجاج.

أما على الناحية الأخرى من فلسطين في مدينة جنين تحديدا،  تتشارك عائلة ندى جبريل في قلب صينية المقلوبة فهي من أشهر الأكلات الفلسطينية التي لا يزال تتمسك بها العائلة.

و تقول الفلسطينية ندى، إن المقلوبة من بديهيات أكلات رمضان الشعبية، و لها طقوس جميلة تتبارز فيها العائلة أحيانًا لقلبها على مائدة الطعام الرمضانية.

وتشير إلى أن العائلة لا تشعر بنكهة رمضان في أول أيّامه دون تناول أكلة المقلوبة، فهي لا تقتصر على الأرز واللحوم فقط، بل تحتوي على أنواع أخرى من الخضروات.  موضحة أن لها فوائد  إيجابية على المعدة خاصة لعد أن يقضي الصائم فترة طويلة بالنهار دون أكل.

ويعتبر المطبخ أحد  ثقافات الشعب الفلسطيني وعاداته وليس فقط لمجرد سد جوع هو أيضًا يمثل رمز للتفاؤل،  في جميع المناسبات الدينية،  كرمضان، الأعياد، أو المناسبات الاجتماعية.

Exit mobile version