صحيفة تنشر السيناريو المحتمل في الضفة في مرحلة ما بعد الرئيس عباس

الضفة المحتلة – مصدر الإخبارية | شددت صحيفة إسرائيلية، على أهمية أن تستعد “إسرائيل” لليوم التالي لرئيس السلطة محمود عباس، والذي سيأتي آجلا أم عاجلا، مؤكدة أن “قوة” عباس، سمحت لـ”إسرائيل” بالحفاظ على واقع مستقر في الضفة الغربية المحتلة، دون تنازلات جوهرية.

وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرنوت” في مقالها الافتتاحي الذي كتبه الخبير في الساحة الفلسطينية الجنرال احتياط ألون أفيتار، وسبق أن تولى مستشار الشؤون العربية ومنسق الإعمال في المناطق، أنه “دون أن ننتبه، مرت 15 سنة منذ أن ورث أبو مازن (محمود عباس) كرسي ياسر عرفات ومناصبه كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس للسلطة وحركة فتح”، منوهة  إلى أنه “عمليا أمسك بكل خيوط الحكم الفلسطيني في يديه”.

وذكرت أن عباس الذي سيحتفل في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل بعيد ميلاده الـ84، “تسلم المجتمع الفلسطيني حين كان في نهاية الانتفاضة الثانية”، مضيفا: “رغم مؤبنيه من الداخل ومن الخارج، ورغم الأرجل العديدة التي وضعت في طريقه والضربات السياسية، الحزبية، الاقتصادية وغيرها التي تعرض لها، يحافظ على استقرار حكمه وعلى مكانته الشخصية”.

وبرغم أنه “لم يحقق الحلم الوطني في صورة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، وأغلب الظن أنه أبعد لما وراء الأفق، وفي ظل دحر القضية الفلسطينية إلى أسفل قائمة سلم الأولويات الدولية والإقليمية، إن هذا الفشل لم يهز كرسيه”، بحسب الصحيفة.

ونوهت إلى أن “عباس وبرغم خسارته لقطاع غزة، يبدي قدرة بقاء تبعث على الحسد بين الزعماء العرب في المنطقة”، موضحة أن “عباس الذي يتمتع بإجماع نسبي في ظل غياب معارضين من الوزن الثقيل، يتوقع أن يترك لخليفته حذاء واسعا ومعقدا، وساحة سياسية منقسمة، دون أمل سياسي ودون زعماء محددين أو منتخبين، أو آلية تواصل واضحة”.

وتابعت: “لا يمكن أن نعرف كيف ومتى سيترك المقاطعة في رام الله، ولكن واضح أنه في ضوء عمره وحالته الصحية يمكن للأمر أن يحصل في كل لحظة”، مضيفة: “من غير الواضح إذا كان سينهض خليفة لعباس، يكون قادرا على الحفاظ على الاستقرار النسبي للساحة الفلسطينية”.

وأكدت “يديعوت”، أن “قوة عباس إلى جانب أمور أخرى، سمحت لإسرائيل الحفاظ في الضفة الغربية على واقع مستقر دون تنازلات عن ذخائر جوهرية ما، ومع ذلك، لا توجد أي ضمانة على أن يتمكن من سيخلفه من توفير البضاعة والسماح باستمرار الوضع الراهن، وبموجبه تصد السلطة العمليات وتحافظ على التعاون الأمني مع إسرائيل دون أن تحصل على مقابل حقيقي”.

وتابعت: “من أجل البقاء السياسي والتصدي للتحديات القديمة والجديدة، سيضطر أولئك الذين سيحلون محله للكسر يمينا، تصريحا وعمليا على حد سواء، ويطبق سياسة متصلبة ودية أكثر تجاه إسرائيل”.

وفي ضوء هذه المعطيات، “القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية، مطالبة قبل فوات الأوان بإعداد خطة والاستعداد لتفعيل صندوق أدوات جديدة لم يتم استخدامها حتى الآن؛ ليست فقط أوامر حملة لنشر القوات في الميدان، بل أيضا لسلسلة من الخطوات المدنية المختلفة التي تكبح التدهور وتسمح بصيانة سلطة فلسطينية مستقرة سياسيا واقتصاديا”.

ونبهت الصحيفة، أن “هذه مصلحة سارية المفعول لكل حكومة إسرائيلية مستقبلية، وآجلا أم عاجلا، اليوم التالي لعباس لن يكون فقط مجرد عبارة لفظية، وحين يحصل هذا، ستكون إسرائيل مطالبة بإطلاق ضوء أخضر لخطوات ستكون أغلب الظن عسيرة على الهضم وغير شعبية”.