دول الخليج تدعو ترامب إلى بذل جهود لوقف إطلاق نار دائم بغزة

الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس التعاون الخليجي دعا أيضا إلى عودة جادة للمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، معربا على استعداد دول المجلس لدعم كافة الجهود بهذا الخصوص

وكالات – مصدر الإخبارية

دعا الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس التعاون الخليجي، مساء الثلاثاء، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بذل جهود للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة.

كما دعا إلى عودة جادة للمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، معربا على استعداد دول المجلس لدعم كافة الجهود بهذا الخصوص.

جاء ذلك في البيان الختامي للاجتماع الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية الدوحة.

ترأس الاجتماع وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، بمشاركة وزراء خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، والبحرين عبد اللطيف الزياني، والسعودية الأمير فيصل بن فرحان، وسلطنة عمان بدر البوسعيدي، وقطر محمد بن عبد الرحمن، وأمين المجلس جاسم البديوي.

وانتهي الاجتماع إلى “إعراب مجلس التعاون الخليجي عن أسفه الكبير وإدانته الشديدة لما قامت به إيران من هجمات صاروخية استهدفت إحدى القواعد العسكرية في دولة قطر”.

وأكد أن هذه الهجمات “تمثل انتهاكا إيرانيا صريحا ومرفوضا وخطيرا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي ومبادئ حسن الجوار ومخالفة واضحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة مهما كانت الذرائع والمبررات”.

وأشاد الاجتماع بـ”قدرات القوات المسلحة القطرية في التصدي للهجوم الذي شنته إيران”.

وشدد على “أمن واستقرار دولة قطر يُعدّ جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار دول مجلس التعاون جميعا، وأن أي تهديد تتعرض له أي دولة عضو هو تهديد مباشر لكافة دول المجلس”.

ومساء الاثنين، أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني بدء عملية عسكرية تحت اسم “بشائر الفتح”، استهدفت بصواريخ قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، ردا على استهداف الولايات المتحدة فجر الأحد منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان.

فيما أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية اعترضت الهجمة الصاروخية الإيرانية، ولم ينتج عنها أي وفيات أو إصابات.

واليوم الثلاثاء، أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سلسلة اتصالات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقادة قطر والإمارات وسلطة عمان، لتبرير الهجوم على قاعدة “العديد”، وتخفيف تداعياته السلبية على العلاقات مع دول المنطقة التي شهدت تحسنا في الآونة الأخيرة.

وخلال اتصاله مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، شدد بزشكيان على أن “قطر وشعبها لم يكونا المستهدفين من هذه العملية”، وأن “قطر ستظل دولة جوار مسلمة وشقيقة”، وفق بيان للديوان الأميري القطري.

ورحب الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس التعاون الخليجي في بيانه الختامي، بإعلان ترامب بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مشيدا بجهود دولة قطر للتوسط في هذا الخصوص، بما يسهم في المحافظة على أمن واستقرار المنطقة.

ودعا كافة الأطراف إلى اغتنام فرصة وقف اطلاق النار بين إيران وإسرائيل للتهدئة، واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات في المنطقة.

كما دعا كافة الأطراف إلى “التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب، والدفع نحو عودة جادة إلى المفاوضات (بشأن النووي الإيراني) تفضي إلى حلول مستدامة، لما تمثله اللحظة من فرص لشق مسار جديد نحو مستقبل إيجابي للمنطقة”.

وأكد على استعداد دول المجلس لدعم كافة الجهود بهذا الصدد.

وفي 13 يونيو/ حزيران الجاري، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 قتلى و5 آلاف و332 مصابا، وفق وزارة الصحة الإيرانية.

وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 28 قتيلا و3 آلاف و238 جريحا، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.

ومع رد إيران الصاروخي على إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران مدعية “نهاية” برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة “العديد” العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.

وأشاد الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس التعاون الخليجي بـ”دور سلطنة عُمان في المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي”، وأكد على “أهمية استمرار جهود الوساطة الفاعلة” في هذا الصدد.

كما أكد على “أهمية الحفاظ على الأمن الجوي والبحري والممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك استهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية، والمنشآت النفطية في دول المجلس”.

وفي سياق آخر، أدان الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس التعاون الخليجي “استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وقتل المدنيين هناك”.

وأكد “رفضه للتصعيد العسكري الذي تقوم به سلطات الاحتلال في شمال وجنوب غزة، والتوسع في احتلال أجزاء واسعة من القطاع”.

وشدد على “ضرورة استئناف المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بغزة وتقديم المساعدات للمدنيين”.

ودعا الاجتماع الرئيس ترامب إلى “بذل جهود للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة”.