غزة .. “التعليم عن بعد” الأمهات في ورطة والمعلمون أمام تحديات كبيرة

خاصمصدر الاخبارية 

لم تكتمل فرحة الطلبة بعودتهم لمقاعدهم الدراسية في قطاع غزة بشكل وجاهي، بعد أن استأنفت وزارة التربية التعليم قرارها بالبدء في العملية التعليمية نهاية أغسطس الماضي آب، حتى عاد إغلاق المدارس من جديد ورجع الطلاب ومدرسيهم الى فصولهم الإلكترونية لمتابعة دروسهم.

هذا التغير جعل الأمهات والهيئة التدريسية تبذل مجهودًا مضاعف لشجيع الطلاب على التماشي مع طريقة التعليم الحديث حتى يزول خطر وباء كورونا.

مصدر الاخبارية استطلعت آراء المدرسين وأولياء الأمور لتقييم التجربة ومعرفة جدواها في تعويض التعليم الوجاهي.

تقول كفاح المزين والدة إحدى الطلبة : “إن المناهج الدراسية في المرحلة الأساسية مليئة بالمعلومات، لا يكفي التعليم الإلكتروني وحده في توصيلها، مما زاد المسؤولية الكبيرة على عاتقنا، فلابد أن تكون الأم مؤهلة لتوصيل المعلومة لابنا الطالب ببساطة حتى يسهل فهما أون لاين ومتابعته خطوة بخطوة ليحافظ على مستواه الدراسي “.

تضيف لا يمكن الاستعاضة في التعليم الإلكتروني عن الوجاهي لأن الطفل قد ينشغل بأمور كثيرة أثناء دراسته على الهاتف المحمول، كذلك هنالك تحديات كبيرة تواجهه لا سيما في قطاع غزة والجميع يدركها كانقطاع التيار الكهربائي، ضعف شبكة الانترنت، حتى وإن استطعنا توفير هاتف محمول خاص بالطالب يبقى هنالك تسيّب وعدم انضباط أثناء شرح المدرسة للطلاب عبر “الكلاس روم”، لكنها أشارت أن هنالك استجابة من ابنها للتعلم.

تحديات التعلم الإلكتروني  

وتسعى كفاح للتفرغ من كافة واجباتها المنزلية لتظل مع ابنها في حصة “الأون لاين” لمنعه من التسيّب، فيزيد عليها الأعباء ما بين متطلبات تعليم ابنها والقيام بواجباتها المنزلية.

لكن بدورها أبدت تساهيل عبد الرحمن استيائها الكبير من تجربة التعليم الإلكتروني، فهي بالنسبة لها أزمة جديدة تضاف لسجل الأزمات التي يعاني منها الغزيين، كونها لم تحقق أي جدوى بالنسبة لأبنائها معزية ذلك الى عدة أسباب أهمها اقتصار المنزل على هاتف ذكي واحد وهي لديها ثلاثة أبناء في نفس المرحلة التعليمية، مما خلق لها صعوبة كبيرة في وضع خطة لتعليمهم .

تقول : “لا تسمح لي ظروفي الاقتصادية شراء أكثر من هاتف نقال في المنزل وغالبا يستخدمه جميع أفراد العائلة، قمت بتحديد سقف زمني مع أبنائي لتقسيم عليهم الحصص التعليمية “أون لاين”، لكن لم أستطع فهنالك تعارض ما بين توقيتهم وتوقيت الطلبة في “الكلاس روم”، هذا بدوره أدى لافتعال شجار مستمر بين أبنائي، ناهيك عن غياب الانترنت عن المنزل لفترات طويلة أحيانا نلجأ لشراء بطاقات لسعات قليلة لخلق بدائل”.

تضيف “هنالك العديد من الأمهات ليس لا يمتلكن مهارات كافية للتعامل مع وسائل الاتصال الحديثة وبرامجها كإنشاء صفوف افتراضية على الانترنت والمتابعة مما جعل الأمر يبدو أكثر صعوبة عليهن وعلى أبنائهن الطلبة.

