الدعم الإماراتي

الدعم الإماراتي للفلسطينيين.. شريان دمٍ موصول منذ عشرات السنين

ساره عاشور – خاص مصدر الإخبارية 

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بالشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وولي عهدها الشيخ محمد بن زايد، تقديم المساعدات المادية والإنسانية للشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، وبشكل خاص في قطاع غزة المحاصر.

آخر هذه المساعدات الإنسانية كانت القافلة الثانية من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، التي حملت 40 ألف جرعة من لقاح “سبوتنيك v”، ودخلت غزة عبر معبر رفح البري الرابط بين القطاع ومصر، بتاريخ 11 مارس 2021، وتسلمتها وزارة الصحة بغزة، على أن يخصص 20 ألف جرعة منها للطواقم الطبية العاملة في الضفة الغربية.

 

سبق شحنة اللقاحات الأخيرة شحنة لقاحات أخرى تحمل 20 ألف جرعة، ودخلت غزة أيضاً عبر معبر رفح البري، بتاريخ 21 فبراير 2021، والقافلتان أعلن عنهما بشكل مسبق النائب والقيادي الفلسطيني محمد دحلان عبر صفحاته الرسمية على المنصات الاجتماعية.

وصول قافلة اللقاحات الأولى إلى قطاع غزة بدعم إماراتي

وقال محمد دحلان في منشور له عبر صفحته على “فيسبوك”، إن “هذه الدفعة منحة كريمة من دولة الإمارات الشقيقة تأتي في هذا الظرف الدقيق حيث يستهدف الوباء كل أحبتنا ولا يستثني أحداً”.

وأوضح النائب دحلان أن الدفعة الحالية تتضمن 20 ألف جرعة من اللقاح الروسي سبوتنيك V الذي أثبت فعالية كبيرة وأماناً عالياً في كل التجارب، ونأمل أن تخصص للطواقم الطبية التي تكافح الوباء وجهاً لوجه ببطولة، وكذلك للفئات والحالات الأكثر احتياجاً.

القيادي الفلسطيني محمد دحلان يعلن عن قافلة اللقاحات عبر حسابه الشخصي

كما وصل قطاع غزة قافلة أخرى حملت مساعدات مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي، بتاريخ 31 يناير 2021، وهي جزء من سلسلة قوافل كانت قد دخلت القطاع بشكل متتالي عبر معبر رفح البري.

وكان أهم تلك القوافل، قافلة مساعدات طبية مقدمة لوزارة الصحة في القطاع، وصلت بتاريخ 11 يناير 2021، لتعزيز الجهود الصحية في مواجهة جائحة كورونا، وكان من ضمنها محطة إنتاج للأكسجين بجميع ملحقاتها، وأجهزة تنفس صناعي، ومعدات طبية أخرى.

محطة توليد الأكسجين الخاصة بمرضى كورونا ضمن الدعم الإماراتي

 

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة، أرسلت في 16 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، طائرة مساعدات طبية ثالثة، تحتوي على 14.4 طن من الإمدادات الطبية، وأجهزة الفحص إلى القطاع.

وفي السياق، قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة فتح البرلمانية، أشرف جمعة لمصدر الإخبارية، على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقد في معبر رفح جنوب قطاع غزة لاستقبال قافلة المساعدات: “أن شحنة المساعدات الطبية هذه تأتي استكمالاً للشحنة الأولى التي وصلت القطاع قبل أسبوعين، وهي محملة بمحطة إنتاج الأكسجين لمساعدة مرضى الوباء على التعافي”.

وأضاف جمعة،”أن هذه قافلة المساعدات الطبية الإمارتية وصلت القطاع بجهود النائب الفلسطيني محمد دحلان وبدعم دولة الإمارات العربية العريقة”.

اقرأ أيضاً: بدعم إماراتي.. محطة إنتاج الأكسجين الثانية تصل قطاع غزة (فيديو)

المساعدات التي تقدمها الإمارات عن طريق “تكافل”

وبالحديث عن أحد أبرز أشكال الدعم، نذكر ما تقدمه “أبو ظبي” عبر اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي “تكافل”، من مشاريع تغطي جوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الوسط الغزي.

