الاحتلال يقصف برج مشتهي السكني بمدينة غزة
كاتس يهدد بفتح أبواب الجحيم

دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، برجا سكنيا في مدينة غزة، وهدد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، بتدمير أبراج المدينة السكنية، مضيفا أن حكومته تفتح “أبواب الجحيم الآن على المدينة”، وذلك ضمن الخطة التي أقرتها لإعادة احتلالها ضمن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرا.
هل يوجد إبادة أبشع من هذه؟
ذكرياتنا، حياتنا تدمرها إسرائيل بالبث الحي والمباشر.اللحظات الأولى لقصف الاحتلال بثلاثة صواريخ استهدفت برج "مشتهى" ومحيطه غرب غزة. pic.twitter.com/zeazIlEiIL
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) September 5, 2025
كاتس يهدد بفتح أبواب الجحيم على غزة
وأضاف كاتس في بيان: “تفتح الآن أبواب الجحيم على غزة، وتم تسليم أول إشعار بإخلاء مبنى شاهق في مدينة غزة قبل الهجوم”، لتقوم طائرات الاحتلال بقصف المبنى بعدها بدقائق قليلة.
ومتوعدا بالتصعيد، قال وزير جيش الإسرائيلي: “عندما يُفتح الباب لن يُغلق، وسيزداد نشاط الجيش الإسرائيلي حتى تقبل حماس بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب (الإبادة الإسرائيلية في غزة)، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاحهم، وإلا فسيتم القضاء عليهم”.
تصريحات كاتس تأتي رغم أن حركة حماس وافقت في 18 آب/ أغسطس الماضي، على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم ترد على الوسطاء، رغم تطابق بنوده مع مقترح أمريكي سابق وافقت عليه تل أبيب.
والأربعاء، جددت “حماس” استعدادها لإبرام صفقة شاملة لإطلاق الأسرى الإسرائيليين جميعا، مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب على غزة، والانسحاب من القطاع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك أيضا في بيان لمكتبه.
وأكد شهود عيان، أن المبنى الذي قصفه الاحتلال يؤوي مئات النازحين الفلسطينيين الذين هربوا من كثافة القصف الإسرائيلي على مدار الأيام الأخيرة.
بعد تدميره.. إدارة برج المشتهى ترد على بيان الجيش الإسرائيلي
فيما نفت إدارة برج المشتهى، يوم الجمعة، بشكل قاطع، استخدام البرج لأغراض عسكرية، مؤكدة أن “أكاذيب” الجيش اللإسرائيلي لا أساس لها من الصحة.
وقالت الإدارة في بيان: “ننفي جملة وتفصيلا الأكاذيب التي يروجها الاحتلال الإسرائيلي، ونؤكد أن البرج، ومنذ استهدافه العام الماضي، يخضع لرقابة صارمة من قبل الإدارة، ولا يسمح بدخوله إلا للمدنيين النازحين فقط”.
وتابع البيان: ” نؤكد بشكل قاطع خلو البرج من أي كاميرات أو تجهيزات أمنية، وأن جميع طوابقه مفتوحة ومكشوفة ولا تحتوي على أي مشاهد أو أسلحة خفيفة أو ثقيلة”.
وأضاف: “إزاء هذه الجريمة البشعة، نهيب بالمجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان التنديد بهذا الاستهداف الهمجي للمدنيين الأبرياء، ونعلن عزمنا ملاحقة الحكومة الإسرائيلية في جميع المحافل القانونية والدولية، للمطالبة بتعويضات مالية ومحاسبة كل من أصدر وشارك في تنفيذ هذه الجريمة النكراء”.
تعليق حماس
ومن جانبه قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن “محاولات العدو تبرير استهداف الأبراج السكنية وتدمير مدينة غزة، بادعاءات كاذبة عن استخدامها من حماس، ليست سوى ذرائع واهية وأكاذيب مفضوحة”
واعتبر أن “الهدف منها التغطية على جرائمه البشعة بحق المدنيين العزّل، ومواصلة سياسة الإبادة والتدمير الشامل للقطاع”.
بيان الجيش الإسرائيلي
وفي وقت سابق من السبت، استهدف الجيش الإسرائيلي، برج المشتهى الشاهق غرب مدينة غزة، مؤكدا أن حماس كانت تستخدمه لتنفيذ هجمات ضده.
وقال في بيان: “أنشأت حماس موقع بنية تحتية تحت الأرض أسفل المبنى، حيث كان إرهابيو حماس يوجهون منه الهجمات الإرهابية ضد قوات الجيش في المنطقة. كما يستخدم موقع البنية التحتية لتنفيذ الكمائن ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي وكطرق هروب للإرهابيين”.
وأوضح البيان أنه “قبل الغارة، تم اتخاذ إجراءات احترازية من أجل التخفيف من الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين، بما في ذلك تحذيرات مسبقة للسكان، واستخدام ذخائر دقيقة، والمراقبة الجوية، ومعلومات استخباراتية إضافية”.
وخلال الأيام الماضية نزحت أعداد كبيرة من الفلسطينيين من شمال شرق مدينة غزة إلى مناطقها الغربية تحت كثافة النيران الإسرائيلية، بعد إعلان تل أبيب في 29 آب/ أغسطس الماضي، المدينة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني “منطقة قتال خطيرة”.
ومنذ الإعلان، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه منازل المدنيين الفلسطينيين، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، وسط تساؤلات بشأن الوجهة التي يمكن يسلكها الفارون تحت وطأة استهداف تل أبيب لكافة مناطق القطاع.
وفي 8 آب/ أغسطس، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
ومنذ 700 يوم، يرتكب جيش الاحتلال بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلا النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 64 ألفا و231 شهيدا، و161 ألفا و583 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينيا، بينهم 131 طفلا.
صور للحظات القصف الأولية لبرج مستشهي غرب مدينة غزة (حقوق التصوير لوكالة روتيرز الدولية محمود عيسى)