وتتابع على صعيد تجربتي الشخصية توجهت لإحدى صديقاتي اللواتي لهن معرفة بالتقنيات الحديثة لمساعدتي في الأمر، وتتمنى أن تعود العملية التعليمية بشكل وجاهي بأقرب وقت لأن الطلاب وأولياء الأمور غير مؤهلين للتعليم الإلكتروني.

تعليم رغم الحصار

في ذات السياق طالب المتحدث باسم التربية والتعليم بغزة معتصم المناوي أولياء الأمور والرأي العام أن يتفهموا اجراءات الوزارة فيما يخص بالتعليم الإلكتروني ، مؤكداً أن الوزارة حاولت أن تشغل أوقات فراغ الطلاب من خلال الدروس عن بعد، لكن هذه لا تشمل كافة الطلبة بسبب التحديات التي تواجه وزارة التربية والتعليم.

وقال في تصريحات صحافية له: “إن التعليم عن بعد جيد وممتاز والملتحقين زاد لأكثر من 80000 طالب، لكن عدد الطلاب أكثير بكثير، ويصل إلى 290000 في المدارس الحكومية، مؤكداً أننا “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه المعضلة سنحاول نشر المعرفة بكل ما نستطيع رغم الملمات والتحديات برغم الحصار”.

وأضاف الميناوي “التعليم الوجاهي هو الاساس ولا يمكن تعميم تجربة التعليم عن بعد، وكل ما اخذه الطالب عن بعد سيعاد شرحه في المدرسة من جديد مع مراعاة طول المنهج.

وشدد الميناوي على أن ما يهمنا أن نبقى على توصيات وزارة الصحة وأن تواصل مع الوزارة أولا بأول، معرباً عن أمله أن تستأنف الدراسة في القريب ولكن هذا ليس واضحا حتى اللحظة.

بدورها ترى سناء حسين مدرسة رياضيات أن التعليم عن بعد له بعض الايجابيات والسلبيات فالعالم يتجه نحو التعلم “أون لاين” في جميع أنحاء العالم وبدت هذه التجربة تأخذ بالانتشار سريعا، لكن لا يمكن تعميمها على قطاع غزة بشكل كبير، بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والانسانية الصعبة التي تعيشها معظم العائلات.

الأمر لم يكن سهلا على المعلمين 

تقول : “لم يكن بداية التعليم الإلكتروني بغزة سهلا على الطلاب وأولياء أمورهم وكذلك نحن المعلمين أخذنا وقت من التدريب كون هذه التجربة جديدة ولم نعهد عليها من قبل، لكن مجبرين على التعامل معها في ظل انتشار أزمة كورونا التي اجتاحت العالم، وبالتأكيد لا يمكن لنا أن إجبار أي طالب العودة للمدرسة كونها تشكل بؤرة للانتشار السريع للفايروس”.

وتضيف سناء “من الجيد أن يكون التعليم عن بعد حل بديل عن التعليم الوجاهي لفترة معينة كأحد أبرز الحلول المؤقتة حفاظا على مسير العملية التعليمية، لكن صعب أن يتم الاعتياد عليه لفترة أطول، نظرا لأن عدد الطلاب في الفصل الواحد يزيد على) 40 طالب) وهذا بدوره يخلق فجوة كبيرة بين الطالب والمدرس فالكثير من الطلاب لا يحضرون، وإن حضروا فالمعلمة لن تستطيع لفت انتباههم جميعا لأن هنالك مؤثرات خارجية”.

وتشير إلى مادة الرياضيات دسمة وبحاجة لشرح بشكل وجاهي وليس عن بعد، وتعتمد في خطتها التدريسية كما تفعل فيما لو كانت بشكل وجاهي من حيث تحضير الدروس التعليمية سابقا قبل شرحها للطلاب، واعداها للطلاب وتجهيز أوراق وتكليفهم بإعداد واجبات منزلية لكن الاختلاف في الأمر إنه يكون عبر فيديو .