واحد بين كل 5 عاملين صحيين يعانون من الاكتئاب والقلق

وكالات- مصدر الإخبارية

كشفت دراسة جديدة عن أن أعداداً مذهلة من العاملين في مجال الرعاية الصحية (أكثر من واحد من كل خمسة) قد عانوا من القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة أثناء وباء كورونا.

ويعمل الموظفون في مجال الرعاية الصحية لساعات طويلة في ظل ظروف شاقة. لهذا السبب، قال ناثانيال شيرير، المؤلف الرئيسي المشارك للدراسة وللمراجعة المنهجية إنه لم يتفاجأ بالأرقام، وفقاً لشبكة “سي إن إن”.

وقال شيرير، باحث مساعد في كلية لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة “أظهرت الأدلة السابقة أن هذه التجارب يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد والتعب والإرهاق، وهو ما يمكن أن يزيد من مخاطر الاضطرابات النفسية الشائعة”.

وقام الباحثون بتحليل 65 دراسة شملت مجتمعة أكثر من 97 ألف شخص للدراسة العالمية. وأعطى العلماء تحليلاتهم بتفصيل الأرقام حسب المنطقة، ووجدوا أن العاملين في مجال الرعاية الصحية في الشرق الأوسط لديهم أعلى معدلات القلق والاكتئاب، حيث يعاني 28.9 في المائة و34.6 في المائة منهم من هذين الاضطرابين المرتبطين بالصحة العقلية، على التوالي.

وقال شيرير عبر البريد الإلكتروني “شهد الشرق الأوسط عدداً كبيراً من المرضى المصابين بفيروس (كورونا)، ويزيد هذا العبء من الضغط على المتخصصين في الرعاية الصحية“.

واحتلت أميركا الشمالية المرتبة الأدنى، حيث يعاني 14.8 في المائة من العاملين في مجال الرعاية الصحية من القلق و18.7 في المائة يعانون من الاكتئاب. ومع ذلك، حللت سبع دراسات بيانات من الشرق الأوسط واثنتان فقط من أميركا الشمالية؛ لذلك قال شيرير، إنه من المهم توخي الحذر عند تفسير النتائج.

وأخذ الباحثون متوسط النتائج من تسعة من أصل 65 دراسة لتقدير أن 21.5 في المائة من العاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع المناطق يعانون من مستويات معتدلة من اضطراب ما بعد الصدمة.

لكن ليس من السهل دائماً على العاملين في مجال الرعاية الصحية الوصول إلى المساعدة. قال كبير المراسلين الطبيين لشبكة «سي إن إن»، الدكتور سانجاي غوبتا، في مايو (أيار) الماضي، إنه قد يكون من الصعب على الناس التعرف على الخسائر النفسية التي يتعرض لها العاملون في الخطوط الأمامية.

وقال غوبتا “لقد أدهشني دائماً أنه حتى داخل المجتمع الطبي، لا تزال هناك وصمة عار بشأن البحث عن العلاج، والسعي للحصول على دعم الصحة العقلية. ومع ذلك، يعدّ الأمر مهماً جداً، وأصبح أكثر أهمية في هذه الظروف”.

ومع تقدم الوباء، قال شيخار ساكسينا، أستاذ الصحة العقلية في جامعة هارفارد، إنه سيكون من المهم تتبع هذه الأرقام بمرور الوقت وتضمين بيانات حول الإرهاق ومحاولات الانتحار والوفيات، والتي لم يتم تضمينها في هذه الدراسة.

بالإضافة إلى توفير العلاج والموارد للعاملين في مجال الرعاية الصحية، قال شيرير إنه يجب إجراء بحث حول جوانب الوباء التي تسبب الضغوط في المقام الأول.

وقال يمكننا التحقيق في العلاقة بين ساعات العمل والأعراض المرتفعة كمثال واحد.

وأوضح ساكسينا، أن دراسة هذه الارتباطات يمكن أن تؤدي إلى إجراءات تنظيمية أو خطوات قد يتخذها مكان العمل لخلق بيئة تحد من الإجهاد المفرط.

وأشار إلى إن جزءاً آخر من الحل هو التحدث مباشرة مع العاملين في مجال الرعاية الصحية لفهم نضالاتهم.