كورونا والمشاريع الشبابية بغزة.. فرحة لم تتم والتعليم الإلكتروني يفاقم المأساة!

كورونا والمشاريع الشبابية بغزة.. فرحة لم تتم والتعليم الإلكتروني يفاقم المأساة!

رباب الحاج – مصدر الإخبارية

في الوقت الذي تستمر فيه جائحة كورونا الانتشار المتفاوت في قطاع غزة، يعاني الكثير من أصحاب المشاريع الشبابية من أوضاع اقتصادية صعبة، نتيجة تأثرهم بالإغلاقات المتكررة جراء الجائحة.

هدى أبو عفش، شابة تبلغ من العمر 31 عاماً صاحبة مشروع مركز تعليمي في كافة المساقات، تروي تفاصيل معاناتها وقلة الدخل العائد عليها جراء كورونا.

وتقول هدى لـ”مصدر الإخبارية” :”تخرجت من قسم اللغة العربية منذ حوالي عشر سنوات ولقلة الوظائف في مجال التعليم توجهت لفتح مشروعي الخاص، فاستأجرت حاصلاً في المحافظة الوسطى وأسست مركزاً تعليمياً أقدم فيه أنا وأختي دروس في كافة المساقات لطلبة المرحلتين الابتدائية والإعدادية”.

وتوضح هدى أنه ومنذ بدء انتشار كورونا في قطاع غزة والإغلاقات المتكررة توقف تسجيل الطلبة في المركز، خاصة بعد تحول التعليم من الوجاهي إلى الإلكتروني، مبيّنة أن هذا المشروع مصدر دخلها الوحيد والمعيل لها ولأسرتها.

وتستأنف حديثها بالقول: “بعد أن كان يتوافد عى المركز قرابة الخمسين طالب وطالبة، أصبح العدد لا يتجاوز طالبين، وذلك بسبب الإغلاق المتكرر أولاً، واعتماد الطلبة على أهاليهم في حل الواجبات المدرسية.

وتؤكد هدى أن “إهمال الأهالي لأهمية تعليم أطفالهم في ظل كورونا واعتماد الأطفال على الأهالي في حل الواجبات والاختبارات، عدا عن توفر الحلول الجاهزة للاختبارات على الانترنت” أدى إلى تهميش دور المراكز التعليمية في الآونة الأخيرة.

وتعبّر هدى عن يأسها من تحسن الأوضاع في الفترة المقبلة، موضحة أنها قد تضطر لإغلاق مشروعها بشكل كامل لعدم قدرتها على دفع إجار المركز في ظل عدم توافد الطلاب له.

وتضيف “إن لم تتحسن الأوضاع سأضطر للجلوس في المنزل عمل أو أي مصدر دخل”.

وتختم هدى حديثها لمصدر  قائلةً:” أتمنى من الأهالي أن يدركوا أهمية المراكز التعليمية في ظل جائحة كورونا فهي تعطي للطلبة الكثير وتفيدهم وهي يست فقط للطلبة ذوي المستوى التعليمي المتدني”.

“كوخ”.. فرحة لم تتم بسبب كورونا

متضرر آخر من جائحة كورونا والإغلاقات الناجمة عنها في قطاع غزة، وهو الشاب العشريني مهند أحمد، وهو صاحب مشروع “كوخ” للهدايا والتحف الخشبية.

يسرد مهند قصة فرحته التي لم تتم بفتح مشروعه الخاص، موضحاً أنه يعمل على مشروعه منذ سنوات ضمن حاضنة المشاريع في الجامعة الإسامية بغزة والتي كانت حلقة وصل بينه وبين طلبة الجامعات، ليفكر لاحقاً في الاستقلال بمشروعه وفتح محل خاص به.

في 2/2//2020 أي قبل شهر تقريباً من أول إغلاق شهده قطاع غزة جراء تفشي الجائحة، افتتح مهند محله الصغير واضعاً فيه كل آماله وأحلامه، مشيراً إلى أنه اختار موقعاً قريباً من الجامعات ليكون قريباً من جمهوره الأساسي وهو الطلبة.

ويضيف: “فكرت في العمل بحريّة في مكان خاص بي دون قيود، واخترت الموقع المناسب والقريب من الفئة التي استهدفها من خلال مشروعي”.

ويتابع “في أول شهر للافتتاح كانت الأرباح عالية، ليأتي شهر مارس حاملاً معه بدايات الإغلاق ويسوء الوضع تدريجياً، حتى توقف عملي بنسبة 100%”.

ويؤكد مهند على أثر تحول التعليم من الوجاهي إلى الإلكتروني على مشروعه، مبيناً أن توقف دوام الطلبة أدى لعدم توافد الزبائن للمحل، عدا عن أثر الإغلاق في عرقلته بالحصول على المواد الخام اللازمة لعمله.

ويردف: “فكرت في إغلاق المشروع كونه لا يجلب رأس ماله، أو حتى التحول للعمل عبر الانترنت “أونلاين”، لعدم القدرة على دفع الإجار”.

ويبيّن أنه ومنذ عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل نسبي وانتهاء الإغلاق الكلي، عادت الحركة للمحل بنسبة بسيطة وشهد العمل تحسناَ طفيفاً، فقد أصبح قادراً على دفع الإجار.

ويعبر مهند، في ختام حديثه عن أمله في أن يستمر تحسن الأوضاع في قطاع غزة في الفترة المقبلة، لأن الكثير من الشباب اضطروا لإغلاق مشاريعهم بسبب الجائحة العالمية.

Exit mobile version