بالتفاصيل: أسباب ارتفاع أسعار السلع في قطاع غزة

صلاح أبوحنيدق –مصدر الإخبارية:

أرجعت وزارة الاقتصاد الوطني ومسئولون فلسطينيون أسباب ارتفاع أسعار السلع في الأسواق الفلسطينية في قطاع غزة لارتفاع رسوم النقل والشحن العالمية.

وقال مدير عام المكاتب الفرعية وحماية المستهلك في قطاع غزة عبد الفتاح أبوموسى لـ”مصدر” إن ارتفاع أسعار السلع لنسب تصل لـ 35% سببه الظروف التي يعيشها العالم مع تفشي جائحة كورونا، والتي حدت من الحركة حول العالم ، وأدت لارتفاع أجرة النقل للبضائع لاسيما الواردة من الصين.

وأضاف أن وزارة الاقتصاد لن تسمح برفع سعر أي سلعة دون مبرر  مقبول للارتفاع، مشيراً إلى أنهم يطالبون التجار بفواتير  السلع التي تبرر سبب الارتفاع سواء كانت من المستورد أو نتيجة تكاليف الاستيراد.

ويعيش قطاع غزة حالة من الترقُب والتخوّف على الصعيد التجاري، بعد توقف جميع أشكال الاستيراد من الصين في فبراير الماضي، على وقع تفشي فيروس كورونا.

أسماء السلع التي شهدت إرتفاعاً بالأسعار

وشهدت أسعار السكر والزيوت والدقيق والمجمدات، ومواد البناء خاصة الحديد، ومستلزمات الكهرباء ، والهواتف وملحقاتها، وأجهزة الحواسيب الشخصية و الألعاب والهدايا، والملابس، والإكسسوارات وأدوات التجميل، ارتفاعا ملحوظا في السوق الفلسطينية، مما دفع بتجار قطاع غزة للتوجه نحو المنتجات التركية التي تتميز بأسعارها المرتفعة.

ويعتمد أكثر من 90% من تجار غزة على البضائع الصينية بشكل أساسي، إلى جانب اتجاههم مؤخراً للبضائع التركية. ومن المتوقع من أن تشهد المرحلة القادمة غياب أصناف كثيرة من الأسواق كانت تستورد من الصين بأسعارٍ زهيدة، وبالتالي فإنّ ارتفاع كلفتها على التجار سيدفعهم للاستغناء عنها واستبدالها بأصناف أخرى بديلة من مصادر موردة أخرى.

ويقول مدير شركة مرسال للخدمات اللوجستية سعيد الشرفا ،إن أسباب ارتفاع أسعار النقل يرجع لانعكاسات جائحة كورونا والتي دفعت بالشركات الكبرى للنقل لخفض طاقتها التشغيلية للنقل، في محاولة لتقليل الخسائر.

ويوضح أن إجراءات الوقاية في النقل بين الدول رفعت أيضاً من حجم التكاليف، يضاف لها، تكثيف حركة النقل والشحن التجاري من الصين قبل بدء ما يسمى بعيد الربيع في الصين (اجازة لمدة شهر)، مما أدى إلى ضغط كبير على بواخر النقل.

وبين أن هناك محاولات أخرى من شركات النقل لتقليل الخسائر نتيجة أشهر من التوقف ساهمت أيضاً برفع أسعار الشحن والنقل.

إرتفاع سعر حاوية النقل لـ 12 ألف دولار

من جهته أكد رئيس صحيفة الاقتصادية محمد أبو جياب  أن إرتفاع أسعار السلع الواردة من الصين يرجع لارتفاع  تكلفة الشحن التجاري عبر العالم.

وأوضح أبو جياب لـ”مصدر” أن تكلفة شحن ونقل الحاوية الواحدة كانت في السابق لا تتجاوز 2500 دولار، ووصلت حالياً لأكثر من 12 ألف دولار مما انعكس سلباً على أسعار السلع وتسبب بارتفاعها.

وأشار أبو جياب إلى أن الانخفاض في أسعار صرف الدولار لم يشكل فارق كبير في الاسعار السابقة إلى جانب الارتفاعات الكبيرة لتكاليف النقل.

وبحسب آخر البيانات التي صدرت مؤخراً عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، أنه في عام 2020 الذي شهد ذروة جائحة كورونا انخفضت نسبة التبادل التجاري من وإلى فلسطين إلى 10 مليارات دولار، أي بنسبة تراجع وصلت إلى 10% مقارنة بعام 2019، الأمر الذي أثر بدوره على ما يُعرف بالميزان التجاري مع العالم الخارجي.