دلياني: مؤتمر فيينا اليوم يعيد إحياء المسار اليهودي المناهض للصهيونية

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن “المسار التاريخي للمشروع الصهيوني لم يكن يومًا مسارًا دينيًا أو حضاريًا، بل هو نتاج منظومة استعمارية، بدأت بتحويل اليهودية من دين ومنظومة روحية إلى أداة استعمارية تحت وهم قومية مصطنعة خاصة منذ نشر تيودور هرتسل كتابه “دولة اليهود” عام 1896، وعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897، ليتحول هذا المشروع لاحقًا إلى البنية التحتية لجريمة محو فلسطين من الجغرافيا والذاكرة، بدءًا من نكبة عام 1948، مرورًا باحتلال القدس الشرقية وبقية الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، وصولًا إلى الإبادة الجماعية الجارية حاليًا في غزة ومخططات الضم في الضفة.”
وأضاف القيادي الفتحاوي: “لقد رفض كبير حاخامات فيينا، موريتس غودمان، في العام نفسه 1897، المشروع الصهيوني باعتباره تشويهًا لجوهر الديانة اليهودية، وشكّل هذا الرفض باكورة موقف يهودي مبدئي وأخلاقي ضد تحويل اليهودية إلى أداة استعمارية توسعية. وتطوّر هذا الرفض لاحقًا في صفوف حركة البوند في أوروبا الشرقية، وفي أوساط التقدميين اليهود الذين واجهوا الصهيونية والفاشية معًا في أوروبا إبان صعود النازية.”
وتابع دلياني: “بعد خمسين عامًا على تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 3379 في عام 1975 الذي اعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية، يأتي مؤتمر فيينا لليهود المناهضين للصهيونية، والذي سيتم افتتاحه لاحقاً اليوم، ليعيد إحياء قوة ميثاق ماوتهاوزن الصادر عام 1945 من داخل معسكرات النازية، وليجسد تعهدًا تاريخيًا بمواجهة الإمبريالية ورفض الصهيونية وجرائم الحرب الإسرائيلية.”
وأكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أن مقاومة الصهيونية لم تكن يومًا معركة شعبنا وحده، بل هي جزء لا يتجزأ من مشروع أخلاقي عالمي يسعى لإسقاط الاستعمار بكل صوره، وإرساء العدالة والتحرر والمساواة، في فلسطين وفي العالم بأسره.