اشتية: لن نستسلم لا للفايروس ولا لإجراءات الاحتلال وسننجز ما بدأناه

رام اللهمصدر الإخبارية

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال كلمة ألقاها في حفل إضاءة شجرة عيد الميلاد في بيت لحم، مساء يوم السبت: “نفتح أيدينا لمسار سياسي جدي على أساس الشرعية الدولية ليعم السلام على شعبنا وعلى المنطقة”،

وأضاف أن الوحدة الوطنية تحتاج إلى تنظيف قلوبنا من السواد وجعلها بيضاء وإلا فإن كل ثلج العالم لن يفيدنا، مؤكدًا  على  أننا نستقبل عامًا جديداً ننظر له لإنهاء الانقسام، ونحن أكثر إصراراً على مواجهة الاحتلال.

وتابع اشتية “سندرس بعد غدٍ الإثنين اتخاذ القرار المناسب المتعلق بإجراءات جديدة لمواجهة فيروس كورونا، استنادًا إلى توجيهات الرئيس محمود عباس”.

وأضاف “هزمنا معاً المخططات الدولية لضم أرضنا وشرعنة الاستيطان، وسنهزم الاستيطان والاحتلال، وقدّمنا رسالة في الصمود السياسي أمام الجائحة الاحتلالية الاستعمارية، وأمام احتجاز أموالنا، ورسالة في الصمود الوطني أمام جائحة المرض”.

وأشار  إتشية خلال حديثه الى  العودة  للتنمية بالعناقيد، للانفكاك عن الاحتلال، ولبرامج الشباب والتعليم والعمل، وللتعليم المهني، ولرعاية مزروعاتنا و الأرض  وللتعليم التكنولوجي الرقمي الحديث، بقيادة  فلسفة التحرر من الاستعمار، وايديولوجيا المحبة والحياة والوطن الحر.

وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء كما ورد مصدر الإخبارية 

نحتفل هذا العام بإضاءة شجرة الميلاد في وسط ظروف خاصةٍ وبالغة التعقيد.. لكننا شعب اعتاد على مواجهة الصعاب، تعلمنا عاماً بعد عام، بل وقرناً بعد قرن، أن نجد طريقنا عبر الألم، والصعوبات… ونحن، كما قالت شابة فلسطينية وهي تخاطب العالم شعراً، “نُعلّم العالم الحياة”.

كنتُ معكم العام الفائت في ساحة كنيسة المهد المليئة بالفرح والاستبشار، وساحات المدن والقرى والبلدات الأخرى.

وقفنا نتذكر البِشارة في الناصرة والميلاد في المهد والقيامة في القدس…  وشاركَنا في كل هذا أصدقاء وضيوف من أنحاء العالم المختلفة..  تحدثنا عن شجرة الميلاد لتكن دائمة الخضرة طوال العام، وجمعنا سيرة البشارة والميلاد والقيامة.. مع معجزة الإسراء والمعراج..  وأحطنا كل ذلك بصيرورة معجزة طائر العنقاء الذي ينهض من وسط الرماد كلما ظنوه احترق ومات، ينهض حاملاً جمرات الحياة ينشر نوراً وضياء.. ويُخمد نيراناً ورمادا.

ما أحوجنا لكل ذلك هذا العام.. في العام الماضي كان الاستبشار أيضاً بطرقات وشوارع وفنادق امتلأت بالضيوف والسُيّاح من كل العالم..

وكان الحديث عن عامٍ قادم يحمل بشارة الازدهار والبناء. ولذلك احتفلنا معاً بوضع حجر الأساس لأربعة فنادق جديدة في بيت لحم وبيت جالا، وافتتحنا فندقاً جديداً، كنا سعيدين بمخططات 1500 غرفة فندقية جديدة، نتوقع أن يليها ما بعدها. وكانت هذه بدايات إطلاق العنقود السياحي في محافظة بيت لحم، التي تتضمن مدينة حرفية للحرف السياحية. لن نستسلم لا للفيروس ولا لإجراءات الاحتلال وسوف ننجز ما بدأناه.

مديرات ومدراء وطواقم الفنادق الذين عملوا نهاية العام الفائت، لإنجاح موسم الازدهار والعمل والضيافة والسياحة، في بلد المسيح عليه السّلام، عملوا معاً هذا العام، إلى جانب بعضهم البعض، كالبنيان المرصوص يَشدُّ بعضه بَعضاً، لمواجهة الخطر الصحي وليحموا أرواح الناس جنبا الى جنب مع الأطباء والممرضين والمحافظ والأجهزة الأمنية وطواقم البلدية والطواقم الإدارية. لهم كل التحية.

الرئيس أبو مازن الذي يتابع مبكرا بحسه العالي الحريص على أرواح شعبه معركة جائحة كورونا، أعلن عن حالة الطوارئ في 5/ 3 وكان ذلك مبكرا جدا. وكان قدر بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور… وربما من حسن طالع شعبنا الفلسطيني، أن تكون هذه المدن والمحافظه أول من قاد المواجهة ضد الفايروس، وضربت مثلا حيّاً في التصدي بشكل حضاري راقٍ، متعاضد للتحديات بأنواعها. جنّدت الأخلاق الراقية، وحس المسؤولية، للعمل معاً، ولبى نداء التعاضد معها أهل الخليل وطولكرم وجنين ونابلس وكل المدن .. قبل أن يمتد التحدي والخطر كل الأنحاء..

