برعاية أمريكية.. “إسرائيل” ولبنان يتفقان على بدء محادثات لترسيم الحدود البحرية

بيروت – مصدر الإخبارية

كشف الإعلام العبري، عن توصل لبنان والاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق لبدء محادثات لترسيم الحدود البحرية ، بما في ذلك المناطق المتنازع عليها والتي من المحتمل أن تضم حقول طاقة.

وأفادت القناة 12 العبرية، اليوم السبت، نقلا عن مصادر مطلعة بأن المفاوضات بشأن الحدود البحرية ستبدأ مباشرة بعد انتهاء عيد “العُرش” العبري، في العاشر من تشرين أوّل/أكتوبر المقبل.

ورجحت المصادر أن تعقد المفاوضات في مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في رأس الناقورة، بحضور مسجل أممي وبرعاية أمريكية.

وجاءت الموافقة على بدء المفاوضات بعد مفاوضات غير مباشرة برعاية أميركية استمرّت لسنوات، آخرها بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، لـ”إسرائيل” ولبنان، منتصف آب/أغسطس الماضي.

وأشارت إلى أن الخلافات بين “إسرائيل” ولبنان في البحر تتعلق بـ860 كليومترًا مربّعًا، “وأعربت “إسرائيل” عن استعدادها لتقاسم الحقوق في المنطقة على نسبة 58:42 لصالح اللبنانيّين”.

والأسبوع الماضي، ذكر تقرير صحافيّ إسرائيلي أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تسعى لإجراء مفاوضات مباشرة بين “إسرائيل” ولبنان بشأن احتياطيات الغاز في البحر المتوسط، ستكون الأولى منذ 30 عامًا في حال حدثت.

وبحسب التقرير الذي نشره موقع “واللا”، فإن إدارة ترامب تضغط من أجل استئناف المفاوضات بين “إسرائيل” ولبنان حول تحديد المياه الاقتصادية بينهما.

وذكر التقرير أنه “في الأسابيع الأخيرة، عقب الانفجار الكارثي في ​​مرفأ بيروت، والأزمة الاقتصادية في لبنان، والانتقادات الداخلية لـ’حزب الله’، قررت الإدارة الأمريكية استئناف الجهود لبدء المفاوضات بين البلدين (إسرائيل ولبنان)”.

ووفق التقرير، فقد أشار “مسؤولون إسرائيليون كبار” إلى أن الانطباع بعد زيارة شينكر هو أن “هناك مرونة من جانب اللبنانيين، وأنهم مستعدون اليوم أكثر من أي وقت مضى للدخول في اتصالات بشأن هذه القضية مع إسرائيل”.

ومنذ العقد الماضي، هناك خلاف بين “إسرائيل” ولبنان حول وسم المياه بينهما، لا سيما في المنطقة المعروفة باسم “بلوك 9″، حيث تشير التقديرات إلى احتمال اكتشاف احتياطيات للغاز الطبيعي.

وخلال العقد الأخير خاض لبنان نزاعا مع “إسرائيل” على منطقة في البحر المتوسط، تبلغ نحو 860 كم مربع، تعرف بالمنطقة رقم 9 الغنية بالنفط والغاز، وأعلنت بيروت في يناير 2016، إطلاق أول جولة تراخيص للتنقيب فيها.

لكن، وبسبب الخلاف بين الجانبين، لا يتم التنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها – مما يحول دون تحقيق مكاسب اقتصادية لكلا الطرفين، وفق الموقع العبري.
ورفض لبنان مقترحا أميركيا في 2012 يقوم على منح 360 كيلومترًا مربعا من مياهه لإسرائيل، مقابل حصوله على ثلثي المنطقة الاقتصادية.

وفي يونيو 2019، كان الطرفان قريبين جدا من بدء محادثات مباشرة بينهما لحل المشكلة. وقتها توصل الأمريكيون إلى وثيقة مبادئ وافق عليها الطرفان لبدء مفاوضات بوساطة أمريكية وبرعاية الأمم المتحدة، على أن تعقد في قاعدة قوة اليونيفيل في رأس الناقورة. لكن في النهاية انسحب اللبنانيون في اللحظة الأخيرة بضغط من “حزب الله” ورفضوا بدء المحادثات.

وفي أعقاب الانفجار الكارثي في ​​ميناء بيروت، والأزمة الاقتصادية في لبنان، والانتقادات الداخلية لـ “حزب الله”، قررت الإدارة الأمريكية استئناف الجهود لبدء المفاوضات بين البلدين.

وزار مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد شنكار “إسرائيل” هذا الأسبوع والتقى بوزير الطاقة يوفال شتاينتس ، المسؤول عن القضية نيابة عن الحكومة، كما التقى شنكار بوزير الخارجية غابي أشكنازي الذي يعتبر مكتبه شريكا في الاتصالات.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير أن الزيارة جاءت في إطار حملة نفذها شنكار في الأسابيع الأخيرة بين بيروت وتل أبيب في محاولة لتحريك العملية.

وغادر شنكار “إسرائيل” بعد ذلك لإجراء محادثات في بيروت، حيث التقى بأعضاء كبار في الحكومة الانتقالية لمحاولة التوصل معهم إلى صيغة تسمح بفتح مفاوضات مع تل أبيب.

وقال شنكار في إفادة للصحفيين عقب زيارته للبنان إنه تم إحراز تقدم في الاتصالات مع بين الطرفين.

وخلال زيارته إلى “إسرائيل” هذا الأسبوع، أطلع شنكار شتاينتس وأشكنازي على محادثاته في لبنان وقدم لهما مسودة حديثة لوثيقة المبادئ لبدء المفاوضات.

وأشار مسؤولون إسرائيليون كبار إلى أن الانطباع بعد الزيارة هو أن هناك مرونة من جانب اللبنانيين، وأنهم مستعدون اليوم أكثر من أي وقت مضى للدخول في اتصالات حول الموضوع مع “إسرائيل”.

وقال المسؤول الاسرائيلي الكبير “كان هناك تقدم”، مضيفاً “نرى رغبة من الجانب اللبناني للمضي قدما وإدراكهم أن الوقت قد حان لتسوية القضية. نحن مستعدون لبدء الجلوس لإجراء مفاوضات جادة ونأمل أن يحدث ذلك قبل نهاية 2020”.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن إحدى نقاط الخلاف التي لا تزال بحاجة إلى تسوية هي وضع الوسطاء.

وأضاف أن اللبنانيين حاولوا التراجع عن التفاهمات السابقة القاضية بأن الأمريكيين هم الوسطاء في المحادثات والأمم المتحدة هي الدولة المضيفة للمحادثات وطالبوا الولايات المتحدة والأمم المتحدة بالوساطة معا.

وترفض “إسرائيل” من جانبها وتطالب بالحفاظ على التفاهم الأصلي، وهو ما أوضحه شتاينتس وأشكنازي لشينكار، مع ذلك تسود تقديرات في “إسرائيل” أن القضية قابلة للحل.