عام على تفشي “كوفيد-19”.. أين وصل العالم في محاربته وماذا نعرف عنه؟

وكالات – مصدر الإخبارية

منذ مطلع عام 2020، بدأت تنتشر الأنباء العالمية حول تفشي فيروس كورونا الذي شرع من مدينة ووهان الصينية، ليتضح لاحقاً أنه بداية جائحة “كوفيد-19”.

وفي ذلك الوقت لم يكن يُعرف سوى القليل عن المرض والفيروس المسبب له، ليبدأ العلماء رحلة البحث حوله لمعرفة أصل انتشاره ومحاولة التوصل إلى علاج له.

ودعا الباحث في علم الفيروسات بجامعة كوينز بلفاست، إلى عدم القلق بشأن فيروسات كورونا المستجدة، مستشهداً بالسارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وغيرها من الأمثلة المهمة.

وفي يناير 2020، كانت هناك أدلة محدودة على انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان. واعتُقد أنه مشابه لفيروس SARS-CoV-1، الذي يسبب السارس، حيث تنتشر العدوى في وقت متأخر نسبيا من المرض، عندما تكون الأعراض في ذروتها.

وعلى النقيض أظهرت الدراسات المبكرة أن الانتشار بين الأشخاص كان فعالاً للغاية بالنسبة لـ SARS-CoV-2، وأنه يمكن أن يحدث بسرعة وقبل أن تبدأ أسوأ الأعراض.

كل هذا جعل من الصعب التحكم بانتشار الفيروس بدون اختبارات حساسة ومحددة، باستخدام اختبار PCR الشهير الآن، وقد يساعد التباعد الاجتماعي والنظافة والأقنعة في الحد من الانتشار، إلى جانب العزل والحجر الصحي.

ومن المعروف أنه لم تكن هناك علاجات أو لقاحات ضد “كوفيد-19″، باستثناء الدعم في المستشفى، مثل توفير الأكسجين عندما يواجه المرضى صعوبة في التنفس، أو المضادات الحيوية عندما يصابون بعدوى بكتيرية ثانوية.

ولكن في الأشهر القليلة الماضية اختبر الباحثون بسرعة علاجات جديدة ضد “كوفيد-19″، وحددوا الديكساميثازون، وطوروا العديد من اللقاحات الآمنة والفعالة للغاية ضد المرض.

ورغم أننا نتعلم يومياً عن “كوفيد-19″، ما تزال هناك العديد من الأسئلة العلمية المهمة التي ستشكل مستقبل SARS-CoV-2، والإنسانية لعقود، الأول، هو كيف سيتطور SARS-CoV-2 ويتكيف ويتغير خلال الأعوام المقبلة، في مواجهة المناعة الطبيعية أو المكتسبة من خلال التطعيم؟، والنقطة الثانية الأقل أكاديمية هي ما إذا كان هذا مهما، كما ستظل علاجاتنا وإجراءاتنا الصحية العامة تعمل، ولكن ماذا عن لقاحاتنا؟.

نواصل تتبع تطور SARS-CoV-2 والتنبؤ به وفهمه فيما يتعلق بـ “هروب” اللقاح، وتشير جميع الأدلة المتاحة لدينا إلى أنه ضئيل للغاية في أفضل الأحوال، وأن منصات اللقاح الحالية لدينا قوية بما يكفي لتحمل أي تغييرات إذا لزم الأمر.

ويجب علينا أيضا أن نظل متيقظين لاحتمال أن يثبت فيروس SARS-CoV-2 نفسه في نوع آخر، مثل المنك. ثم هناك سؤال حول كيفية تفاعل SARS-CoV-2 مع الفيروسات الأخرى التي تنتشر في البشر.

ويعد الجهاز التنفسي البشري موطنا للعديد من الفيروسات التي تنتشر معا – غالبا في شخص واحد. وهذه الفيروسات تعزز أو تمنع الإصابة بالفيروسات الأخرى.

ونحن نعلم الآن أنه بفضل التباعد الاجتماعي، قُيّد انتشار معظم فيروسات الجهاز التنفسي لدينا، مثل الإنفلونزا وفيروس RSV، بشدة.

وينبغي علينا تحديد أصل SARS-CoV-2 لمنع استمرار انتشاره (أو في الواقع فيروسات كورونا الممرضة الأخرى) في البشر. ونحن نعلم أن SARS-CoV-2 ربما ظهر مؤخرا في جنوب شرق آسيا، ولكن الخطوات البيولوجية والبيئية التي اتخذها للوصول إلى البشر ما تزال غامضة.

ويساعد حل هذا اللغز في حماية صحتنا لعقود قادمة، بالطريقة نفسها التي حُققت فيما يتعلق بعدوى إنفلونزا الخنازير والطيور.

وكما قال بامفورد في مقالته قبل عام، فإن هذه الأوبئة “هي تذكير دائم بالحاجة إلى الاستثمار في الأبحاث في بيولوجيا الفيروس الناشئ وتطوره، وفي النهاية تحديد الأدوية الآمنة والفعالة لعلاج – أو لقاحات للوقاية – من الأمراض الخطيرة”.

وأثبتت جائحة “كوفيد-19” أن العلم والعلماء يمكنهم تحقيق النتائج وسيحققونها، في ظل الدعم المالي والاجتماعي المناسب. كيف إذن سنطبق دروس “كوفيد-19” على مشاكل خطيرة أخرى، مثل العدوى الناشئة ومقاومة مضادات الميكروبات وتغير المناخ؟.