صفقة غزة: حماس تقول إسرائيل تفاجئت من مرونة الحركة وسط حراك قوي من الوسطاء

حماس: متمسكون بضمانات الوسطاء.. وإعلان اتفاق وقف إطلاق النار يتوقف على الرد الإسرائيلي

القاهرة – مصدر الإخبارية

قال مصدر في حركة حماس لـقناة “الشرق”، السبت، إن مرونة الحركة فاجأت وفد إسرائيل خلال المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.

وأضاف المصدر المطلع على مسار المفاوضات: “نقترب من إعلان اتفاق وصفقة لتبادل الأسرى، وهذا يتوقف على الرد الإسرائيلي المنتظر، وفي حال عدم اختلاق شروط إسرائيلية جديدة، سيكون الاتفاق جاهزاً للإعلان لدى الوسطاء”، في إشارة إلى مصر وقطر والولايات المتحدة.

واعتبر المصدر أن “حماس قدمت مرونة كبيرة فاجأت الوفد الإسرائيلي، عبر الموافقة على تقديم قائمة بأسماء الأسرى الأحياء ضمن المرحلة الأولى، وإضافة 11 أسيراً للقائمة بناء على طلب وتشرط إسرائيلي جديد خلال الجولة الحالية من المفاوضات بشأن المرحلة الأولى، وعدم رفض إبقاء قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا، وعدم فتح معبر رفح، ووجود قوات إسرائيلية بمحور نتساريم (الذي يقسم شمال غزة عن جنوبها)، لكن مع ضمان عودة النازحين عبر حاجز إلكتروني مزود بكاميرات، على مفترق الشهداء الغربي (طريق الرشيد – الكورنيش)، في بداية المرحلة الأولى (التي تمتد من 6 إلى 8 أسابيع)”.

المرحلة الثانية في مفاوضات غزة

وقال المصدر لـ”الشرق” إنه تم التوافق بين الجانبين على الخطوط العامة للمرحلة الثانية، وإرجاء النقاط الخلافية لمناقشتها أثناء تنفيذ بنود المرحلة الأولى.

وأوضح أنه سيتم إدخال المساعدات وزيادة أعداد الشاحنات بالتدريج عبر بوابة صلاح الدين (إعادة فتح البوابة التجارية بمعبر رفح الحدودي مع مصر)، وعبر معبر كرم أبو سالم (الإسرائيلي) فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، على أن يصار لفتح معبر رفح للأفراد بالتدريج بدءًا بالحالات الطارئة، مثل المرضى والجرحى، ثم زيادة العدد والفئات.

وأضاف المصدر: “هذا مرهون بانسحاب القوات الإسرائيلية من محيط المعبر ومحور فيلادلفيا، والتفاهم بشأن آلية إدارة المعبر وفق مرجعية اتفاق 2005 بوجود مراقبين أوروبيين، وتنسيق بين مصر والسلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية”.

ضمانات الوسطاء

ولفت إلى أن حركة “حماس” لا تزال تتمسك بالحصول على ضمانات من الوسطاء الدوليين، مصر وقطر والولايات المتحدة، لتنفيذ بنود مراحل الاتفاق وصولاً إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم، والانسحاب الكامل في نهاية المطاف.

وقال المصدر إن “هذا البند بحاجة إلى إتمام مفاوضات المرحلة الثانية، مع موافقة حماس على وقف النار المتدرج وجدولة الانسحاب”، مشدداً على أهمية الضمانات لأنها “تربط بين مرحلتي صفقة التبادل وعدم استئناف العمليات القتالية أثناء تنفيذ الاتفاق”.

وقدرت مصادر أن “تتضح الصورة بحلول مساء الأحد” لمعرفة ما إذا كان هناك اتفاق في غزة، أو تمارس إسرائيل عادتها باختلاق شروط جديدة تعود بالمفاوضات إلى نقطة الصفر.

