الشهيد محمود المدهون.. رحل صامداً على أرض شمال غزة بعد أن أطعم الناس
واستشهد المدهون إثر استهداف إسرائيلي له في ساحة سوق "مشروع بيت لاهيا" شمال قطاع غزة، وهو المكان الذي كان يعد فيه الطعام للناس.
غيبت غارة إسرائيلية صباح يوم الأحد الماضي، الشاب الفلسطيني محمود المدهون واحداً من أبرز المبادرين في شمال قطاع غزة وصاحب “تكية الشمال” التي عرفت بتقديمها أفضل وأجود أنواع الطعام للنازحين والمحاصرين.
رفض المدهون كغيره من آلاف المواطنين مغادرة شمال قطاع غزة لأي مكان آخر، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء للمواطنين منذ نحو شهرين خلال عمليته العسكرية المتواصلة.
ونعى ناشطون على منصات التواصل المدهون وذكروا أبرز أعماله ومبادراته وأشادوا بصموده وبعمله على دعم وجود الناس في شمال قطاع غزة عبر توفير الطعام والماء لهم وتوزيع المساعدات للمرضى والطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان.
واستشهد المدهون إثر استهداف إسرائيلي له في ساحة سوق “مشروع بيت لاهيا” شمال قطاع غزة، وهو المكان الذي كان يعد فيه الطعام للناس.
رجل خير
يقول رؤوف أحمد، وهو من بين الشباب الذين عملوا في “تكية الشمال إلى جانب المدهون: “كنا نطبخ للناس أفضل الأكلات والأطعمة والشهيد كان حريص إنه الأكل يكون بأفضل صورة ويحرص على تقديمه للناس بيده ومع كل صينة بقدمها للناس كان يحكي كلمة حلوة”.
ويضيف لشبكة مصدر الإخبارية: “كان الشهيد حريص إنه يطعمي الأطفال وكبار السن ويعطيهم أولوية وكان دايما يقولنا عاملوا الناس بحب لحتى تحبكم وخلي الناس تحبكم من أكلكم اللذيذ”.
وأشار إلى أن “الشهيد المدهون كان يعمل بصعوبة بالغة لإطعام الناس وكان همه توفير الأكل لهم ويختار الأصناف بعناية ليقدم للناس الأجود الذي يليق بهم”.
محبوب من الناس
وتابع الشاب أحمد “رفض محمود مغادرة شمال قطاع غزة للاستمرار في خدمة الناس وتقديم العون لهم وفي أيام الاجتياح كان دائما بين الناس والشارع وبصعوبة بالغة يوفر الأكل لحتي يوزعه على الناس”.
وبخصوص دعم أنشطة مبادرات المدهون الخيرية، أكمل الشاب حديثه “الدعم للتكية والمبادرات كان يجينا من كثير مؤسسات محلية ودولية وكنا نقدم للناس الأكل والأغطية والأدوية وكل ما نستطيع تقديمه من خلال عملنا”.
وأردف “اسم تكية محمود كان معروف لكل أهل الشمال والكل بحب يأكل منها”.
وختم حديثه قائلاً: “اغتيال محمود في مكان تكيته رسالة من الاحتلال إنه إلي ما بموت من القصف راح يموت من الجوع وما حنسمح لحدا إنه يخفف عن الناس ولهيك بنشوف كل يوم استهدافات للناس إلى بتساعد المواطنين وبتبعد عنهم خطر الموت بالجوع”.
يشار إلى أنه في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بدأ جيش الاحتلال قصف عنيف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمال القطاع.
وصبيحة اليوم التالي بدأ الجيش باجتياح المنطقة بدعوى منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة.
لكن الواقع يقول إن الجيش يعمل خلق منطقة عازلة وفصل شمال القطاع عن باقي الأماكن وتهجير سكانه إلى أماكن أخرى.