مرضى الكلى بغزة-مرضى غزة بتسيلم

مرضى الكلى بغزة: تدهور صحي سبّبه نقص الأدوية.. وتجارب قاسية مع كورونا

رباب الحاج – مصدر الإخبارية

في الوقت الذي تقوم فيه دول العالم بحملات لرفع الوعي حول أهمية الكلى وتقليل الأمراض المتعلقة بها على خلفية اليوم العالمي للكلى، يمر مرضى الكلى في قطاع غزة بأوضاع خاصة في ظل الظروف المختلفة التي يعيشونها.

الدكتور عبد الله القيشاوي رئيس قسم الكلى في مستشفى الشفاء بغزة أكد أن هناك زيادة 13% سنوياً بين مرضى الكلى في قطاع غزة.

وقال القيشاوي في حديث خاص لـ”مصدر الإخبارية” في اليوم العالمي للكلى إن هناك 545 مريض كلى في مشفى الشفاء حالياً، وهو ما يمثل 60% من بين الحالات في القطاع.

وبيّن القيشاوي أن هناك 870 مريض بكافة أمراض الكلى على مستوى القطاع.

وحول الأوضاع التي يعيشها مرضى كلى غزة أكد الطبيب المسؤول أن هناك نقص في الأدوية الضرورية لهم، كما كان هناك نقص في إبر هامة للدم لمرضى الفشل الكلوي ولكنها بدأت بالتوفر بكميات شحيحة.

ولفت إلى أن هناك أدوية ومعدات مهمة لمرضى الكلى غير متوفرة في غزة، مرجعاً السبب في ذلك إلى الحصار المفروض على القطاع.

كورونا ومرضى الكلى بغزة

وسط آثار كبيرة تسبب بها فيروس كورونا المستجد على كافة مناحي الحياة، كان لمرضى الكلى بغزة نصيب من هذا الأثر، حيث قال القيشاوي إن الفيروس المستجد انتشر بين عدد من المرضى بالكلى.

وحول الإجراءات المتبعة مع إصابات كورونا بين صفوف مرضى الكلى أكد القيشاوي أن القسم لم يتوقف لحظة وتم عمل إجراءات احترازية، وعزل الحالات المشكوك بها، وتخصيص أجهزة لغسيل الكلى لهم بشكل منفصل.

كما أكد أنه تم نقل الحالات المصابة بكورونا للمشفى التركي، وسط تخوفات من تفشيه بين مرضى الكلى حال انتشاره بصورة كبيرة في قطاع غزة.

وعن حاجتهم للسفر لتلقي العلاج أوضح القيشاوي أن معظم المرضى لا يحتاجون للسفر ويتلقون الخدمة في مستشفيات القطاع، ما عدا مرضى زراعة الكلى التي تعد متوقفة حالياً منذ انتشار كورونا، والذين يتم تحويل الحالات الطارئة منهم إلى مصر لتلقي العلاج، بعد أن كانت التحويلات الطبية لهم شبه معدومة.

وفي رسالة وجهها رئيس قسم الكلى في مشفى الشفاء أعرب القيشاوي عن أمله في أن تتوفر الأدوية والمستلزمات والمحاليل والأجهزة اللازمة للمرضى، مشيراً إلى أن عدد المرضى بالكلى في القطاع يزيد والأجهزة المتوفرة لعلاجهم جزء منها متهالك.

أدوية شحيحة وتدهور صحي

تروي الحاجة أم محمود سعد الدين وهي إحدى مرضى الكلى بغزة قصة معاناتها مع المرض في ظل شح الأدوية.

وتقول أم محمود لـ”مصدر الإخبارية”:” أنا مريضة كلى منذ 5 سنوات وأقوم بغسيل الكلى بشكل متكرر، وكنت مرافقة لزوجي المريض بالكلى والذي استمر في عمليات الغسيل لمدة 9 سنوات إلى أن توفي”.

وفي تفاصيل حالتها الصحية تقول الحاجة إن وضعها من سيء لأسوأ خاصة في ظل عدم توفر الأدوية، مضيفة: “مطلوب منا أن نوفر العلاج على حسابنا الخاص، ولكن ليس بالإمكان لأن معظم هذه الأدوية باهضة الثمن، فأقل علبة دواء يبلغ ثمنها 120 شيكل، عدا عن عدم توفر الإبر اللازمة بعد الغسيل ونقص الكالسيوم”.

وتتابع ام محمود: “أصبت بفيروس كورونا منذ أربعة أشهر ورغم كل العناية التي تلقيتها من الأطباء في المشفى الأوروبي حيث مكثت فيها مدة 24 يوماً، إلا أنني أعاني الآن من متلازمة كورونا”.

وتؤكد الحاجة أن فيروس كورونا له آثار خطيرة على مرضى الكلى حيث أن آثاره تبدأ بعد التعافي منه، مضيفة: “أعاني من تليف في الغدة الدرقية ونقص فيتامين “د”، وأعيش على إبر الكورتيزون وأنبوبة الأوكسجين بسبب ضيق التنفس”.

وفي ختام حديثها توجه الحاجة أم محمود رسالتها إلى وزارة الصحة مؤكدة حاجة مرضى الكلى بغزة إلى مزيد من الرعاية من قبل الطواقم الطبية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، طالبة منها أن تنظر لأوضاعهم بعناية وأن توفر مطالبهم ومستلزماتهم الصحية.

وأفادت وزارة الصحة أن الفشل الكلوي يعد المسبب التاسع للوفاة في فلسطين، بنسبة 3.2% من مجمل الوفيات في فلسطين.

Exit mobile version