تفاصيل مهمة عن اللقاح الذي سيهزم كورونا أخيرًا

صحةمصدر الاخبارية

تلقى العالم أخباراً سارّة وصفت باليوم العظيم للإنسانية، وبشّرت بقرب هزيمة فيروس كورونا المستجد Covid19 بعد إعلان شركتي فايزر Pfizer الأميركية وبيونتيك BioNTech الألمانية عن نجاح وفاعلية اللقاح الذي تعملان على تطويره، وبنسبة تصل إلى 90% وفق نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وهي المرحلة الأخيرة قبل تقديم طلب ترخيصه. يعدُّ هذا الإعلان انتصاراً كبيراً في المعركة ضد الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص ودمّر الاقتصاد العالمي وقلب أنماط الحياة اليومية التي اعتاد عليها الجميع.

متطوعون من ستة بلدان حول العالم

شارك في المرحلة الثالثة والأخيرة من تجربة هذا اللقاح حوالي ثلاثة وأربعون ألف شخص من ستة بلدان، هي الولايات المتحدة وألمانيا والبرازيل والأرجنتين وجنوب إفريقيا وتركيا؛ وتبين أنّ الذين حصلوا على اللقاح قد اكتسبوا مناعة بنسبة 90 % بعد سبعة أيام من حصولهم على الجرعة الثانية مع حماية نسبتها 90 % من الفيروس في غضون 28 يومًا من تلقي لقاحاتهم.

وقالت شركة الأدوية إنَّ 94 شخصاً فقط ممن شاركوا في التجربة أصيبوا بفيروس كورونا، ولم يتم الإبلاغ عن مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة بعد قياس فاعلية اللقاح عبر المقارنة بين عدد المشاركين، الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد في المجموعة التي تلقت اللقاح، وعدد المصابين في مجموعة أخرى تلقت لقاحاً وهمياً، بعد 7 أيام من تلقي الجرعة الثانية و28 يومًا من تلقي الجرعة الأولى. وأثبتت النتائج إنَّ اللقاح كان فعالاً بنسبة تزيد على 90 % في الوقاية من المرض بين متطوعي التجربة، الذين لم يكن لديهم دليل على إصابة سابقة بفيروس كورونا، كما لم تتم ملاحظة أية مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة.

وتخطط شركة فايزر Pfizer لطلب إذن طارئ من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لتصنيع لقاح من جرعتين في وقت لاحق من هذا الشهر، بعد أن ظهرت فاعلية هذا اللقاح الذي لا يعتمد على الطرق التقليدية التي تعمل عادة على تدريب الجسم للتعرّف على البروتينات التي تنتج العوامل المرضية وقتلها، بل إنه يلجأ إلى خداع النظام المناعي لدى المريض لدفعه إلى إنتاج بروتينات الفيروس بنفسه حيث تكون هذه البروتينات غير مؤذية، لكنها كافية لتوفير استجابة مناعية قوية.
وتقول الشركتان المنتجتان إنَّ كمية كافية من بيانات السلامة سوف تتوفر بحلول الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر/تشرين ثاني، ويمكن عندها تقديم اللقاح بغرض ترخيصه وإنتاج جرعات كافية لتحصين 15 إلى 20 مليون شخص بشكل أولي. ومن المؤمل أن يكون بإمكانها إنتاج 50 مليون جرعة بنهاية العام و1.3 مليار جرعة بنهاية عام 2021، لكن هناك تحديات لوجستية، تتعلق بضرورة المحافظة على اللقاح في أجواء باردة جداً تصل إلى 75 درجة تحت الصفر، وإلى توفير جرعتين لدعم المناعة.

توقعات بعودة الحياة الطبيعية قريباً

يُذكر إن بريطانيا قد حجزت 40 مليون جرعة، تكفي لتطعيم عشرين مليون شخص، وقال البروفسور بيتر هوربي من جامعة أكسفورد: إنَّ هذه الأخبار جعلته في غاية السعادة، وإنها لحظة فارقة بحق ونقطة تحول في مواجهة الجائحة، ولكن ما يزال أمام العلماء رحلة ليست بالقصيرة قبل أن يأتي اللقاح بنتائج كاملة على حدّ قوله. فيما اعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية؛ أن إعلان فاعلية هذا اللقاح بنسبة 90% هو خبر مشجع، وأن المنظمة تشيد بجهود كل العلماء حول العالم ممن يعملون على تطوير أدوات جديدة وآمنة؛ للتغلب على فيروس كورونا المستجد.
ومن جانبهم رفع الخبراء في بريطانيا من التوقعات بعودة الحياة إلى طبيعتها بحلول الربيع، حيث قال رئيس الوزراء بوريس جونسون في مؤتمر صحفي إن بريطانيا في مقدمة الدول التي ستحصل على اللقاح، ولكنه حذّر من التهاون في اتباع القواعد الصحية وأكدّ أنها ضرورية أكثر من أي وقت مضى.