حل الكنيست الإسرائيلي … فوضى سياسية وثبات بالعلاقة مع الفلسطينيين

خاص-مصدر الاخبارية

أثار إعلان حل الكنيست الإسرائيلي، للمرة الرابعة خلال عامين، بعد فشله في إقرار الموازنة العامة للدولة، الثلاثاء الماضي، الحديث مجدداً عن الواقع الإسرائيلي الداخلي، والعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، ومدى تأثرها بتلك التغيرات.

ويرى مراقبون، أن تكرار حل الكنيست والذهاب نحو انتخابات جديدة، يعكس حالة الفوضى والهشاشة التي تعيشها إسرائيل، ويشير بوضوح إلى فشل القوى السياسة في تشكيل تكتلات قادرة على إنجاح دورة الكنيست.

وفي ذات الوقت، يرجح المراقبون، عدم تأثر الفلسطينيين وعلاقتهم مع إسرائيل بتلك التغيرات الإسرائيلية، لأن العلاقة بين الطرفين بالأساس، لا ترتبط بالتغيرات السياسية داخل إسرائيل، لأن الأمر من وجهة نظر الأخيرة هو أمني من الدرجة الأولى.

والثلاثاء، حل الكنيست الإسرائيلي نفسه تلقائياً، بعد انقضاء المهلة الأخيرة لتمرير الميزانية، لتذهب إسرائيل بذلك إلى انتخابات مبكرة جديدة، بحسب هيئة البث الرسمية، وفشل حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وشريكه في الائتلاف الحاكم “أزرق- أبيض” برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس في تمرير قانون لتأجيل إقرار الميزانية لمدة أسبوعين.

ويرى المحلل السياسي المختص في الشؤون الإسرائيلية، عبد المجيد سويلم، أن تكرار فشل الأحزاب الإسرائيلية في الاتفاق على برامج موحدة لإدارة الدولة، يعكس حالة الفشل والتخبط التي تعيشها تلك الأحزاب.

وأضاف في حديث لـمصدر الإخبارية  أن “الصراع الآن داخل إسرائيل، هو بين الأطراف اليمينية، دون وجود أقطاب يسارية، قادرة على تغيير المعادلة، وهذا الأمر يزيد من عمق الأزمة وتداعياتها”.

وتوقّع سويلم، أن تختلط الخارطة السياسية الإسرائيلية في المستقبل، مع سقوط ومحاكمة لنتنياهو، مع ضعف عام للمعارضة داخل إسرائيل، الأمر الذي سيترك آثاراً على مختلف المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وحول عن تأثير ما يحصل في إسرائيل على العلاقة مع الفلسطينيين، قال سويلم “إسرائيل ستمضي في التضييق على الفلسطينيين وبسياستها الاستيطانية، وتهويدها لمدينة القدس، كما أنها ستعزز من فكرة فصل قطاع غزة عن الجسد الفلسطيني”.

وتابع “أرى أن الأيام القادمة، ستحمل مزيد من العدوانية والاعتداءات الإسرائيلية، بحق الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أن “الوضع الفلسطيني الداخلي والانقسام، يعزز من قوة تلك الانتهاكات، ويزيد من فرص وقوعها”.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصوّاف، لمصدر الإخبارية، إن “حل الكنيست للمرة الرابعة، يدلل على عدم وجود شخصيات قادرة على إدارة الكيان الصهيوني، ويشير إلى ضعف وهشاشة فيه”.

وأضاف “لا أتوقع أن تنجح الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة، وسيتم حل الكنيست مرة أخرى حال تم تشكيله، لأن المعطيات تشير بقوة إلى ذلك”.
وأشار الصوّاف إلى “عدم وجود علاقة بين الانتخابات الإسرائيلية والعلاقة مع الفلسطينيين، باعتبار أن الأولى شأن داخلي خاص، والعلاقة مع الفلسطينيين، لا تحتكم لشخصيات أو أحزاب وإنما لها ارتباط بسياسة الكيان الصهيوني”.

وقال “الداخل الصهيوني غير مجمع، على شخص يمكن قيادة الحكومة، وهذا يعطي مؤشرات واضحة أن الكيان بطريقه للتحلل، وهذا يؤكده كثير من الكتّاب والمفكرين الإسرائيليين”.

وشدّد الصوّاف في ختام حديثه على أن “أي تغيير داخل الكيان، لا يخدم الفلسطينيين، ولا يمكن أبداً أن يحمل لهم إصلاحات وفوائد، على الأصعدة الاقتصادية والسياسية وغيرها”.