طوروا نموذج ذكاء اصطناعي فتولى مهامهم.. “كاندي كراش” تسرح 200 موظف

وكالات – مصدر الإخبارية

أفاد تقرير حديث بأن شركة King، المطوّرة للعبة الشهيرة Candy Crush، تستعد لتسريح نحو 200 موظف، على أن تؤدي مهامهم أدوات الذكاء الاصطناعي التي ساهموا في بنائها وتدريبها على مدار الأشهر الماضية.

ونقل موقع Mobilegamer.biz، عن مصادر عدة لم يسمها قولها إن الشركة بدأت بالفعل تقليص فرق العمل، منها فريق لعبة Farm Heroes Saga الذي يتخذ من لندن مقراً له، إذ جرى تسريح نحو نصف العاملين فيه، أي ما يقارب 50 موظفاً، بمن فيهم بعض القادة الرئيسيين الذين جرى منحهم إجازة لحين مغادرتهم النهائية في سبتمبر.

ووفقاً للمصادر، شملت التسريحات موظفين في أقسام تصميم المستويات وبحوث تجربة المستخدم وكتّاب المحتوى وتجربة الاستخدام (UX)، بعدما أمضوا سنوات في تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تهدف إلى تسريع عملية الإنتاج وتحسين جودة التصميم. غير أن هذه الأدوات باتت اليوم، بحسب تعبيرهم، تحلّ محلهم.

وقال أحد الموظفين المفصولين: “تمت تصفية معظم فريق تصميم مستويات الألعاب، وهو أمر جنوني لأننا أمضينا شهوراً في بناء أدوات تُسهّل إنشاء المستويات بشكل أسرع، الآن هذه الأدوات ذاتها تحلّ مكان الفرق، وبالمثل، فريق الكتابة السردية يشهد استبعاد أفراده لأن لدينا أدوات ذكاء اصطناعي نحن الذين طورناها”.

وأضاف: “ما يحدث مثير للاشمئزاز، الشركة تسعى خلف الكفاءة والأرباح رغم أنها تحقق أداءً مالياً قوياً بالفعل، إدخال أدوات ذكاء اصطناعي لتسريع التغذية الراجعة أمر منطقي، لكن من غير المنطقي أن نتخلى عن المطوّرين أنفسهم، نحن بحاجة إلى المزيد من الأيدي العاملة، وليس تقليص القيادة”.

وتوقع مصدر آخر أن يتجاوز العدد الفعلي للموظفين المقرر الاستغناء عنهم 200، موضحاً أن التخفيضات لا تقتصر على استوديوهات لندن وبرشلونة وستوكهولم وبرلين، بل تشمل أيضاً موظفين مركزيين في أقسام البحث وضمان الجودة (QA)، إذ جرى إلغاء بعض المناصب أو دمجها داخل فرق الإنتاج المباشر.

تغيير الهيكل الإداري

في رسالة داخلية أرسلت عبر تطبيق Slack إلى جميع موظفي Candy Crush، قالت الإدارة إن الهدف من التخفيض هو إزالة الطبقات الإدارية والجهات المعنية التي تُبطئ عملية التطوير، خصوصاً الإدارة الوسطى.

وأضافت أن التخصص الزائد وتقسيم الفرق حقق أرباحاً مذهلة، لكنه بات يعرقل الكفاءة الآن، ما يتطلب الدمج والتعميم في المهام.

وقال موظف حضر الاجتماعات إن القيادة كانت تقرأ النصوص المكتوبة حرفياً أثناء التواصل مع الموظفين.

وأضاف: “كان الأمر أشبه بصفعة على الوجه، الطريقة التي أُبلغنا بها تعكس عدم احترام”.

رغم ذلك، شدد بعض الموظفين على تماسك الفرق رغم صعوبة الظروف، إذ قال أحدهم: “على الرغم من الظروف المفروضة علينا من قبل القيادة غير الكفء، إلا أن الفرق متماسكة فعلاً وتهتم ببعضها البعض، ونحن شغوفون بتحسين ألعابنا”، بحسب الموقع.

إجراءات تعسفية

وأعرب بعض الموظفين عن خشيتهم من أن يكون استهدافهم كان بناءً على مواقفهم الشخصية، إذ أفاد أحدهم بأن بعض المبرمجين طُردوا “لأسباب تعسفية”، واعتبر أن بعض الموظفين الذين عبّروا عن استيائهم من السياسات الداخلية أو شاركوا في مجموعات اجتماعية داخل الشركة، وُضعوا ضمن قائمة المستبعدين.

وسلطت مصادر داخلية الضوء على مشكلات متجذرة في قسم الموارد البشرية لدى King، ووصفت الوضع بأنه فوضوي، موضحة أن الشركة تعاني من معدل تسرب مستمر ومنخفض، بالإضافة إلى إعادة هيكلة لا تنتهي.

وقال مصدر آخر: “قسم الموارد البشرية في الشركة مثال صارخ على إدارة هدفها حماية الشركة، لا الموظفين”.

وأظهرت نتائج استطلاع داخلي أجري قبيل التسريحات أن الروح المعنوية بين الموظفين كانت منخفضة جداً، وعلّق أحد المطلعين على النتائج قائلاً: “قالت القيادة العليا إن تحسين المعنويات سيكون أولوية… ويمكنك أن تتخيل أن الوضع الآن وصل إلى الحضيض”.

في غضون ذلك، لم تُصدر شركة King ولا مالكتها مايكروسوفت أي تعليق على التقرير، ولم تردا على طلب الموقع بالتعليق.