خاص| مناورة “الركن الشديد” المرتقبة.. 4 رسائل لأطراف مختلفة

خاص – مصدر الإخبارية

توقّع محللان سياسيان بغزة، أن مناورة “الركن الشديد” العسكرية المرتقبة لفصائل المقاومة الفلسطينية، والتي أعلنت عن تنظيمها الغرفة المشتركة للفصائل، خلال الساعات الماضية، تهدف لإيصال 4 رسائل مختلفة لأطراف متعددة في الداخل والخارج، إضافة لأنها تسعى لإظهار قدرات الأجنحة العسكرية.

وقال المحللان، في تصريحات لـ”مصدر الإخبارية“، إن أول الرسائل هي للاحتلال الإسرائيلي، الذي لا ينفك عن التهديد بضرب غزة عسكرياً ويتغول على الحقوق الفلسطينية، والثانية هي لبعض الدول العربية، التي قننت من دعمها وإسنادها للشعب الفلسطيني، بصورة واضحة خلال الفترة الماضية.

أما الرسالة الثالثة، وفق المحللان، فهي للمجتمع الدولي، الذي يستمر في إسناد إسرائيل، على حساب الحقوق الفلسطينية، ويتنكر لتنفيذ القرارات المنصفة للشعب الفلسطيني وحقوقه.

والرسالة الرابعة بحسب المحللين تأتي لطمأنة الجبهة الداخلية في غزة على قدرات المقاومة، ولتحفيز صمود المواطنين ومواجهتهم للمخاطر التي تحيط بهم”.

في نفس الوقت توقعت مصادر خاصة بـ”مصدر الإخبارية”، تنفيذ المناورة المشتركة، في ذكرى العدوان الأول على قطاع غزة، الذي نفذته إسرائيل بتاريخ 27 ديسمبر/ كانون أول لعام 2008، واستمر لمدة 23 يوماً متواصلة، منبهةً إلى أنه سيتم خلاله استعمال أسلحة ثقيلة، وتنفيذ عروض عسكرية ضخمة.

مناورة الركن الشديد: تكتيك منظم

ويرى المحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن المقاومة الفلسطينية، تريد من خلال هذه المناورة أن ترسخ في الأذهان وعلى الأرض، فكرة بقائها على قلب رجلٍ واحد في مواجهة الاحتلال، وكل الأخطار التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

وذكر الغريب أن توقيت المناورة المرتقبة، يدلل على أنها تحمل رسالة قوة ووحدة للمقاومة الفلسطينية، في ظل حالة التمزق والانقسام التي تعيشها إسرائيل، وعدم قدرتها على إيجاد قيادة موحدة لها.

وقال: “هذه المناورة، تأتي لإيصال رسائل لأطراف دولية، تعمل من أجل إنهاء مشروع المقاومة، ولتقول لهم إن المقاومة لا زالت حية، وبكامل قدرتها السامحة لها بالتطور الدائم”.

وأوضح الغريب أن المقاومة الفلسطينية في غزة، تعمل وفق تكتيك منظم، يحتكم لعدد من الأساسيات، أهمها التخطيط الجيد والاستفادة من التجربة، والقدرة على إطلاق الرسائل في الوقت المناسب.

صد الابتزاز

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد أن “المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، دائما تهدد بضربة عسكرية قاضية لغزة، ولكل الجهات الداعمة لها، الأمر الذي يجعل المواجهة العسكرية متوقعة بأي وقت، ولذلك تعمل المقاومة بشكل دوري على استعراض قوتها، تؤكد جهوزيتها لأي طارئ”.

وبيّن أن المناورة العسكرية المرتقبة، تحمل رسالة لبعض لأطراف العربية التي قننت من دعمها للشعب الفلسطيني، مفادها أن الفلسطينيين لا زالوا يتمسكون بحقوهم وهم بحاجة لمزيد من الدعم العربي الرسمي والشعبي.

واستنأنف العقاد أن “إسرائيل تحاول ابتزاز المقاومة الفلسطينية، في عدد من الملفات، أهمها ملف الأسرى والقدرة العسكرية، ويأتي ذلك الابتزاز من خلال تشديد الحصار، وزيادة وتيرة التهديدات، الأمر الذي يجعل موضوع استعراض القوة، شيئاً غاية في الأهمية، لاسيما في هذا الوقت الحساس ولصد الابتزاز”.

وأضاف: “المقاومة، تريد من مناورتها المرتقبة، أن تعزز الجبهة الداخلية الفلسطينية، وتطلعها على بعض ما وصلت له في رحلة تطوير قدراتها العسكرية، وتوصل رسالة للسلطة الفلسطينية، أنها قوة موجود لا يمكن استبعادها من خانة النضال الوطني، طالما بقي الاحتلال الإسرائيلي موجود على الأرض”.

كما توقّع العقاد “أن يكون وقت تنفيذ المناورة العسكرية، مرتبط بالحديث الدائم في الإعلام الإسرائيلي عن صفقة تبادل الأسرى، لتشير المقاومة إلى أنها أيضاً موحدة بقوة خلف ذلك الملف، ولن تتساهل به أبداً”.

وأعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عن جهوزية أجنحتها العسكرية؛ لتنفيذ المناورات العسكرية المشتركة، والتي ستحمل اسم “الركن الشديد”، وهي الأولى من نوعها بهذا الشكل.

ولفتت الغرفة، في بيان لها إلى أنه سيتم الكشف رسمياً عن تفاصيلها وتوقيتها، وفق مقتضيات الميدان، مشيرةً إلى أن المناورة تأتي في إطار تعزيز التعاون والعمل المشترك بين فصائل المقاومة، وتجسيداً لجهودها في رفع جهوزيتها القتالية بشكل دائم ومستمر.