الأعياد اليهودية الاحتلال في القدس-القدس الشريف-مدينة القدس

وسط محدودية الخيارات… تخوفات فلسطينية من عرقلة الاحتلال للانتخابات بالقدس

غزة- محمد موسى

لا زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمتنع حتى هذا الوقت من إعطاء رد على الطلب الفلسطيني بخصوص إجراء الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، وسط زيادة المخاوف من تأثر إجراء الانتخابات في موعدها حال أصرت إسرائيل على عرقلة عقدها.

وتنطلق “إسرائيل” في مبدأ عرقلتها لإجراء الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس، من كونها تعد الأخيرة تقع ضمن سيطرتها ومن أراضي الدولية، لاسيما بعدما اعترفت الولايات المتحدة بها عام 2017 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، كعاصمة لدولة الاحتلال.

ويتوقع محللون ألا يكون الفلسطينيون قادرون على مواجهة العرقلة الإسرائيلية للانتخابات بمدينة القدس، إلا عبر خيارات محدودة، تتلخص بالضغط الدولي والمقاومة الشعبية.

وكثف المسؤولون الفلسطينيون، خلال الأيام الماضية من التصريحات المؤكدة على أنه لا انتخابات دون القدس، وعبروا عن رفضهم لعقدها في الضفة الغربية وقطاع غزة حال تعذر الأمر في القدس.

دلالة رمزية عالية للانتخابات بالقدس

يقول الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب في حديث لمصدر الإخبارية، إن “الاحتلال لم يعطِ حتى الآن موافقة على إقامة الانتخابات في مدينة القدس، وهذا يضع مسار الانتخابات في مهب الريح، فنحن نتحدث عن تجاهل إسرائيلي للمطلب الفلسطيني حتى اللحظة وهذا من شأنه أن يهدد مسار الانتخابات”.

وأشار الغريب في حديثه إلى ضرورة ألا “يرضخ الفلسطينيون لسياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه مدينة القدس فالمعروف أنه يتعامل أن القدس تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، ويتعامل مع فكرة عدم السماح بإجراء الانتخابات فيها بجدية كاملة”.

وقال إن “إجراء الانتخابات في مدينة القدس يحمل دلالة رمزية عالية، للفلسطينيين كونهم يتمسكون بها كعاصمة أبدية لهم، ويعتبرونه محوراً في الصراع مع الاحتلال”.

وفي شرحه للأسباب التي ستدفع الاحتلال نحو عرقلة الانتخابات في القدس، أضاف الغريب إن “الاحتلال لن يتخلى بسهولة عما تم بنائه في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي اعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقلت سفارة بلاده لها”.

يشار إلى أن سمحت إسرائيل خلال الانتخابات الفلسطينية السابقة بعقد العملية الانتخابية في القدس، على اعتبار أنها من قضايا الحل النهائي التي لا يزال حولها حواراً وتفاوضاً، لكن الأمر هذه المرة مختلفة كونها تتعامل أنها ضمن حدودها، بسبب الاعتراف الأمريكي بها.

وتم خلال المرات الماضية التي عقدت فيها الانتخابات الفلسطينية، إجرائها في مدينة القدس، بناءً على اتفاقية المرحلة الانتقالية، المبرمة بين منظمة التحرير والاحتلال عام 1995، حيث تضمنت ملحقاً خاصاً بالانتخابات.

ونصت المادة 9 من المحلق، على آليات إجراء الانتخابات في مدينة القدس، وجاء فيه أنه “يتمّ الاقتراع في القدس الشرقية في مكاتب بريد تتبع سلطة البريد الإسرائيلية”.

وتطبيقاً لذلك تم في عام 1996 السماح لنحو 5367 من سكان القدس الشرقية بالتصويت في 5 مراكز بريد، وفي عامي 2005 و 2006 تم زيادة عدد مراكز البريد إلى 6 مراكز واستوعبت نحو 6300 ناخب، فيما اعتمد باقي السكان البالغ عددهم نحو 300 ألفاً حينذاك، على التصويت في مراكز اقتراع افتتحت في ضواحي المدينة، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام.

خيارات فلسطينية محدودة

ووفقاً لمراقين فإن الخيارات أمام الفلسطينيين، حال أقرت إسرائيل عدم السماح بإجراء الانتخابات بمدينة القدس محدودة، وتنحصر بالجهود الدولية التي ينبغي البدء بتفعيلها إضافة للمقاومة الشعبية والمقاومة الدبلوماسية.

وعن ذلك يقول الغريب “من المهم جداً أن تتحول الانتخابات لمعركة سياسية ووطنية وشعبية، ومهم أيضاً أن يتحدى الفلسطيني كل سياسات وإجراءات الاحتلال العنصرية في مدينة القدس ولكشف مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي للعملية الديمقراطية الفلسطينية ولفضحه أمام المجتمع الدولي”.

ووفقاً لتقديره، فإنه “لا شيء أمام الفلسطينيين سوى تلك الخيارات للعمل عليها حالياً، من المهم أن تتحول الانتخابات أن تتحول لمعركة حقيقية على كل صعد، ومن المهم حشد كل الطاقات والإمكانات لأجل إنجاحها، ولدفع الفلسطيني نحو ممارسة حقه في الانتخابات والترشح”.

ويرى الغريب أن “المجتمع الدولي غير قادر حتى هذه اللحظة على إلزام الاحتلال بإجراء الانتخابات بالقدس، وذلك انطلاقاً من أن إسرائيل تعتبر أن القدس هي جزء من إسرائيل تم ضمها خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق”.

وأشار إلى أن “يلزم دعم دولي وحضور كبير من جهات أوربية وعالمية، لدفع إسرائيل نحو الالتزام بعدم عرقلة الانتخابات الفلسطينية ولثنيها عن القيام ببعض الخطوات، التي بدأت تمارسها فعلياً من خلال اعتقال بعض المرشحين في مدينة القدس والضفة الغربية”.

وعلمت “مصدر الإخبارية” من مصادرها الخاصة، بوجود اتصالات مكثفة مع جهات دولية تجريها الدبلوماسية الفلسطينية لمحاولة معرفة، القرار الإسرائيلي بخصوص انتخابات القدس قبل فترة جيدة من موعد عقد الانتخابات التشريعية المقرر في 22 مايو القادم، لتحديد طبيعة الخطوات التي يمكن اتخاذها للضغط على إسرائيل.

وفي ذات الوقت، قالت مصادر من حركة “حماس” لمصدر الإخبارية، إن الحركة نقلت عبر الوفد الأمني المصري الذي زار غزة مؤخراً، رسالةً لإسرائيل مفادها بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه العرقلة الإسرائيلية للانتخابات في مدينة القدس، ولن ترضى باستمرار سياسة الاعتقالات للمرشحين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ولوحت “حماس” وفقاً للمصادر بإمكانية استخدام القوة والتصعيد العسكري حال أصرت “إسرائيل” على موقفها تجاه الانتخابات، لكنّ مراقبون توقعوا أن تكون تلك التهديدات مجرد رسالة ترهيب للاحتلال الإسرائيلي، دون إمكانية تطبيقها فعلياً، لأن الظروف الوطنية والإقليمية غير مهيأة مرحلياً لجولة تصعيد جديدة.

Exit mobile version