إدانات دولية للهجوم الذي تعرضت له العاصمة النمساوية فيينا

فيينا – مصدر الإخبارية

أدان المستشار النمساوي سيباستيان كورتز “الهجوم الإرهابي المثير للاشمئزاز” الذي تعرضت له العاصمة النمساوية فيينا، وقال في تغريدة على تويتر: “نحن نجتاز ساعات عصيبة في جمهوريتنا”، مشدّداً على أنّ “شرطتنا ستتعامل بحزم مع مرتكبي هذا الهجوم الإرهابي المثير للاشمئزاز لن نرضخ للإرهاب وسنحارب هذا الهجوم بكل ما أوتينا من قوّة”.

من ناحيته، ندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ”العمل الإرهابي الشرير” الذي شهدته النمسا مساء الإثنين حين أطلق مسلّحون النار في ستّة مواقع في وسط فيينا مما أسفر عن قتيلين على الأقلّ و14 جريحاً، نصفهم بحالة حرجة.

أما في باريس، فقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر بالفرنسية وبالألمانية: “نحن الفرنسيين نشاطر الشعب النمساوي مشاعر الصدمة والألم بعد فرنسا، ها هو بلد صديق يتعرّض للهجوم. إنّها أوروبا خاصّتنا. على أعدائنا أن يدركوا مع من يتعاملون. لن نتنازل عن شيء”.

بدوره أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّ الاتّحاد الأوروبي “يدين بشدة الهجوم المروّع” في فيينا، واصفاً إياه بـ”العمل الجبان”.

كذلك أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “صدمته وتأثره” جرّاء هذه “الهجمات”، واصفاً في تغريدة الاعتداء بأنّه “عمل جبان وعنيف وحاقد. أتضامن مع الضحايا وعائلاتهم ومع سكّان فيينا. نحن نقف إلى جانبكم”.

وفي مدريد قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في تغريدة: “أتابع الأخبار الواردة من فيينا في ليلة أليمة في مواجهة هجوم عبثي جديد. الكراهية لن تُرضخ مجتمعاتنا. أوروبا ستقف بحزم ضدّ الإرهاب. نتعاطف مع عائلات الضحايا ونتضامن مع الشعب النمساوي”.

بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عبر تويتر: “أشعر بصدمة عميقة من الهجمات الرهيبة التي وقعت في فيينا الليلة. أفكار المملكة المتحدة تذهب إلى الشعب النمساوي – نحن متّحدون معكم ضدّ الإرهاب”.

أعلنت الشرطة النمساوية مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين بينهم ضابط شرطة خلال الهجمات التي وقعت وسط العاصمة فيينا، والتي مازالت رهن التحقيق لكشف دوافعها الحقيقية.

وقالت الشرطة عبر حسابها في “تويتر” إنها قتلت أحد المهاجمين واعتقلت آخر، فيما تلاحق مهاجما ثالثا مازال هاربا، مشيرة إلى أن الهجوم بدأ بالقرب من الكنيس اليهودي الرئيسي في العاصمة فيينا.

وعلق وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر على الهجمات قائلا “إنه أصعب يوم للنمسا منذ عدة سنوات، نتعامل مع هجوم إرهابي لم نشهد شدته منذ وقت طويل في النمسا”، بينما وصفه المستشار النمساوي، سيباستيان كورتس بأنه “هجوم إرهابي بغيض”.

وبحسب قائد شرطة فيينا، فإن رجلين وامرأة قتلوا خلال الهجوم، فيما أشار وزير الداخلية إلى أن ضابط شرطة أصيب بجروج بالغة خلال إطلاق النار في المدينة، بحسب وكالة “رويترز”.

وشهدت العاصمة فيينا هجمات نفذها أشخاص مجهولون ليلة أمس الإثنين، تمثل بفتح النار باتجاه ستة مواقع مختلفة من المدينة، وعقب ذلك استنفرت الشرطة بشكل موسع في المدينة وبدأت بنصب حواجز مكثفة لملاحقة الفاعلين والحد من هجمات إضافية.

تأتي تلك الأحداث بالتزامن مع توتر تعيشه أوروبا وخاصة فرنسا على خلفية مقتل المدرس الفرنسي والهجمات المتتالية التي سجلتها المدن الفرنسية خلال الأسبوع الماضي وما تبعها من توترات سياسية واحتجاجات في البلاد الإسلامية.

ولم تتضح أسباب الهجمات ودوافع المنفذين، كما لم تحدد السلطات النمساوية إن كان المعبد اليهودي هو المستهدف بشكل مباشر أو غير ذلك، لكن كارل نيهامر وصف منفذ الهجوم بأنه “إرهابي إسلامي” وأنه متعاطف مع تنظيم (داعش)، حيث قال الوزير “شهدنا هجوما مساء أمس من إرهابي إسلامي واحد على الأقل”.

وهذا الهجوم الجديد الذي وقع هذه المرّة في عاصمة أوروبية تشتهر بمستوى الجريمة المنخفض فيها، يأتي في مناخ متوتّر للغاية تشهده أوروبا منذ أسبوعين. ففي 16 تشرين الأول/أكتوبر، أقدم شاب شيشاني إسلامي متطرّف على قطع رأس المدرّس الفرنسي سامويل باتي قرب باريس لأنّ أستاذ التاريخ عرض على تلامذته أثناء درس عن حرية التعبير رسوماً كاريكاتورية تُمثّل النبي محمد.

وما هي إلا أيام حتى شهدت مدينة نيس في جنوب شرق فرنسا هجوماً بسلاح أبيض في كنيسة نوتردام أسفر عن ثلاثة قتلى ونفّذه شاب تونسي يدعى يبلغ من العمر 21 عاماً.