مسؤولون فلسطينيون: “غول الاستيطان” يبتلع الضفة والقدس قبل خروج ترامب

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

اعتبر مسؤولون فلسطينيون، مصادقة الاحتلال الإسرائيلي على إقامة 1257 وحدة استيطانية في شرق القدس ضمن مستعمرة “جفعات همتوس” جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية، واصفين الاستيطان بـ”المسمار الأخير في نعش حل الدولتين”.

بدوره، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري :”إن الاستيطان يشبه السرطان، فهو مستمر في نهش وتمزيق الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين”.

وأشار صبري إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استغل اتفاقية أوسلو من أجل تكثيف الاستيطان في القدس وحولها، وباقي المناطق الفلسطينية، لافتًا إلى أنه لا “سلام” بوجود الاستيطان.

للمزيد: إدانات دولية واسعة لمخطط الاحتلال لبناء 1257 وحدة استيطانية في القدس

في السياق، قال رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتية: “ننظر بعين الخطورة للتقارير الإعلامية عن زيارة مستوطنين لبعض الدول العربية بحثًا عن أسواق واستثمارات”، مطالبًا جامعة الدول العربية بمتابعة هذا الأمر والقيام بما يجب فعله، مؤكداً أن الحكومة الفلسطينية سوف تتخذ كل إجراء قانوني ضد أي شركة من الشركات التي تعمل بالمستعمرات الإسرائيلية.

وأضاف: “ننظر بقلق شديد أيضًا للتقارير المتواترة عن مشاريع استيطانية استعمارية جديدة في القدس العربية والضفة الغربية، التي تهدف بشكل خاص لتطويق وخنق الأحياء العربية الفلسطينية ومنع التواصل بينها، وفيما بينها وبين بقية أنحاء الضفة الغربية، في عزلٍ تامٍّ لمدينة القدس”.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن العطاء الأخير الذي أعلن لإقامة 1257 وحدة استيطانية في شرق القدس ضمن مستعمرة “جفعات همتوس” سيؤدي إلى حصار قرية بيت صفافا بالكامل.

وقال: “إن الحكومة الإسرائيلية تُسابق الزمن لشرعنة بؤر استعمارية بنيت على أراضٍ فلسطينية من خلال ترخيص 1700 وحدة استعمارية مبنية بالفعل، ومن ضمنها مستعمرات معروفة بالتطرف والعنف أكثر من غيرها مثل مستوطنة “يتسهار”.

قبل خروج ترامب من البيت الأبيض

ومن جانبه قال النائب محمد دحلان:”إن طرح وزارة البناء والإسكان وسلطة الأراضي الإسرائيليتان مناقصة لبناء 1,257 وحدة استيطانية في مستوطنة (جفعات همتوس) على أراضي بلدة بيت صفافا والتي من شأنها فصل مدينة بيت لحم عن مدينة القدس، بمثابة دق مسمار أخير في نعش حل الدولتين.

ونوه إلى أن ذلك يعتبر محاولة استباقية لإفشال أي توجه مختلف من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لإعادة إحياء حل الدولتين، ونية إسرائيلية لفرض المزيد من الوقائع على الأرض، مشددًا على أن هذا يتطلب رد فعل سياسي وميداني من المؤسسة الفلسطينية.

ووصفت القوى الوطنية والاسلامية برام الله التوسع الاستعماري الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية بجريمة حرب.

وبدوره، نشر الإعلامي والمحلل السياسي د. ناصر اللحام على صفحته “فيس بوك” أن “إسرائيل” تُسابق الزمن في تنفيذ مشاريع استيطانية وسلسلة شوارع عنصرية في الضفة الغربية قبل خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض، وهذا مخطط لطريق “أبارتهايد” بين بيت لحم والخليل ويطلقون عليه ( التفافي العروب بيت أمّر إلى حلحول ).

وقد كشف النقاب في إسرائيل، أن سلطات الاحتلال تريد استغلال آخر فترات حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الداعم للاستيطان، قبل مغادرته البيت الأبيض، وذلك من خلال الدفع بمشاريع استيطانية جديدة، تشمل البناء في عدة مستوطنات.

وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت بـ “أشد العبارات”، قرار سلطات الاحتلال الأخير ببناء 1257 وحدة استيطانية جديدة جنوب شرق القدس المحتلة، بهدف توسيع المستوطنات في تلك المنطقة، وربطها مع بعض البعض، كما قوبل القرار بإدانة دولية وأوروبية وعربية، كونها تدمر “حل الدولتين”.

وأكدت الوزارة أن الاحتلال الإسرائيلي بإعلانه الاستيطاني الأخير، يهدف إلى “تدمير حل الدولتين”، لافتة إلى أن المخطط الاستيطاني يؤدي إلى فصل القدس عن محيطها الفلسطيني خاصة من جهة جنوب الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي يغلق الباب أمام فرصة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا وذات سيادة.

وقالت في بيانها: “من الواضح تماما أن دولة الاحتلال تسابق الزمن في استغلال الفترة الانتقالية المتبقية من إدارة الرئيس ترمب لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية التوسعية، والتي من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام على أساس مرجعيات السلام الدولية، وفي مقدمتها مبدأ حل الدولتين”.

وأشارت إلى أن هذه القرارات وما سبقها من قرارات تؤكد أن دولة الاحتلال لم تتوقف لحظة واحدة عن سياسة الضم والاستيطان ونقل المستوطنين وإحلالهم على الأرض الفلسطينية، وأنها ماضية في سياستها القديمة الجديدة بزحف متواصل وتآكل متكامل للأرض الفلسطينية المخصصة لدولة فلسطين.

وطالبت بتحرك دولي جاد، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة التقليدية التي لم تعد تجدي نفعا أو تشكل رادعا لمنع دولة الاحتلال من استكمال مخططاتها في منع “حل الدولتين”، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، وقالت: “يجب على دول العالم الارتقاء بمواقفها إلى مستوى الحدث والتعامل مع هذه الإعلانات والمخططات حسب خطورتها، والانتقال إلى مساءلة ومحاسبة دولة الاحتلال على كامل جرائمها التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني وحقه بدولته المستقلة ذات السيادة”.

وكانت وزارة الإسكان الإسرائيلية طرحت مناقصة لبناء أكثر من 1200 وحدة سكنية في منطقة تعرف باسم “جفعات همتوس”، ما يعني أنه يمكن للمقاولين من الآن البدء في تقديم عروضهم، وأكدت منظمة “السلام الآن” أن البناء الإسرائيلي في تلك المستوطنة من شأنه أن “يعوق بشدة آفاق “حل الدولتين”، كون الحي الإسرائيلي سيعزل القدس الشرقية عن بيت لحم.