دلياني: شركة مايكروسوفت تسهم في جرائم الإبادة الإسرائيلية عبر خوارزميات مراقبة

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أنّ دولة الإبادة الإسرائيلية أدمجت بنية مايكروسوفت السحابية في صلب منظومتها العسكرية عبر شراكة مباشرة مع وحدة التجسّس السيبراني ٨٢٠٠. وأشار إلى اجتماع عام ٢٠٢١ في مقر مايكروسوفت بمدينة سياتل الأمريكية حصل خلاله قائد وحدة الإرهاب السيبراني يوسي سريئيل آنذاك على دعم الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا لتطوير منصة «Azure» لخدمة احتياجات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فغدت المنصّة بنية تشغيلية تُغذّي القرار الحربي وتُراكم القدرة على التتبع والمراقبة بشكل واسع النطاق.

وبيّن دلياني أنّ البنية المخصّصة التي صممتها شركة مايكروسوفت تحتضن أرشيفاً ضخماً يتجاوز مئتي مليون ساعة من تسجيلات مكالمات الفلسطينيين والفلسطينيات، بما يعادل ١١٥٠٠ تيرابايت، محفوظة في مراكز بيانات مايكروسوفت في هولندا وإيرلندا. وتُعالَج عبرها ما يصل إلى مليون مكالمة في الساعة، بما يحوّل الصوت البشري إلى مؤشر لقرارات الاغتيال والاعتقال.

وأضاف دلياني أنّ المهندسين الذين صمّموا مواءمات منصة «Azure» بالتنسيق مع وحدة ٨٢٠٠ قدّموا لجيش الإبادة الإسرائيلي عموداً فقرياً لسياسات التحكم الديموغرافي كأساس في مشروع التطهير العرقي، إذ تُصنَّف العلاقات الاجتماعية وتُحدَّد أنماط الحركة وتُستخرج خرائط تُستخدم لإدارة السكان تحت احتلال عسكري. وهذه المقاربة الخوارزمية لا تقف عند حدود أمنية ضيّقة، بل تُعيد تشكيل المجال العام الفلسطيني.

وأكد دلياني أنّ هذا التداخل بين القدرات السحابية والشبكات العسكرية الإسرائيلية يشكّل ركناً استراتيجياً في منظومة الإبادة الجماعية في غزة وأداة توسّع للقمع في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة. ودعا إلى مساءلة شفافة تُلزم مايكروسوفت وغيرها من الشركات الشريكة في حرب الإبادة بفصل منتجاتها وخدماتها عن جرائم الحرب الإسرائيلية، وإخضاع هذه البنية لتحقيق مستقل.