برودة القدمين وثقل الساقين.. دراسة تحذّر من “دوالي الأوردة”

وكالات – مصدر الإخبارية

كشفت دراسة حديثة، نشرت في مجلة “أوبن هارت” (Open Heart) الطبية، عن ارتباط وثيق بين الشعور المزمن ببرودة القدمين وثقل الساقين، والإصابة بمرض دوالي الأوردة.

وذكرت الدراسة أن هذه الأعراض التي يعتبرها كثيرون مجرد إزعاج عابر، ربما تكون في الواقع إنذاراً مبكراً لخلل في النظام الوريدي.

ودوالي الأوردة حالة مرضية تظهر عندما تتوسع الأوردة السطحية في الساقين، وتصبح متعرّجة ومنتفخة نتيجة خلل في الصمامات الوريدية التي تمنع عودة الدم إلى أسفل، ما يؤدي إلى تراكم الدم، وارتفاع الضغط داخل الأوردة.

أعراض دوالي الأوردة

تشمل أعراض دوالي الأوردة الشائعة “الألم، والثقل، والتورم، والحكة، وتغير لون الجلد، مع احتمالية ظهور مضاعفات مثل القرح الوريدية، أو الجلطات في الحالات المتقدمة”، وتُعد أكثر انتشاراً بين النساء وكبار السن ومن يقفون أو يجلسون لفترات طويلة.

واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات 8 آلاف و782 مشاركاً من البنك الحيوي التايواني خلال الفترة من يناير 2008 إلى ديسمبر 2020.

وقيَّم الباحثون عدة عوامل رئيسية تشمل شدة الحساسية للبرودة في الأطراف السفلية، ومدى الشعور بثقل الساقين، بالإضافة إلى تحليل العوامل المؤثرة المحتملة مثل العمر، والجنس، والنظام الغذائي، والتدخين، واستهلاك الكحول، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ومؤشر كتلة الجسم، والمستوى التعليمي، ونوع الوظيفة التي تتطلب الوقوف الطويل، أو الجلوس لفترات طويلة، ووجود أمراض مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم.

وأظهرت النتائج أن 14% من المشاركين الذين أبلغوا عن حساسية شديدة للبرد كانوا مصابين بدوالي الأوردة، بينما انخفضت النسبة إلى 9% لدى أولئك الذين يعانون من حساسية متوسطة، في حين لم تتجاوز النسبة 6% بين المشاركين الذين لا يعانون من حساسية للبرد، ما يشير إلى وجود علاقة قوية بين شدة الحساسية للبرودة وزيادة احتمالية الإصابة بدوالي الأوردة.

حساسية البرد ودوالي الأوردة

وأرجع الباحثون العلاقة بين حساسية البرد ودوالي الأوردة إلى عدة عوامل مترابطة، إذ يؤدي ضعف الدورة الدموية الناتج عن خلل في صمامات الأوردة إلى تراكم الدم في الأطراف السفلية، ما يسبب الشعور المزمن بالثقل والإرهاق، كما أن قصور التروية الدموية يتسبب في انخفاض درجة حرارة الأطراف بشكل ملحوظ، مع وجود عوامل خطر إضافية تشمل الجنس الأنثوي، والتقدم في العمر، والوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، وقلة النشاط البدني، والتي تساهم مجتمعة في تفاقم المشكلة وزيادة حدة الأعراض.

ويُهمل الكثيرون أعراض دوالي الأوردة مثل برودة القدمين وثقل الساقين لعدة أسباب رئيسية، إذ أظهرت الدراسات أن 70% من الحالات لا تُشخَّص مبكراً لأن معظم الناس يعتبرون هذه الأعراض “مجرد إرهاق عابر”، كما أن الأعراض الذاتية كالشعور بالبرودة لا تحظى بالاهتمام الكافي لأنها غير مرئية مثل الأوردة المنتفخة الواضحة.

وقال الباحثون إن نقص الوعي بالأخطار الصحية الخطيرة التي قد تترتب عليها مثل القُرَح الوريدية، أو الجلطات الدموية قد يؤخر تلقّي العلاج المناسب.

لذلك يؤكد الخبراء على أهمية زيادة التوعية بهذه الأعراض، وضرورة مراجعة الطبيب فور ظهورها، خصوصاً لمن لديهم عوامل خطر كالتاريخ العائلي، أو قلة النشاط البدني.

إجراءات وقائية

ونصح الباحثون بعدة إجراءات وقائية وعلاجية للتعامل مع دوالي الأوردة، والأعراض المرتبطة بها مثل حساسية البرد وثقل الساقين.

وشددوا على أهمية الفحص المبكر عند ملاحظة الأعراض، إذ أن التشخيص المبكر يساعد في منع تطور الحالة، وتجنّب المضاعفات الخطيرة مثل القرح الوريدية، أو الجلطات.

كما أوصى الباحثون بتغيير نمط الحياة من خلال تجنب الوقوف، أو الجلوس لفترات طويلة؛ لأن ذلك يزيد من ضغط الدم في الأوردة، بالإضافة إلى ممارسة تمارين الساقين بانتظام مثل المشي، وتمارين رفع الساقين لتحسين الدورة الدموية، ورفع القدمين أثناء الجلوس، أو النوم لتسهيل عودة الدم إلى القلب، مع استخدام الجوارب الضاغطة التي تساعد في تحسين تدفق الدم، واللجوء إلى العلاجات المتقدمة مثل الليزر، أو الحقن، أو الجراحة في الحالات المتقدمة.

وأرجعوا ذلك إلى أن إهمال هذه الأعراض قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، إذ أن 70% من الحالات لا يتم تشخيصها مبكراً؛ بسبب اعتبار الأعراض مثل البرودة مجرد إزعاج عابر دون إدراك خطورتها المحتملة.