البطريرك ثيوفيلوس الثالث والرئيس أردوغان يؤكدان أنّ «الستاتيكو» ركيزة من ركائز حفظ إرث مدينة القدس
خلال زيارة البطريرك للجمهورية التركية

استقبل فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، اليوم في إسطنبول، في لقاء أخوي عكس عمق الروابط التاريخية والروحية التي تجمع بين الأراضي المقدسة والجمهورية التركية.
وخلال اللقاء، استعاد غبطة البطريرك ثيوفيلوس الإرث المتواصل للعهدة العمرية، الذي أُبرم في القرن السابع بين البطريرك صفرونيوس، بطريرك القدس، والخليفة عمر بن الخطاب، والذي أرسي الأساس لحماية الأماكن المقدسة والهيئات المسيحية في المنطقة. وأشار إلى أنّ هذه العهدة، تطوّرت على يد العثمانيون لاحقاً لما بات يُعرف بنظام الوضع القائم «الستاتيكو»، والذي ما يزال يشكّل الضمانة للحفاظ على الطابع الفسيفسائي للقدس، وصون الوئام بين مكوّناتها الدينية المتعددة.
وأكد غبطته أنّ الحفاظ على مقدرات المؤسسات الكَنَسية في كل مكان هو واجبٌ أساسي بوصفه شاهداً حيّاً على التاريخ والإيمان، معبّراً عن تقديره العميق لاحترام الرئيس أردوغان لأهمية هذا الإرث في تركيا. كما شدّد على أنّ القادة المسلمين، بصفتهم ورثة العهدة العمرية، يساهمون في تحمّل مسؤولية حماية المجتمعات المسيحية والأماكن المقدّسة، وهي أمانة يضطلع بقيادتها الهاشميون بصفتهم اصحاب الوصاية على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في الأرض المقدسة.
واستشهد غبطته بكلمات الرسول بولس: إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ. (رومية 12: 18)، مؤكداً أنّ روح السلام هذه يجب أن تقود الجهود في الدفاع عن نظام «الستاتيكو» التاريخي، الذي يصون الإرث المقدّس لمدينة القدس ويحافظ على تنوعها الفريد. وأوضح أنّ تعزيز التعاون المشترك يظلّ ضرورة لضمان أن تبقى الأماكن المقدسة وإرث الكنيسة مصدراً حيّاً للوحدة والرجاء لجميع شعوب المنطقة.