فلسطينيون: عودة المساعدات الأمريكية بارقة أمل مرهونة بالبعد السياسي

خاص-مصدر الإخبارية

جاءت خطوة عودة المساعدات الأمريكية بعد عامين على توقفها من حكومة الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن يبدو أن العلاقات الفلسطينية تحولت، بشكل قد أعطي بارقة أمل للفلسطينيين بتحسين العلاقات الفلسطينية الأمريكية بعهد الرئيس الجديد جو بايدن.

وتشمل المساعدات الأمريكية 150 مليون دولار سنويًا،  للجوانب الإنسانية، و75 مليون دولار  مساعدات اقتصادية وتنموية، في غزة والضفة، و10ملاين دولار لبرامج دعم السلام عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وأمام هذه السياسة الجديدة التي تتبعها الإدارة الأمريكية الجديدة يرى محللون أن لها أبعاد على عدة مستويات خاصة المستوي السياسي والاقتصادي.

المحلل الاقتصادي أسامة نوفل رحب بعودة استئناف المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه يحمل بارقة أمل للفلسطينيين.

وقال نوفل في حديثه لمصدر الإخبارية :” إن المساعدات الأمريكية تتوزع على عدة شرائح من حيث التداعيات الإيجابية لها، وعلى رأسها أن جزء منها سيذهب لوكالة غوث اللاجئين “الأونروا” وبالتالي هذا من شأنه أن يخفض العجز في ميزانيها، والتي تعاني منها وأثرت على تقديم المشاريع الاغاثية والتنموية، وزيادة المشاريع، تقليل حدة الفقر”.

وأضاف ” هناك جزء آخر من المساعدات الأمريكية، تتعلق بالتمكين الاقتصادي والبنية التحتية ومشاريع صغيرة”. موضحًا أن 80 من سكان فلسطين لاجئين يعتمدون على خدمات الأونروا، بشكل أساسي سواء كانت نقدية أو اغاثية.

وتابع الاقتصادي “من المؤشرات الاقتصادية للقرار أيضًا، الجزء الأخر من المساعدات الأمريكية سيفيد البرامج مهمة تتعلق بالخريجين وطلاب الجامعات، من خلال دعم قروض الطلبة، وتمويل المشاريع متناهية الصغر للخريجين العاطلين عن العمل”.

وأشار إلى أن ضخ قرابة الـ215 مليون دولار سنويًا لخزينة السلطة سينعش الاقتصاد الفلسطيني بعدة مجالات تنموية واقتصادية وإغاثية، رغم أن المبلغ الذي ستقدمه إدارة بايدن أقل من التمويل في هد الرئيس السابق أوراما.

وتابع “لكن يبدو أن العلاقات الفلسطينية الأمريكية ستعود بشكل أفضل لما عهدنا في عهد ترامب”. لافتًا إلى أنه سابقًا كانت تقدك أمريكا قرابة الـ 350 مليون دولار، 70 مليون دولار للموازنة العامة.

وأردف بقوله “أن الإدارة الأمريكية، أبقت على تمويل موازنة السلطة وأقرت اقتصار الدعم على المساعدات الغذائية ودعم الوكالة،  هذا ما قد يجعل السلطة الفلسطينية تخشى من تأخر عودة العلاقات مع أمريكا”.

وأوضح أن ذلك مرتبط ببعد سياسي، سيما أن إسرائيل تضغط بشكل كبير على أمريكا لعدم عودة المساعدات للسلطة، حتى تخضع السلطة للعودة لموضوع المفاوضات المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.

لكن بدوره يرى الحقوقي صلاح عبد العاطي بأنه، لا يمكن التعويل بشكل كبير على استئناف المساعدات الأمريكية كونه يمثل أحد الأدوار التقليدية  التي تجد في حل الدولتين هو الحل الأساسي.