نعم هناك ثمن عال جداً للجائحة التي نعيشها من أرواح بناتنا وأبنائنا، وصحتهم، وثمن عالٍ اقتصادياً وتجاريّاً، ولكن كما كنا دائماً معاً سنكون معاً، وكما نهضنا سابقاً سننهض مجدداً.

أنادي على الرعاة في حقل الرعاة أن احموا أرضكم ومقدراتكم لنحافظ على الكلأ والماء، ولكي تُضيء المحبة والأمل حياتهم.. إن أرقام الاصابات مرتفعة وستدرس اللجنة الوبائية اليوم الحالة، ويدرس مجلس الوزراء ولجنة الطوارئ العليا المستجدات بعد غد لأخذ القرار المناسب المتعلق بالإجراءات. احموا انفسكم واولادكم، واحموا جيرانكم.

وهذا العام نتذكر بشكل خاص وأكبر، معجزات السيد المسيح عليه السلام في الشِفاء من المرض، والقيامة من جديد.و

نحن نودّع هذا العام 2020 الذي لا أسف عليه، مصممون على الاستمرار في الصمود، مستبشرون أنّ شعبنا نجح فيه في التصدي لأكثر من تحد صعب مر علينا.

لقد أثبت شعبنا وقيادته الحكيمة بوضوح، أنّه الرقّم الصعب. لم يهزمنا أنّ بعض الإدارات والسياسيين في هذه العالم، جمعوا لنا وضدنا حتى نستسلم ونسلّم حقنا في وطننا ودولتنا المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، جمعوا لنا وعلينا، أرادوا حرق كنائسنا ومساجدنا وقمحنا وزيتوننا حتى نخشاهم، ونسلّم، ولكن كل ذلك ما زادنا إلا إيماناً.

 تذهب إدارات وحكومات، تأتي أخرى، أما نحن فهنا قائمون، صامدون، فدائيون ندافع عن الحق والعدل، ليس فينا من يقول إننّا قاعدون ننتظر، ليس فينا من يتخلى عن دوره في مواجهة معركة الحياة والحرية.

سنعود بإذن الله العلي القدير، لنقف على أقدامنا، ونعود للبناء والنماء قريباً، إلى حقل الرعاة، والعمل. ندرس معاً، ونتدبّر سويّاً، كيف نعالج الآثار التي خلّفتها الجائحة، بمختلف معانيها الصحية، والاجتماعية، والنفسية، والاقتصادية.

نعدكم أننا، وبتعليمات السيد الرئيس سنبقى ونكون معكم، كما كنتم مع نفسكم، ومع كل الوطن.

نستقبل عاماً جديداً ننظر له لإنهاء الانقسام، ونحن أكثر إصراراً على مواجهة الاحتلال وحواجزه ليحتفل أبناء غزة، وأبناؤنا في الشتات والعالم معنا العام المقبل في مهد السيد المسيح، والقدس، بحياة أجمل.. بالأرض التي تستحق عليها الحياة.

هزمنا معاً المخططات الدولية لضم أرضنا وشرعنة الاستيطان.. وسنهزم معاً الاستيطان والاحتلال، قدّمنا رسالة في الصمود السياسي أمام الجائحة الاحتلالية الاستعمارية، وأمام احتجاز أموالنا، وقدّمنا رسالة في الصمود الوطني أمام جائحة المرض.

الآن سنعود للتنمية بالعناقيد، للانفكاك عن الاحتلال، ولبرامج الشباب والتعليم والعمل، للتعليم المهني، لرعاية مزروعاتنا وأرضنا، للتعليم التكنولوجي الرقمي الحديث، تقودنا فلسفة التحرر من الاستعمار الكولونيالي، وإيديولوجيا المحبة والحياة والوطن الحر.

الميلاد مثل أي فرح يجمعنا، وفيه نعطي النور للذي يريد أن يرى، نحن لسنا وحدنا عندما يسود الظلام وعندما يعصف البرد القارس.

في الأعياد الفرحة في الهدايا التي تأخذونها، لكن اجعلوا الفرحة الأكبر في الهدايا التي تعطونها. كل شجرة في فلسطين اليوم تنتظر زينتها، والزينة هي سلامتكم والنور هو الأمل والإصرار على غد اجمل يليق بشعبنا العظيم.

إن وحدتنا الوطنية تحتاج أن ننظف قلوبنا من السواد ونجعلها بيضاء وإلا فإن كل ثلج العالم لا يفيدنا.

الفلسطيني عاش آلام الماضي، وبشجاعة وتحدٍ يعيش الحاضر، ويأمل بمستقبل أفضل بالصبر والصمود المقاوم نحو الدولة، نحو فلسطين الحرة العامرة الموحدة بأهلها.