أطفال غزة.. من لعب “الحجلة” و”القلول” إلى طوابير تعبئة المياه و”التكية”

حرمت حرب الإبادة الإسرائيلية أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023

سماح سامي – مصدر الإخبارية

مع قرب إجازة نصف السنة الدراسية للعام 2024-2025 يصطف العشرات من أطفال قطاع غزة في طوابير طويلة بمختلف المناطق، ينتظرون دورهم إما في تعبئة المياه أو في تكية طعام لسد رمق الجوع والعطش اليومي الذي يعانون منهم، بعدما كانوا يقفون كل صباح في طوابير مدارسهم.

وحرمت حرب الإبادة الإسرائيلية أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يضاف إليهم أكثر من 58 ألفاً يُفترض أن يلتحقوا بالصف الأول في العام الدراسي الجديد، فضلا عن 39 ألفاً ممن لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة.

وخلفت الحرب المستمرة على غزة أكثر من 25,000 طفل ما بين شهيد وجريح، منهم ما يزيد على 10,000 من طلبة المدارس، وسط تدمير 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي، إن 12,061 طالباً استُشهدوا و19,467 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على القطاع والضفة.

طابور طويل

وأمام أحد خطوط المياه المالحة في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، يصطف الطفل عبد الحميد عودة، ذو الثمانية أعوام، في طابور طويل ينتظر دوره في تعبئة الجالونات الفارغة التي حملها من مكان نزوحه البعيد.

 

وكغيره من أطفال قطاع غزة يقف الطفل عودة يوميا أمام خطوط المياه المالحة، بعدما كان يجلس على مقاعد الدراسة، يقدم الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول، متحمسا لقضاء أوقات ممتعة خلال أيام الإجازة، إلا أن الحرب قلبت حياته رأسا على عقب.

 

وتقول والدة الطفل:” المفروض ابني عبد الحميد وأطفالي الثلاثة الآخرين يجلسون على مقاعد الدراسة في مدارسهم ورياض الأطفال، إلا أن الحرب جعلتهم يتحملون مسؤولية أكبر من أعمارهم الصغيرة”.

وتضيف:” كنت أتمنى أن أرى أطفالي يتقدمون للامتحانات النصفية ويتخرجون منها بدرجات عالية، ثم يستمتعون بإجازتهم كباقي أطفال العالم، إلا أن الاحتلال حرمهم من ذلك”.

 

مهمة يومية

وقبيل رفع آذان الظهر كل يوم، تنطلق الطفلة آلاء ذات العشر سنوات، برفقة بعضٍ من أطفال مخيم النزوح في منطقتها في مهمة يومية شاقة في شوارع مخيم الشاطئ بمدينة غزة، بحثًا عن تكية طعام، لتسد بها جوع أمعائهم الخاوية.

وبعد ساعات طويلة تقف الطفلة آلاء وأقرانها أمام تكية الطعام يحملون أوانٍ فارغة أملا في أن يملئونها بـ “شوربة العدس”، لسد رمق الجوع اليومي التي تعانيه والعائلات النازحة، بسبب حرب الإبادة المستمرة.

وبعد مشقة وعناء كبيرتان في طابور مزدحم بالصغار والكبار، تنجح الطفلة آلاء بملأ وعائها بـ “شوربة العدس”، وتسير بين الأزقة والشوارع بفرحة ارتسمت على ملامح وجهها البريء، بأن عائلتها تمكنت من توفير قوت يومها، على عكس عديد العائلات المستورة.