ذكرى رحيل الشيخ أحمد ياسين

غزة- مصدر الإخبارية

تمر اليوم الذكرى الـ 17 لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وأحد أبرز قيادات العمل الوطني والإسلامي في فلسطين.

وقضى الشيخ ياسين شهيداً، فجر يوم 22 مارس/ آذار، بعد أن استهدفته مروحية إسرائيلية، عقب خروج من المسجد الذي أدى فيه صلاة الفجر، بالقرب من منزله في حي الصبرة جنوبي قطاع غزة.

وولد الشيخ أحمد ياسين في فلسطين بقرية الجورة قضاء مدينة عسقلان في يونيو عام 1936م.

ونشأ ياسين في أسرة متدينة ميسورة الحال تعمل في الفلاحة والصيد، حيث تُوفي والده وهو لم يتجاوز الخمس سنوات من عمره.

وتعرض الشيخ لحادثة أليمة وهو في السادسة عشرة من عمره أدت إلى شلله الجسدي، حيث كان يمارس رياضة الجمباز على شاطئ بحر غزة مع أقرانه في منتصف يوليو من عام 1952م عندما سقط على رقبته التي كُسر منها فقرات من العمود الفقري ليبقى ياسين يصارع هذا الشلل حتى استشهاده.

وأسسّ ياسين، برفقة آخرين، في قطاع غزة، يوم 14 ديسمبر/كانون أول 1987، تنظيما لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، أطلق عليه اسم “حركة حماس”.

ووفقاً لموقع الحركة، فإنه ومنذ الانطلاقة، برز الشيخ المؤسس أحمد ياسين رائداً للوحدة الوطنية الفلسطينية، فقد تميز بخطاباته الوحدوية التي ما فتئ خلالها من دعوة القوى والفصائل كافة إلى الوحدة، والتي اعتبرها أقوى سلاح في مواجهة الاحتلال.

وفي إطار حرصه على الوحدة الوطنية، أكد الشيخ ياسين عصمة الدم الفلسطيني منذ انطلاقة حماس قائلاً: الدم الفلسطيني فوق كل الخلافات، ونحـن نـرفض الفتنـة والصراع الداخلي، هذا منهجنا في القديم والحاضر والمستقبل.

وبدأ اهتمام الشيخ بالوحدة الوطنية مبكراً، إذ بادر إلى تشكيل لجان الإصلاح الاجتماعي في قطاع غزة عام 1978م، كخطوة أولى في خدمة الوحدة الوطنية التي تتمثل في العمل على تماسك المجتمع الفلسطيني ومواجهة مخططات الاحتلال الهادفة إلى ضرب وحدته.

كما ساهم الشيخ في تعزيز الوحدة الوطنية في المجالات كافة، حيث دعم الشيخ توجه حركة حماس وذراعها المسلحة كتائب القسام للقيام بعمليات عسكرية مشتركة مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الأخرى.

ومع بداية انتفاضة الأقصى تجلى اهتمام الشيخ أحمد ياسين وإخوانه في قيادة حماس بالوحدة الوطنية من خلال قرار الحركة بالانضمام للجنة المتابعة العليا للانتفاضة وذلك لتوحيد الجهود وتوجيهها نحو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب موقع الحركة.

ومع إصرار الشيخ على مواصلة طريق المقاومة ومعارضته لاتفاق أوسلو وبالرغم من فرض السلطة الإقامة الجبرية عليه، ظل الشيخ محافظا على الخطاب الوحدوي الضامن لوحدة الشعب الفلسطيني.

وخلال اعتقالات عام 1996 التي نفذتها السلطة ضد أنصار حركة حماس وكوادرها، نجح الشيخ في الحفاظ على حرمة الدم الفلسطيني وتصويب البندقية تجاه الاحتلال الإسرائيلي فقط.

وقال تقرير نشره موقع “حماس”، إن الحركة سارت على نهج الشيخ ياسين من الدعوة للوحدة الوطنية والتمسك بها، ولم تكتفِ برفع شعارات الدعوة إلى الوحدة الوطنية وتماسك البيت الداخلي الفلسطيني فقط، بل ترجمت ذلك واقعاً عملياً وملموساً على الساحة الفلسطينية عبر سلسلة طويلة من العمل المشترك مع الفصائل كافة.

وواصلت حماس مساعيها بالجهود كافة للوصول إلى الوحدة الوطنية، ونجحت جهودها في تجسيد شراكة وطنية حقيقية تمثلت في مسيرات العودة وكسر الحصار، حيث لأول مرة في تاريخ الشعب الفلسطيني يخوض نضالًا موحدًا بكل الفصائل دون استثناء، وبمشاركة نخب الشعب وقواه المدنية والعشائرية.

كما رسخت حماس الوحدة الوطنية بشكل حقيقي عبر تشكيل غرفة العمليات المشتركة التي كانت حلمًا، وقد تحقق هذا الحلم وأصبحت مواجهة الاحتلال عسكريًا تقوم وفق سياسة واحدة، وقد مارست الغرفة مهامها بنجاعة كاملة، وأربكت حسابات العدو الصهيوني.

وفي وثيقتها السياسية أكدت حماس إيمانها وتمسكها بإدارة علاقاتها الفلسطينية على قاعدة التعددية والخيار الديمقراطي والشراكة الوطنية وقبول الآخر واعتماد الحوار، بما يعزّز وحدة الصف والعمل المشترك، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وتطلّعات الشعب الفلسطيني.

وتسعى الحركة جاهدة إلى توحيد بوصلة الجميع نحو الهدف الأوحد وهو الاحتلال الإسرائيلي ومقاومته، مؤكدةً ضرورة الوقوف صفاً متماسكاً ويداً بيد من أجل دحره عن الأرض الفلسطينية المحتلة.

وترى أن أمثل طرق إدارة الصراع مع الاحتلال، هو العمل المقاوم الموحد والمشترك وحشد طاقات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال بكل الوسائل وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة معه.

وفي ذكرى اغتيال مؤسس حركة حماس، لا تزال الحركة يدها ممدودة إلى القوى والفصائل الفلسطينية كافة للتوحد على برنامج وطني يحمي المقاومة ويحافظ على الثوابت الوطنية من أجل دحر المحتل الغاصب ونيل الشعب كل حقوقه المشروعة.