الأسير القائد مروان البرغوثي

تداعيات فصل مروان البرغوثي من حركة “فتح”

تقرير خاص-مصدر الإخبارية

انعكاسات قرار القيادة الفتحاوية بفصل مروان البرغوثي لن تقف عند حركة “فتح” وبيتها الداخلي، بل ستترك بالتأكيد آثاراً في الحالة الفلسطينية عموماً.

وسام أبو شمالة

أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية المشرفة على الانتخابات الفلسطينية العامة عن قبول أكثر من 30 قائمة انتخابية بعد انتهاء المدة القانونية المسموح بها للتقدم بطلبات الترشح. سجَّلت “فتح” قائمتها في الساعات الأخيرة قبيل إغلاق باب استقبال القائمات. وقد ضمّت القائمة أعضاء من اللجنة المركزية للحركة، يتقدمهم القياديان محمود العالول وجبريل الرجوب الذي أعلن سابقاً أنَّ القائمة لن تشمل أعضاء مركزية “فتح”، من أجل إتاحة الفرصة لوجوه جديدة وغير جدلية تحظى برضا وقبول تنظيمي وجماهيري.

حاولت القيادة الفتحاوية التغلّب على الكثير من التحديات التي واجهتها في خضم العملية الانتخابية. وفي الوقت الذي نجحت “حماس”، الخصم السياسي الأبرز لحركة “فتح”، في تشكيل قائمة حظيت برضا وقبول لدى قاعدتها التنظيمية، وصادقت عليها كل الهيئات القيادية في الحركة، صاحب الإعلان عن قائمة “فتح” الكثير من الصخب والغضب الفتحاوي، عكسته حالات إطلاق للنار وتظاهرات احتجاجية مسلحة وانسحاب للعديد من المرشحين، نظراً إلى تأخر مواقعهم في القائمة وانعدام فرص فوزهم، إلا أنَّ التحدي الأخطر الذي يواجه الحركة هو الفشل في منع قائمتين محسوبتين عليها من الترشّح، الأولى تتبع القيادي الفتحاوي المفصول من الحركة محمد دحلان، والأخرى يترأسّها ناصر القدوة المتحالف مع الأسير مروان البرغوثي، الذي أعلن سابقاً عزمه على الترشّح للانتخابات الرئاسية، وفشلت قيادة “فتح” في ثنيه عن قراره، كما فشلت من منعه من التّحالف مع القدوة الذي تقدّم رسمياً بقائمة منفصلة عن حركة “فتح” تحتلّ فيها زوجة البرغوثي الموقع الثاني.

ولا شكَّ في أن القائمة الفتحاوية التابعة لمحمد دحلان تضعف حركة “فتح”، إلا أنَّ قائمة البرغوثي/القدوة قد تقضي على فرصها في الفوز في الانتخابات التشريعية القادمة.

جبريل الرجوب وصف المعارضين “المنشقّين” عن حركته بالمرتدّين، وهو ما عكس حالة الاحتقان غير المسبوقة داخلها. وقد اعتبر العديد من قيادات “فتح” أن ما حصل هو نتاج حالة الإقصاء التي يمارسها رئيس الحركة محمود عباس تجاه كل من يعترض على سياساته في صفوفها.

ورغم خطورة ما سبق وتداعياته على البيت الفتحاوي وانعكاساته على فرص تقدم الحركة في الانتخابات العامة، فإنَّ الأخطر هو القرار الصعب الذي اتخذته لجنتها المركزية ضد الأسير والقائد الفتحاوي مروان البرغوثي، بفصله نهائياً منها، وهو القرار الذي أكَّدته مصادر مختلفة، ما سيترك جراحاً غائرة في الجسد الفتحاوي يصعب علاجها.

ولا يمكن تشبيه فصل البرغوثي بفصل دحلان سابقاً، الذي يعتبره الكثير من الفلسطينيين شخصية جدلية تدور حولها العديد من الملابسات التي أدت إلى تبرير القاعدة الفتحاوية عموماً للقرار واستيعابه، بينما يعد البرغوثي شخصية قيادية يتمتع بكاريزما وتأييد فتحاوي وفلسطيني كبير.

إن انعكاسات قرار القيادة الفتحاوية بفصل مروان البرغوثي لن تقف عند حركة “فتح” وبيتها الداخلي، بل ستترك بالتأكيد آثاراً في الحالة الفلسطينية عموماً، وتحديداً في الضفة الفلسطينية، فهل سيلقي فصل البرغوثي وانقسامات حركة “فتح” الداخلية بظلالهما على الانتخابات الفلسطينية العامة المقبلة؟ وما مصير الانتخابات عموماً؟!

المصدر: الميادين

 قرار ات مركزية فتح بفصل القدوة “ظالمة وتعسفية”

Exit mobile version