فمنذ تأسيس “تكافل” عام 2011 دعمت أبو ظبي بشكل مادي ومعنوي شرائح متعددة من المجتمع الفلسطيني، تعاني أوضاعاً استثنائية صعبة منهم: أهالي الشهداء والجرحى الذين يأتون على رأس أولويات الاهتمام الإماراتي، فقد تم تنفيذ العديد من المشاريع الخاصة بهم، كان أبرزها عام 2015 الذي اختص بأهالي شهداء حرب 2014 واستهدف 12000 عائلة، كذلك مساعدات قدمت لجرحى مسيرات العودة، ومساعدات لمرضى السرطان والأمراض المزمنة، والتي تواصل تقديمها على مدار الأعوام (2011- 2021) الماضية وصولاً إلى هذا العام.

القطاع الصحي كان أحد القطاعات التي تم التركيز على تحسين أوضاعها ومستوى خدماتها، فقد قدمت الحكومة الإماراتية العديد من أشكال الدعم، كان أبرزه مشاريع دعم مستشفيات قطاع غزة الحكومية والتي تشرف عليها وزارة الصحة بشكل مباشر، كان ذلك خلال الفترة ما بين عام 2017 حتى عام 2020 والذي شهد تفشي فيروس كورونا في القطاع وما تبعه من دعم مخصص للمشافي. وأيضاً مشاريع تقديم سماعات ونظارات طبية لذوي الحاجة وقد تم تنفيذه خلال عام 2019.

“فتا” تقدم مشاريع إنسانية بدعم إماراتي

وعلى صعيد آخر، تقدم الإمارات دعمها عبر المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني “فتا” ومن خلال العديد من مؤسساتها التي تتخصص في الجوانب الإنسانية، والتي من أهمها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية التي نفذت العديد من المشاريع في قطاع غزة والضفة المحتلة والقدس ومخيمات اللجوء في لبنان، منها: مشاريع الطرود الغذائية خلال الأعوام من 2013 حتى عام 2020، مشروع الإنجاب وعلاج العقم الذي تم عام 2015، وأيضاً مشروع العرس الجماعي الفلسطيني عام 2015 في قطاع غزة.

ووفقا للأرقام المعلنة، يقدر إجمالي الإسهامات المقدمة من الإمارات للفلسطينيين خلال الفترة من عام 2013 وحتى عام 2020 بنحو 840 مليون دولار أمريكي؛ لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي المحتلة.

من أكبر المانحين لــ”أونروا” عربياً

كما وتعتبر الإمارات من أكبر الجهات المانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، حيث قدمت في آخر 5 سنوات أكثر من 187 مليون دولار أمريكي.

أيضا حصلت “الأونروا” من إجمالي الإسهامات الإماراتية على أكثر من 218 مليون دولار أمريكي، ذهب 166 مليون دولار منها لقطاع التعليم، و19 مليون دولار كمساعدات سلعية وبرامج موجهة للخدمات الاجتماعية في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

الإمارات ساهمت أيضا بنحو 105 ملايين دولار أمريكي لدعم برامج الأونروا التعليمية، في سبيل توفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال الفلسطينيين.

وفي يوليو/تموز 2019 قدمت أبوظبي تبرعا يقدر بنحو 50 مليون دولار أمريكي للوكالة الإغاثية لتقديم الخدمات الصحية وتنفيذ البرامج التعليمية وتقديم خدمات أخرى لأكثر من 5 ملايين فلسطيني.

الإمارات تعتبر أكبر داعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين

وقدرت المساهمة التي قدمتها الإمارات للأونروا في عام 2018 ما يزيد على 50 مليون دولار، لتصبح سادس أكبر مانح للوكالة نهاية ذلك العام، ووجهت جانبا كبيرا منها لمواصلة البرامج التعليمية لمئات المدارس التابعة للجهة الإغاثية.

وخلال عامي 2017 و2018، دعمت الإمارات البرامج الصحية والغذائية التي تقدمها الوكالة بقيمة 2 مليون دولار لتمويل الوقود لمحطات الكهرباء لدعم المستشفيات في قطاع غزة.

كما قدمت مؤسسات دولة الإمارات، خلال عامي 2017 و2018، نحو 364 مليون دولار كمساعدات إنسانية وتنموية وغذائية للشعب الفلسطيني.

وتترأس دولة الإمارات الدورة الحالية للجنة الاستشارية للأونروا، والتي تستهدف خلال فترة رئاستها 2020-2021 التركيز على مجالات رئيسية مثل رقمنة التعليم، وتمكين النساء والفتيات، وتمكين الشباب، واستدامة البيئة.

Exit mobile version