استمرار عمليات الهدم الإسرائيلية في منطقة النقب

الداخل المحتل- مصدر الإخبارية

هدمت السلطات الإسرائيلية تحت حماية قوات من الشرطة، صباح اليوم الخميس، وقبل إجراء انتخابات الكنيست المقبلة بأيام، بواسطة سيارة الدفع الرباعي مساكن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب، وذلك للمرة 184 على التوالي.

ورغم حالة الطقس الباردة السائدة في البلاد، اقتحمت القوات قرية العراقيب وشردت أهلها في العراء.

وجاء هدم خيام العراقيب، اليوم، بعدما هُدمت في المرة الماضية يوم 17 شباط/ فبراير 2021، وفقاً لما نقله موقع عرب 48.

وهذه المرة الثالثة التي تهدم السلطات خيام أهالي العراقيب منذ مطلع العام الجاري 2021 ولغاية اليوم، فيما يعيد الأهالي نصبها من جديد كل مرة من أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من البرد القارس في ظل الأجواء السائدة ورغم جائحة كورونا في البلاد.

ومما يذكر أن السلطات الإسرائيلية تواصل هدم قرية العراقيب منذ العام 2000 في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية إلى الإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم، الأمر الذي يرفضه الأهالي مؤكدين تشبثهم بأرضهم وعدم تركها.

واستمرت السلطات بهدم المنشآت والمنازل العربية في البلاد رغم الإعلان عن تجميد تعديل بند 116 أ في قانون التنظيم والبناء، حديثًا، وقيل إنه يُجمّد هدم آلاف المنازل العربية لعامين ما يتيح ترخيصها ومنع هدمها. وتواصلت عمليات الهدم استنادًا إلى قانون التنظيم والبناء الذي يعتبر “قانون كامينتس” جزءًا منه، بالإضافة إلى قانون الأراضي.

تجدر الإشارة إلى أن بلدات عربية شهدت تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في عين ماهل ويافا وشفاعمرو وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة وأم الفحم واللد ويافا وسخنين وحرفيش وبلدات عربية بالنقب وغيرها.

وقالت القائمة المشتركة إن “سلطات التدمير الإسرائيلية هدمت صباح اليوم، وللمرة الـ184، قرية العراقيب في منطقة النقب، وشردت أهلها من جديد في عراء الصحراء”.

وأكدت المشتركة أن “هذه الجريمة هي الوجه الحقيقي لحكومة نتنياهو، وليس التمثيليات التي يقوم بها مؤخرًا، وأن النداء الذي أطلقه أهل العراقيب بعد الهدم وقد رفعوا الأعلام السوداء، هو رسالة لنتنياهو ولمن عوّل ويعوّل عليه، إذ جاء نداء الأهل أنه نرفع هذه الأعلام السوداء إلى هذه الحكومة المتطرفة العنصرية، ونناشد القيادات العربية التي تتستر بخدمة المواطن العربي، ومن طرف ثان، من وراء الكواليس تلتف حول حكومة نتنياهو وجماعته المتطرفين، الذي أعادوا علينا بهذا اليوم الحكم العسكري بهدم البيوت العربية في العراقيب وفي الزرنوق وفي كل مكان. هذه رسالة لكل من يجري ويقنع الناخب العربي والناخبة العربية والبدو بالذات أن يصوتوا لحكومة نتنياهو المتطرفة. هذه راية كل عربي يصوت للحزب الحاكم في الحكومة، اليوم هدموا بيوت البدو بالجيب العسكري، في عام 2021 هذا ما رأيناه، هذه راية كل من يصوت للحكومة التي تهدم بيوتنا”.

وحذرت المشتركة مجددًا من أن “الحكومة القادمة ستكون الأكثر خطورة على النقب والعرب بشكل عام، وذلك بعد أن وجه المتطرف إيتمار بن چفير، المرشح في حزب الصهيونية الدينية المتحالف مع نتنياهو، وهو من أتباع كهانا، طلبًا لنتنياهو بأن يعينه مسؤولًا عن ما تسمى ‘سلطة توطين البدو’ وعن ملف العنف في المجتمع العربي، كشرط لدخوله إلى حكومة نتنياهو الجديدة بعد الانتخابات”.

وختمت المشتركة بالقول إن “نتنياهو قد يسلّم أهم الملفات الخاصة بالعرب لأحفاد كهانا وبشكل رسمي، ونؤكد على أن مسؤوليتنا جميعًا، في النقب وفي كل مكان، أن لا نسمح لنتنياهو هذه المرة بتشكيل حكومة، ولدينا القدرة على ذلك”.

وهدمت جرافات السلطات الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، منزل سمير أبو هدوبة (32 عاما)، في قرية الزرنوق مسلوبة الاعتراف، وشردت أسرة تضم 14 نفرا، بينهم عشرة أطفال ومسنة مريضة، دون مأوى.

وهذه المرة الثانية التي يتعرض فيها صاحب المنزل لهدم منزله في الأعوام الأخيرة.

واعتقلت الشرطة شابين هما شقيق صاحب المنزل، جاسم أبو هدوبة، وابن عمه صلاح أبو هدوبة، بادعاء تصديهما للجرافات ومحاولة منع الهدم.