توازن في معسكر الإنتخابات الإسرائيلية يدفع نحو إنتخابات خامسة

القدسمصدر الإخبارية:

تنطلق غداً الثلاثاء الإنتخابات البرلمانية الإسرائيلية الرابعة التي تجرى في غضون سنتين في محاولة لتشكيل حكومة جديدة، في ظل منافسة شديدة بين معسكري نتنياهو والمعارضين له.

ويحاول معارضو نتنياهو من خلال الانتخابات الحالية ازاحته عن عرش كرسي رئاسة الحكومة الذي يسيطر عليه منذ 12 عاماً، رغم وجود حالة من التوازن في الأصوات بين الطرفين، بحيث لا يملك أي طرف منهما أفضلية عن الأخر، مع استمرار تقدم حزب “الليكود” من حيث عدد المقاعد التي سيحصل عليها.

ويأمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يدفع به موقع الصدارة الذي احتلته بلاده في حملة التطعيم بلقاحات كوفيد-19 على مستوى العالم إلى تحقيق أغلبية مستقرة والخروج من حالة الشلل السياسي غير المسبوقة.

وللمرة الأولى يتنافس نتنياهو عدد من معارضي رئيس الوزراء الذي اشتهر بلقب “الملك بيبي” يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي لوضع نهاية لفترة حكمه الطويلة.

القضايا المثارة في الإنتخابات

القضايا هي نفسها التي كانت مثارة في الانتخابات السابقة بالإضافة إلى فيروس كورونا.

يخوض نتنياهو (71 عاما) الانتخابات في ظل اتهامات بالفساد موجهة له لكنها ينفيها. ومن المتوقع أن تستأنف في أبريل نيسان محاكمته بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

وفوق كل ذلك لحق ضرر كبير بالاقتصاد الإسرائيلي بسبب الجائحة وتصاعد الغضب الشعبي من أسلوب معالجة نتنياهو للأزمة إلى أن بدأت حملة التطعيم في ديسمبر كانون الأول الماضي.

غير أن شعار نتنياهو الجديد أصبح “دولة التطعيم” وهو يقول إنه الوحيد الذي كان بإمكانه أن يحقق برنامج التطعيم السريع.

ويتفاخر نتنياهو، أطول زعماء إسرائيل بقاء في الحكم، أيضا بإنجازاته الدبلوماسية التي تحققت منذ أغسطس آب الماضي مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان بوساطة أمريكية.

 استطلاعات الرأي

ما من مرشح يستطيع تحقيق فوز خالص في الانتخابات.

فمن المتوقع أن تخرج كتلة الليكود اليمينية التي يتزعمها نتنياهو من الانتخابات بعدد من المقاعد يجعلها أكبر تكتل في البرلمان لكنها لن تحقق الأغلبية في الكنيست، الذي يبلغ عدد مقاعده 120 مقعدا، ومن ثم لن تتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية بسهولة.

وهذا هو الحال نفسه الذي انتهت إليه الانتخابات في المرات الثلاث السابقة.

ورغم أن استطلاعات الرأي تبين أن أغلبية صغيرة من الإسرائيليين تريد إبعاد نتنياهو عن السلطة فإن تفتت المعارضة لا يتيح لها سبيلا واضحا للوصول إلى الحكم إذ لا يوجد مرشح واحد متفق عليه لقيادة المعسكر المناهض لنتنياهو.

وتبث المحطات التلفزيونية الرئيسية الثلاث في إسرائيل استطلاعات آراء الناخبين الخارجين من مراكز التصويت في الساعة العاشرة مساء يوم الثلاثاء. وستبدأ النتائج الفعلية في الظهور أثناء الليل غير أن من المتوقع أن تعلن النتائج النهائية يوم الجمعة تقريبا.

وفي كثير من الأحيان تختلف النتائج النهائية عن استطلاعات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم.

من هم منافسو نتنياهو؟

في المرات الثلاث السابقة كان منافسو نتنياهو ينتمون لليسار. أما هذه المرة فهو يواجه تحديا جديدا من منافسين من اليمين أيضا.

يائير لابيد (57 عاما) وزير المالية السابق وصاحب برنامج حواري تلفزيوني يرأس حزب “هناك مستقبل” الذي ينتمي ليسار الوسط. وحزبه حاليا من أحزاب المعارضة ومن المتوقع أن يأتي في المرتبة الثانية بعد ليكود.

جدعون ساعر (54 عاما) وزير سابق استقال من الليكود لتشكيل حزب “الأمل الجديد” وتعهد بإنهاء حكم نتنياهو. ومثل الليكود يعارض حزبه قيام دولة فلسطينية مستقلة لكن حملة ساعر تركزت على الحكم النظيف وتنشيط الاقتصاد.

نفتالي بينيت (48 عاما) أحد مساعدي نتنياهو السابقين ووزير سابق في الحكومة. وهو مليونير كون ثروته من مجال التكنولوجيا ويرأس حزب يامينا المتطرف وينافس ساعر على زعامة اليمين بعد نتنياهو.

بيني جانتس (61 عاما) جنرال سابق في الجيش تفكك حزب أزرق أبيض الذي يتزعمه بعد أن انضم إلى نتنياهو في ائتلاف حكومي. وجادل جانتس بأنه كان من الضروري تشكيل حكومة وحدة وطنية غير أن كثيرين من أنصاره ممن ينتمون للوسط ثاروا غضبا عليه. وتهاوت شعبيته وتبين استطلاعات الرأي أن حزبه قد لا يفوز بأي مقاعد في البرلمان.

وتقفل الحملات الانتخابية لهذه الأحزاب في منتصف الليلة أي قبل اليوم الانتخابي بأربع وعشرين ساعة وهو ما يطلق عليه يوم التفكير، وفيه تحظر الحملات الانتخابية لأي حزب كان، كما يحظر على وسائل الاعلام ان تنشر أي إعلانات انتخابية لهذا الحزب او ذاك.

عدد من يحق لهم الإقتراع

ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع من المواطنين الإسرائيليين حاليا 6,578,084 ناخبا، منهم يقيم خارج البلاد نحو 600 ألف من أصحاب حق الاقتراع الذين لا يمارسون هذا الحق في مكان اقامتهم، أي يبقى نحو ستة ملايين إسرائيلي سيتوجهون بعد غد الثلاثاء الى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” البالغ عدد مقاعده 120 مقعدا.