للمرة 178.. سلطات الاحتلال تهدم قرية العراقيب بالنقب المحتل

النقب المحتل – مصدر الاخبارية

هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب، والمهددة بالاقتلاع والتهجير، للمرة 178.

وقال أحد سكان العراقيب عزيز الطوري، إن سلطات الاحتلال تعمّق معاناتهم وتواصل هدم خيامهم، وهذه المرة كما في عدة مرات سابقة تركتهم في العراء دون مأوى، غير آبهة بأحوال الطقس الحار، ووباء كورونا المستجد.

وهذه هي المرة الثامنة التي تهدم فيها خيام أهالي العراقيب المتواضعة منذ مطلع العام الجاري 2020، لكن الأهالي يعيدون نصبها من جديد كل مرة من بضع أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم.

وتواصل السلطات التضييق على أهالي العراقيب بعدة طرق كان آخرها سجن الشيخ صياح الطوري، بالإضافة إلى الناشط سليم الطوري وعدد من أبناء القرية بعدة تهم بذريعة البناء غير القانوني وادعاء “الاستيلاء على أراضي الدولة”.

الموقع

تقع قرية العراقيب في بادية منطقة النقب داخل أراضي فلسطين التي احتلت إثر النكبة عام 1948، وتحديدا شمال مدينة بئر السبع. تمتد أراضي القرية على مساحة 1050 دونما، وتبعد عن مدينة القدس نحو 110 كلم إلى الجنوب منها.

السكان

تتكون العراقيب من أربعين منزلا أغلبها من الصفيح، ويسكنها نحو ثلاثمئة نسمة ينتمي معظمهم إلى عائلة “الطوري”، حسب إحصائيات عام 2010.

التاريخ

يقول سكان العراقيب إن قريتهم أنشئت منذ مئات السنين، وإنهم يملكون وثائق “طابو” (شهادات ملكية للأرض) صادرة أيام الحكم العثماني، ويستدلون على ذلك بأن مقبرة القرية يعود وجودها إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي.

وحين احتلت منطقة النقب من الاحتلال الإسرائيلي -التي تمثل نحو نصف مساحة فلسطين التاريخية- في عام 1949، أصبحت العراقيب واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف بها إسرائيل، وتحرمها من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والاتصالات، باعتبارها “قرى غير قانونية”.

وتعمل سلطات الاحتلال على هدم هذه القرى وتجميع سكانها في ثمانية تجمعات أقامتها لهذا الغرض، بناء على قرار اتخذته المحاكم الإسرائيلية عام 1948 بأنه “لا ملكية للبدو في أرضهم”، رغم أن إجمالي سكان هذه القرى نحو 90 ألف نسمة، ومعظمها قائم قبل قيام الدولة الإسرائيلية.

ويقول سكان العراقيب إن تهجير الاحتلال الأول لهم كان عام 1953، ثم تكثفت حملات التهجير الجزئي بعد نكسة 1967 بحجة أن المنطقة تابعة “للصندوق القومي اليهودي” (كيرين كاييمت)، وأحيانا بذريعة ضبط عمليات البناء بشكل ممنهج، إضافة إلى الدواعي الأمنية والعسكرية حيث يقع مفاعل ديمونا النووي في منطقة النقب.

هذا، وتواصل السلطات هدم العراقيب منذ العام 2000 في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية المتشبثين بأرضهم إلى الإحباط واليأس وتهجيرهم منها، فيما يصر أهالي العراقيب على البقاء في قريتهم وإعادة بناء الخيام والمساكن والتصدي لمخططات تهجيرهم وتهويد قريتهم.