لليوم الرابع.. قصف إسرائيلي مكثف يمنع إنقاذ جرحى فلسطينيين جنوبي غزة
في محيط المستشفى الأوروبي بخان يونس الذي تعرض منذ مساء الثلاثاء إلى قصف إسرائيلي مكثف وعنيف ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بعضهم يناشدون من تحت الأنقاض لإنقاذهم، وفق شهود عيان للأناضول

يواصل الجيش الإسرائيلي، لليوم الرابع على التوالي، شن غارات عنيفة على محيط مستشفى “غزة الأوروبي” شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، واستهداف كل من يحاول انتشال الضحايا أو إنقاذ الجرحى.
وأفاد مراسل الأناضول نقلاً عن شهود عيان، بتعذر وصول الطواقم الطبية والدفاع المدني إلى عشرات المفقودين والمحاصرين تحت أنقاض المنازل والمباني التي دمرها الجيش الإسرائيلي في محيط المستشفى الأوروبي منذ مساء الثلاثاء.
وأضاف أن هناك عشرات المناشدات بالإنقاذ والإخلاء من العالقين في محيط المستشفى الأوروبي، خاصة في منطقة الضابطة الجمركية جنوبي خان يونس.
وأوضح الشهود أن عددا من الجرحى الذين أصيبوا بقصف إسرائيلي على منزل لعائلة “الأفغاني” بمحيط المستشفى الثلاثاء، ما زالوا ينزفون منذ أكثر من 72 ساعة، وسط تعذر الوصول إليهم.
ومساء الثلاثاء، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة مروعة أسفرت عن مقتل 34 فلسطينيا بينهم 28 من عائلة “الأفغاني” وإصابة العشرات، بعد أن شن سلسلة غارات عنيفة استهدفت مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه في مدينة خان يونس، وفق بيانين لوزارة الصحة وجهاز الدفاع المدني.
ونقل الشهود عن أفراد من عائلة الأفغاني وجود نحو 20 شخصا من أقاربهم معظمهم من النساء والأطفال محاصرين تحت أنقاض المنزل المدمر دون طعام أو شراب.
وأكدوا أن المسيرات الإسرائيلية تتعمد استهدف “كل جسم متحرك في تلك المناطق” ما يحول دون إنقاذ الجرحى وانتشال جثامين القتلى.
في ذات السياق، فإن أحياء واسعة من بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس تتعرض بدورها إلى قصف إسرائيلي مكثف ومتواصل ما أدى إلى تعذر انتشال الضحايا من جرحى وقتلى من تحت ركام المباني المدمرة، بحسب الشهود.
وأفاد الشهود بأن المنازل المستهدفة في القرارة تعود لعائلات شراب والأغا واليازوري.
ولفتوا إلى وجود مناشدات من العائلات بضرورة السماح للطواقم الطبية والدفاع المدني بالوصول الآمن لهم.
وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الأربعة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ”مستقبل أفضل وإنهاء الجوع”.
وخلال جولة ترامب التي استمرت ثلاثة أيام وغادر من الإمارات في يومها الرابع، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينياً، في حصيلة تعادل نحو أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة، والتي بلغت قرابة 100 قتيل، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة بغزة.
وجاء هذا التصعيد الدموي عقب تصديق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” على توسيع عمليات الإبادة في القطاع، وتفعيل خطة عسكرية جديدة تحت اسم “عربات جدعون”، تتضمن حشد مزيد من قوات الاحتياط.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
الأناضول