بدء العد التنازلي لإعلان الهدنة في غزة ومخاوف من “مفاجآت” نتنياهو

كشف مصدر قيادي في حركة حماس أن العد التنازلي لإعلان وقف إطلاق النار في غزة بدأ فعليا، عقب تعاطي الحركة “إيجابيا” مع بعض التعديلات في نصوص الاتفاق المقترح، مؤكدا أن الكرة الآن في ملعب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات لـ”عربي21″، إن اللجان الفنية من الأطراف كافة، أنهت إعداد الاتفاق بشكله النهائي، على إثر مرونة كبيرة أبدتها الحركة للوصول إلى صيغة توافقية، مؤكدا أن الحركة والوسطاء على حد سواء ينتظرون رد حكومة الاحتلال والتي يتوقع أن تقوم بإرسال وفدها إلى الدوحة للتوقيع رسميا على الاتفاق وإعلانه من قبل الوسطاء.

وحذر القيادي من اشتراطات اللحظات الأخيرة التي يمكن أن يضعها نتنياهو في وجه إعلان الاتفاق، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه حال الموافقة عليه، فإنه يمكن أن يدخل حيز التنفيذ عقب ساعات فقط من التوقيع عليه رسميا.

وأكد القيادي أن الحركة أبدت مرونة عالية للتوصل إلى الصيغة الحالية من الاتفاق الذي سيطبق على 3 فترات زمنية مترابطة، تنتهي جميعها بانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، بما فيها محورا نتساريم، وسط قطاع غزة، ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مع ضمان وقف تام ودائم للحرب.

وذكر أن الانسحاب من محوري “فيلادلفيا” و”نتساريم” سيكون في المرحلة الأولى جزئيا، على أن يكتمل في المرحلة الثالثة بضمان من الوسطاء، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن عودة النازحين من جنوب القطاع ستجري بشكل طبيعي نحو شماله دون قيود.

وشدد القيادي على أن الاتفاق ينص على عودة النازحين إلى كل المناطق في قطاع غزة دون قيود، مع تدفق كبير للمساعدات الإغاثية للنازحين، وبدء جهود إعادة الإعمار وإدخال المواد اللازمة لذلك بضمان الوسطاء.

نتنياهو يقرر إرسال وفده
من جهتها، أكدت قناة “كان” العبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر إرسال الوفد المفاوض إلى الدوحة، من بينهم مستشاره السياسي الخاص أوفير فالك.

وإلى جانب فالك، فإن المشاركين في الوفد هم: رئيس الموساد ديفيد برنياع، رئيس الشاباك رونين بار، ممثل الجيش الإسرائيلي اللواء نيتسان ألون.

وقال مكتب نتنياهو، إن الأخير أجرى مباحثات مع وزير الجيش وقادة الأجهزة الأمنية وممثلين عن إدارتي بايدن وترامب حول صفقة التبادل.

الإعلام العبري يتحدث عن تطورات إيجابية في محادثات الصفقة

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر سياسية مطلعة قولها إنه تم التوصل لاتفاق تبادل شبه مكتمل بين “إسرائيل” وحركة حماس، وأن “90 بالمئة من تفاصيل اتفاق صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس تم الاتفاق عليها”.

وأضافت نقلا عن المصادر: “على إثر التقدم في محادثات صفقة التبادل، قام ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بزيارة مفاجئة إلى إسرائيل، حيث التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.

من جانبها، قالت صحيفة هآرتس، إن الجيش الإسرائيلي صادق على خطط لسحب قواته من مناطق واسعة في غزة.

وعلمت هآرتس أن الجيش صادق، الجمعة، على خطط لسحب قواته بسرعة من مناطق واسعة في قطاع غزة، وسط تقدم سريع في المحادثات جارية بشأن صفقة تبادل الأسرى.

وفي وقت سابق، أفادت أوساط ووسائل إعلام إسرائيلية مختلفة بوجود تقدم “بطيء وحذر” في مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال رئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز في مقابلة: “أعتقد أنه لا تزال هناك فرصة للحصول على الخطوط العريضة للإفراج عن الرهائن. وستعمل الإدارة الحالية على ذلك حتى 20 كانون الثاني/ يناير والتنسيق مع الإدارة الجديدة.. تسير الأمور على ما يرام”.

ونقلت القناة عن مصدر آخر قوله: “نحن قريبون من الإعلان عن الصفقة، وهذا يعتمد على الرد الإسرائيلي المتوقع، إذا لم تضع إسرائيل شروطا جديدة، فسيكون الاتفاق جاهزا للإعلان عنه من قبل الوسطاء”.