وقال في حديث لمصدر الإخبارية “ممكن أن يبشر عودة العلاقات مع الفلسطينيين كون الإدارة الجديدة برئاسة بايدن ترى الاستيطان جريمة حرب،  وتعزيز العلاقات الأمريكية الفلسطينية بعد أن أتلفها ترامب، والتمسك بالقانون الدولية وقرارت الشرعية الدولية، ودعم  منظمات الأمم المتحدة ” الأونروا ” لخدمات للاجئين والتي هي جزء لا يتجزأ من حقهم”.

وأضاف على ما سابق “سواء بما يتعلق بالصراع  الفلسطيني الإسرائيلي، أو المنطقة العربية بشكل عام، لأنه لا يمكن لأمريكا إعادة دورها دون أن تظهر قدر من مراعاة المصالح وفتح يدها للمساعدة”.

لكن ماذا عن التداعيات السياسية للقرار الأمريكي، قال المحلل السياسي طلال عوكل ” أمريكا عمليًا تراجعت عن بعض المواقف التي أخذتها الإدارة السابقة خاصة في ما يتعلق بوكالة الغوث ” الـأونروا”،  مكتب منظمة التحرير الفلسطينية والعلاقة مع السلطة الفلسطينية، باعتبار الضفة الغربية والجولان أراضي محتلة”.

وأضاف في حديثه لمصدر الإخبارية ” يأتي ذلك من ضمن جهود الإدارة الأمريكية لاستعادة قناة دبلوماسية في القدس،  لكن يبقى في ظل دورها، والذي يتطلب  الانحياز لإسرائيل وإظهار شيء من الاهتمام لها، والعودة لمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

وبشأن هل تشكل أمريكا أداة ضغط على إسرائيل لعدم التدخل بالانتخابات الفلسطينية خاصة بالقدس، استبعد المحلل السياسي طلال عوكل ذلك، بسبب التعنت الإسرائيلي الواضح بهذا الجانب والذي كان قد منح مؤخرًا وفد من الاتحاد الأوروبي للرقابة على الانتخابات.

وبين أن ملف الانتخابات يحتاج لإصرار فلسطيني حقيقي أكثر من أي جهود خارجية ودولية.

وكانت قد أعلنت أمريكا عن قرارها بدعم نحو 235 مليون دولار، كجزء من المساعدات للفلسطينيين التي سبق وأمر دونالد ترامب بإيقافها.

ووفق الخارجية الأمريكية سيتم تقديم جميع المساعدة بما يتفق مع قانون الولايات المتحدة، يشمل المساعدة الاقتصادية لدعم تعافي الشركات الصغيرة والمتوسطة من آثار كورونا، ودعم الأسر المحتاجة للحصول على الاحتياجات الإنسانية الأساسية، مثل الغذاء والمياه النظيفة؛ ومساعدة المجتمع المدني الفلسطيني”.

ويشمل دعم الولايات المتحدة، جزء من التمويل الأمريكي، شبكة مستشفيات القدس الشرقية، حيث تواصل تقديم العلاجات الضرورية والمنقذة للحياة للفلسطينيين.

وأوضحت الخارجية الأمريكية خلال بيان لها في ذات الشأن، أن دعم الشعب الفلسطيني يخدم مصالح وقيم أميركية مهمة، ويوفر الإغاثة الحاسمة لمن هم في أمس الحاجة إليه، ويعزز التنمية الاقتصادية، ويدعم التفاهم الإسرائيلي الفلسطيني، والاستقرار، كما أنه يتوافق مع قيم ومصالح حلفائنا وشركائنا.

ولقي قرار عودة المساعدات الأمريكية للفلسطينيين ترحيب عربيا، لكن يبدو أنه لم يرق للاحتلال الإسرائيلي والذي عبر خلال وزارة خارجيته عن خيبة أمله تجاه واشنطن.

كذلك كشفت وكالة غوث اللاجئين الأونروا بغزة، الخميس الماضي عن موعد تنفيذ قرار عودة المساعدات الأمريكية وتلقي الفلسطينيين لها بشكل رسمي خلال الأسابيع المقبلة.