الأفضل خلال 2020.. بحث لعالِم مصري يكشف الأمراض الوراثية مبكراً

وكالات – مصدر الإخبارية

اختارت المجلة الإنجليزية العلمية “Genome Biology”، بحثاً أنجزه العالم المصري هيثم شعبان، كواحد من أفضل الأوراق البحثية الممثلة لعام 2020 وعلى مدى آخر 20 عاما، والذي اختص في الأمراض الوراثية.

وكتبت المجلة عبر موقعها الرسمي إن العالم المصري أنجز بحثه المهم بالمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا بلوزان، والذي يعد واحداً من أفضل 20 مقالة بحثية، تم الوصول إليها على مدار آخر 20 عاما.

بدوره قال الدكتور هيثم شعبان لـ”سكاي نيوز ” إن بحثه توصل لطريقة يمكن بها وعبر ميكروسكوب صغير وجهاز كمبيوتر فقط فحص الخلايا البشرية الحية ومعرفة تركيبة الجينوم الخاص بها والتسلسل الوراثي داخلها لمعرفة مدى إمكانية إصابتها بالأمراض الوراثية من عدمه.

وأوضح شعبان أنه قبل البحث الذي أنجزه فإن جميع الطرق المعتمدة حالياً تدرس الخلايا الميتة، أما ما توصل إليه يعتبر طفرة لأنه سيقود مستقبلا لدراسة إمكانية إصابة الخلايا الحية السليمة بالمرض من عدمه عبر دراسة تركيبتها الوراثية التي لم تكن موجودة من قبل.

وأكدت مجلة “جينوم” أن بحث شعبان يقدم لأول مرة تقنية لمشاهدة حركة الجينوم في الخلية البشرية الحية بدقة نانومترية، مضيفة “وتم تطوير هذه التقنية بدمج الميكروسكوب الضوئي الفلوريسيني بإحدى طرق الذكاء الاصطناعي لرسم خريطة للتفاعلات الديناميكية للمادة الوراثية وتفاعلها مع البروتينات المصاحبة لها”.

وذكر شعبان أنه تم تطبيق هذه التقنية على خلايا بشرية سرطانية لإيجاد بصمة ديناميكية تحدد الاختلافات بين الخلية السليمة والخلية السرطانية.

وبيّن الدكتور المصري أن الجديد في هذه التقنية أنها تقدم خريطة تفصيلية لحركة وتفاعل الجينوم على مستوى الخلية الواحدة، مما يساعد على كشف أي خلل أو تباين بين الخلايا في نفس النسيج، مضيفاً: “أيضا تقدم هذه التقنية ولأول مرة طريقة حسابية متطورة لحساب الخواص الفيزيائية للجينوم بدقة نانوميترية مما يجعلها تميز الاختلافات داخل الخلية الواحدة على مستوي الجين الواحد مما يسهل التمييز بين الجينات المختلفة ومعرفة تسلسلها الوراثي واستعدادها للإصابة بالمرض من عدمه”.

وفي توضيحه للجينوم قال :”يمكن تبسيط الأمر للناس بأن الجينوم هو مركز تحكم الخلايا وهو نواة تحمل كل المعلومات الوراثية والوظيفية أو أي معلومات أخرى عنها، وفي السابق أو في الوضع الحالي لم تكن هناك طريقة لكشف هذه المعلومات داخل الخلايا الحية، ولكن يتم على الخلايا الميتة التي أصيبت بالمرض وتلفت، وهو أمر مكلف جدا أيضا”.

واستنأنف شعبان: “طريقتي الجديدة تغلبت على كل ذلك وتوصلت لكل المعلومات عن الخلية الحية بتكلفة بسيطة وحين اعتمادها بشكل نهائي ستكون في متناول الجميع، وليس هذا فحسب بل ستضيف هذه التقنية أبعادا جديدة لفهم آلية تنظيم الجينوم في الخلايا السليمة والمريضة وبيان الفرق بينهما، من المتوقع أن تستخدم هذه التقنية لتشخيص الأمراض الجينية الوراثية وفي الطب الشخصي”.

وأكد العالم المصري أن القصة ليست بسيطة ولكنها ضخمة جدا وأهمية هذا الكشف هو أن الجين الواحد قد ينتج العديد من الأمراض الوراثية، لأن الخلية بها آلاف الجينات والجينات كل منها مختص بإنتاج بروتين معين، والخلل يؤدي لخلل في البروتين، ويؤدي هذا لأمراض متعددة كالسرطانات والسكر والألزهايمر وغيرهم.. والطريقة الجديدة ستجعلنا مستقبلا نكتشف أي خلل مبكرا لرسم خطة دفاعية تحمي الإنسان من الإصابة بالأمراض الناتجة عن خلل جيني أو وراثي.

وعلم الجينوم هو أحد فروع علم الوراثة المتعلق بدراسة كامل المادة الوراثية داخل مختلف الكائنات الحية، ويتضمن المجال جهودا مكثفة لتحديد تسلسل الحمض النووي بشكل كامل ورسم الخرائط الدقيقة للجينوم، كما يشمل هذا التخصص دراسة عدد من الظواهر التي تحدث داخل الجينوم.

ويقوم الجينوم بدراسة التسلسل الوراثي للجينات المكونة للخلية البشرية لاكتشاف أي خلل بها.