ترحيب عربي بوقف النار بين إسرائيل وإيران ودعوات لإنهاء إبادة غزة
وفق مواقف رسمية صادرة عن السعودية والإمارات والكويت والبحرين ومصر والأردن والعراق وفلسطين

رحبت دول عربية، الثلاثاء، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ودعت إلى اتفاق مماثل لإنهاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
جاء ذلك في مواقف رسمية صادرة عن كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين ومصر والأردن والعراق وفلسطين.
وفي 13 يونيو/ حزيران الجاري، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 قتلى و5 آلاف و332 مصابا، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 28 قتيلا و3 آلاف و238 جريحا، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.
ومع رد إيران الصاروخي على إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران مدعية “نهاية” برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة “العديد” العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
السعودية
وزارة الخارجية السعودية أعربت، في بيان، عن ترحيب الرياض بـ”إعلان ترامب، وثمنت الجهود المبذولة لخفض التصعيد”.
وعبّرت عن تطلعها أن “تشهد الفترة المقبلة التزاما من جميع الأطراف بالتهدئة والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها”.
وكذلك أن “يسهم الاتفاق في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وتجنيبها مخاطر استمرار التصعيد”.
وجددت السعودية الإعراب عن “موقفها الثابت في دعم انتهاج الحوار والوسائل الدبلوماسية سبيلا لتسوية الخلافات والنزاعات الإقليمية”.
وأردفت أن هذا الموقف يأتي “انطلاقا من مبدأ احترام سيادة الدول وترسيخ الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار في المنطقة والعالم”، وفق البيان.
الإمارات
كذلك رحبت الإمارات، في بيان لوزارة الخارجية، باتفاق وقف إطلاق النار.
وأعربت عن أملها “أن يُشكل هذا التطور خطوة نحو خفض التصعيد، وتهيئة بيئة داعمة للاستقرار الإقليمي”.
وأشادت بـ”الجهود الدبلوماسية التي بذلها ترامب، والدور البنّاء الذي اضطلع به أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تيسير الوصول إلى هذا الاتفاق”.
وأكدت “أهمية استمرار التنسيق الفاعل لمنع المزيد من التصعيد، وتفادي تداعياته الإنسانية والأمنية في المنطقة”.
الإمارات جددت الإعراب عن “التزامها بالعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لإرساء دعائم السلام وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم”.
الكويت
رحبت الكويت، في بيان لوزارة الخارجية، بإعلان ترامب التوصل إلى الاتفاق.
وثمنت “الجهود التي بذلتها كل من الولايات المتحدة وقطر للتوصل لهذا الاتفاق”.
واعتبرت الإعلان “خطوة أولى نحو خفض التصعيد وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة”.
الكويت عبَّرت عن أملها أن “تنعكس هذه الخطوة إيجابا على وقف العدوان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية المحتلة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بقطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 188 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 981 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا و 500، وفق معطيات فلسطينية.
البحرين
وزارة الخارجية البحرينية عبَّرت، في بيان، عن “ترحيب المملكة بإعلان ترامب باعتباره تطورا إيجابيا (…)، بما يؤدي إلى السلام والاستقرار الإقليميين”.
وجددت الإعراب عن “موقف البحرين الثابت والداعي إلى تجنب التصعيد وتسوية جميع الخلافات والنزاعات عبر الحوار والسبل السلمية”.
وشددت على ضرورة الإسراع في استئناف المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني.
وقبيل بدء العدوان الإسرائيلي على إيران، خاضت واشنطن وطهران جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة.
وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراض في فلسطين وسوريا ولبنان.
مصر
رحبت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، بإعلان ترامب وقف إطلاق النار.
واعتبرته “تطورا إيجابيا نحو احتواء التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة”.
ورأت أن “من شأن ذلك الإعلان أن يشكل نقطة تحول هامة نحو إنهاء المواجهة العسكرية بين البلدين واستعادة الهدوء بالمنطقة”.
وتعتبر تل أبيب وطهران العاصمة الأخرى العدو الألد لها، ومثّل عدوان إسرائيل الأخير على إيران انتقالا من “حرب ظل” دامت لعقود، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى حرب هجينة مفتوحة غبر مسبوقة بينهما.
مصر دعت الطرفين إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس “خلال هذه المرحلة الدقيقة”.
كما دعتهما إلى “اتخاذ الإجراءات التي تسهم في تحقيق التهدئة وخفض التصعيد، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها”، وفق البيان.
وأكدت استمرارها في بذل جهودها الدبلوماسية، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتثبيت وقف إطلاق النار ودعم مسار التهدئة، وصولا إلى تسوية شاملة ومستدامة للأزمات التي تهدد استقرار المنطقة.
وشددت مصر على أن “القضية الفلسطينية تظل لب الصراع في المنطقة”.
وزادت أن “تسويتها بشكل عادل وشامل يحقق التطلعات الشرعية للشعب الفلسطيني يعد البديل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار المستدام في المنطقة والعالم من خلال إقامة الدولة المستقلة على خطوط 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
الأردن
مرحّبا بإعلام ترامب وقف إطلاق النار، أكد الأردن في بيان لوزارة الخارجية “أهمية الاتفاق في خفض التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة”.
وشدد على “ضرورة التزام بالاتفاق حمايةً للمنطقة من تبعات المزيد من التدهور، واعتماد الحوار والدبلوماسية سبيلًا للتعامل مع كل الأزمات وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
ودعا إلى “التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ينهي العدوان الإسرائيلي والكارثة الإنسانية”.
كما دعا إلى “إطلاق حراك سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وهذه المبادرة تبنتها القمة العربية ببيروت عام 2002، وتقترح إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية.
كما تنص المبادرة على إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة دأبت على رفضها، والدعوة إلى إدخال تعديلات من شأنها إفراغ المبادرة من مضمونها.
العراق
كما أعربت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، عن “الترحيب بالمبادرة الأمريكية التي أفضت إلى حدوث وقف إطلاق النار”.
واعتبرت أنها “خطوة تمثل تطورا إيجابيا نحو خفض التصعيد داخل المنطقة”.
وأكدت أنها “تتمسك بأهمية استمرار الحلول السياسية والدبلوماسية في معالجة القضايا الإقليمية، وبما يضمن أمن وسلامة الشعوب في المنطقة وحولها دون توسع دائرة الصراع”.
كما هنأت “قطر على جهودها الدبلوماسية ومساعدتها في دعم الاستقرار الإقليمي”.
فلسطين
مشيدة بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، قالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، إنه “خطوة هامة على طريق تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة عبر الدبلوماسية، وإنهاء النزاعات وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي”.
ودعت إلى “استكمال هذه الخطوة عبر تحقيق وقف لإطلاق النار يشمل قطاع غزة، لرفع المعاناة عن شعبنا ووقف عمليات القتل والتجويع، بما يحقق الأمن والاستقرار الشاملين في المنطقة”.
وذلك “باعتبار أن حل القضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية هو الذي يؤدي إلى سلام دائم وحقيقي ومستقر”، حسب البيان.