صحفي إسرائيلي يشن هجومًا على الجيش الإسرائيلي لاستهدافه الصحفيين

القدس المحتلة- مصدر الإخبارية

قال الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي يوفال أفراهام، إن اغتيال الجيش الإسرائيلي للصحفي أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، وتبرير ذلك بانتمائه لحركة حماس، يندرج ضمن محاولات الجيش منح “الشرعية” لاستهداف الصحفيين في غزة، “حتى يشاهد العالم أقل قدر ممكن من الجرائم” التي يرتكبها الجيش.

وأضاف “أفراهام”، في تعقيب له على اغتيال الصحفي الشريف و4 من زملائه مساء أمس الأحد، أنه بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أُنشئ في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) فريق سُمّي “خلية الشرعية”.

وأشار إلى أن “خلية الشرعية” كانت تضم عناصر استخبارات يبحثون عن معلومات تساعد على منح “شرعية” لأفعال الجيش في غزة، مثل عملية إطلاق صواريخ فاشلة، واستخدام الدروع البشرية، واستغلال السكان المدنيين.

وتابع: “كانت المهمة الرئيسية لخلية الشرعية هي العثور على صحفيين غزيين يمكن تقديمهم في الإعلام كعناصر في حماس متخفين. بحثوا بشكل نشط عن صحفيين بهذه الصفة، وأمضوا أيامًا كاملة في الأمر، ولم يجدوا”.

ولفت الصحفي الإسرائيلي إلى أن العثور على صحفي متخفٍّ يمنح “شرعية” إعلامية للقتل القائم للصحفيين بشكل عام، “فكما يكفي عرض مستشفى واحد كمقر لحماس لتبرير تدمير النظام الصحي بأكمله، يكفي إطلاق صاروخ فاشل واحد لحماس أصاب مدنيين، ثم يمكن الزعم بأن كل مقتل للمدنيين هو بسبب حماس”.

وشدد على أن الجيش يتبع طريقة زرع الشك لتبرير الفظائع، وأوضح أن “العثور على صحفي كعنصر متخفٍ يُبيّض قتل جميع الصحفيين الآخرين”، مستشهدا بأن الجيش قتل الليلة الماضية أربعة صحفيين في غزة، واعترف أن الهدف كان “الشريف”.

وأوضح الصحفي الإسرائيلي أنه وخلال العامين الأخيرين، “قام الشريف بعمل صحفي منهجي وشجاع، يوثّق للعالم أجمع الإبادة التي يتعرض لها شعبه، بينما كانت معظم الصحافة الإسرائيلية تُطبّع القتل الجماعي والتجويع والتدمير وتخون مهنتها”.

ووصف ما تقوم به الصحافة الإسرائيلية التي تنقل خبر مقتل الشريف وتتبنى بالكامل بيان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بـ”الخيانة المستمرة”.

وتابع: “الجيش عرض وثائق يزعم فيها أن الشريف انضم إلى حماس عام 2013 عندما كان عمره 17 عامًا أي صحفي لا يشكك في بيانات الناطق باسم الجيش في هذه المرحلة، بعد أكاذيب لا تُحصى، فإنه يخون مهنته”.

وقال: “حتى لو افترضنا أن هذا صحيح، فهذا لا يغير شيئًا، إذ وفق هذا المنطق، فإن الغالبية العظمى من الصحفيين في إسرائيل، إذا وُجد أي مستند يُظهر أنهم خدموا في الجيش أو أدوا خدمة الاحتياط يوماً ما، يصبحون أهدافًا مشروعة للتصفية.

وأكد الصحفي الإسرائيلي أن اغتيال الصحفي الشريف تم في هذا التوقيت عشية خطط احتلال مدينة غزة، رغم أن موقعه كان معروفًا منذ أشهر.

وأعرب عن قناعته بأن إسرائيل قتلت الشريف فقط لمجرد أنه صحفي، وأن الوثائق التي عرضها الجيش كانت مجرد وسيلة للتبرير، ولذات السبب الذي جعلهم يبحثون عن صحفيين يمكن تقديمهم كعناصر في “حماس”، من أجل منح “شرعية” لقتل 230 صحفيًا في غزة منذ السابع من أكتوبر.

ونوه إلى أنه لذات السبب، تمنع إسرائيل دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة، حتى يشاهد العالم أقل قدر ممكن من الجرائم.

اقرأ/ي أيضًا: حماس: اغتيال إسرائيل صحفيي الجزيرة جريمة تتجاوز كل حدود الفاشية