“بكسة خيار بـ7 شواكل وسبانخ ببلاش”… نكبة جديدة تضرب مزارعي غزة

خاص- مصدر الإخبارية

يقف المزارع إبراهيم فدعوس، الذي يسكن بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، أمام نكبة جديدة وهو يرى محصوله الزراعي من “صنف الخيار”، الذي زرعه قبل عدة شهور داخل حمامات زراعية تقع على مساحة دونمين من الأرض، يُباع بأسعار لا تتساوى مع ربع تكلفة إنتاجه، فالمعتاد أن تكون أسعار الخضار بشكل عام في هذا الوقت من العام مرتفعة نسبياً، بسبب قلة الإنتاج التي يتسبب بها انخفاض درجات الحرارة.

الحال اختلف هذا الموسم مع المزارع فدعوس، وغيره من المزارعين في قطاع غزة، فالأسابيع الماضية الثلاثة لم تشهد البرد المعتاد، ولم تهطل بها أي أمطار على الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي عجّل في نمو المزروعات وزاد من كميات الإنتاج، وصار المزارعون مضطرون لتصريف إنتاجهم بأسعارٍ قليلة جداً، لا تتناسب مع حجم المدفوعات التي صرفوها خلال الموسم.

يقول فدعوس في حديث لمصدر الإخبارية “بالعادة أبيع بكسة الخيار التي تزن حوالي 15 كيلوجرام، بـ 20 شيكل أو أكثر في مثل هذا الوقت من العام، أما اليوم فأبيعها للتجار بأقل من 7 شواكل، وهذا المبلغ أقل من نصف التكلفة بالنسبة لي”، مشيراً إلى أن ارتفاع درجات الحرارة ساهم في هذا الحال، الذي لم تتدخل أي جهة رسمية لإنقاذه حتى هذا الوقت، وفقاً لوصفه.

في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، زرع المزارع أدهم زعرب محصول “الكوسا” قبل بدء موسم الشتاء على أمل تسويقه كما الأعوام السابقة “2 شيكل للكيلو الواحد”، أما اليوم وبسبب ارتفاع درجات الحرارة والخوف من فساد المحصول اضطر لتسويقه بسعر “1 شيكل للكيلو الواحد”، وهذا الأمر “تسبب بخسارة كبيرة له، ولم يعد قادراً على تسديد ثمن المياه التي أستعملها في ري محصوله ولا ثمن المبيدات الحشرية أو الأشتال”، موضحاً “أنه سيضطر للاستدانة لسداد الديون”.

على مقربة من أرض المزارع زعرب، تقع الحمامات الزراعية الخاصة بالمزارع أبو رامي الشاعر حيث يستأجر أرضاً من الحكومة بغزة تزيد مساحتها عن 30 دونماً، يزرع فيها “البندورة، والخيار، والفلفل، والباذنجان”، ويحكي أن “عنوان هذا الموسم بالنسبة له هو الخسارة، فالتصدير متوقف من فترة، والحالة الاقتصادية للناس داخل قطاع غزة سيئة، وما زاد الطين بلةِ هو ارتفاع درجات الحرارة، الذي سارع في نمو المزروعات قبل آوانها”.

أمّا الشاب محمد قديح، الذي زرع محصول السبانخ على مساحة “دونم ونصف” بتكلفة تزيد عن 2000 شيكل، فتعرض لخسارة تزيد نسبتها عن الـ 80% بسبب ضعف الموسم وارتفاع درجات الحرارة، حيث يشير في حديثه إلى أن “السبانخ في الأسواق صار بلا قيمة، وكل 15 كيلو منه سعرها لا يزيد عن 4 شواكل”، مبيناً أنه “يهون عليه أن يترك محصوله في الأرض يتلف، على أن يحصده ويبيعه بهذا الثمن البسيط، الذي لا يغطي حتى التكاليف التي تم دفعها كثمن لمياه الري طوال الموسم”.

ويشير مراقبون اقتصاديون، إلى أن هناك عدة أسباب أدت لانخفاض أسعار محاصيل الخضار في قطاع غزة، أولها ارتفاع درجات الحرارة غير المعتاد، وثانيها هو وقف تسويق المنتجات بأسواق الضفة الغربية المحتلة، التي تعيش حالياً فترة فائض بالإنتاج، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ووقف تسويق منتجاتها الزراعية في الداخل المحتل، بسبب الإغلاق الشامل الذي تعيشه “إسرائيل” حالياً، لمواجهة تفشي فيروس كورونا”.