الأهالي والنازحون في مدينة غزة يعيشون في ظل نقص حاد بمقومات الحياة الأساسية
يشار إلى أنه في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بدأ جيش الاحتلال قصف عنيف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمال القطاع.
يعيش الأهالي والنازحين في مدينة غزة، أوضاعاً إنسانية قاسية، مع اشتداد أزمة الماء والغذاء وتقليل عدد شاحنات المساعدات والإغاثة التي يسمح الاحتلال بدخولها منذ أكثر من شهر.
وزادت الكثافة السكانية في مدينة غزة مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في منطقة جباليا ومحيطها يوم 5 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، إذ قدم إليها عشرات آلاف النازحين الذي هجروا قسراً من منازلهم على يد جيش الاحتلال.
وأبرز ملامح الأزمة الإنسانية التي يعيشها السكان والأهالي هي نقص المواد الغذائية وتوقف عدد كبير من محطات تحلية المياه عن العمل، إضافة لقلة توزيع المساعدات وارتفاع الأسعار في الأسواق بصورة كبيرة جداً.
ندرة الماء والغذاء
يقول منذر حجازي الذي خرج من مشروع بيت لاهيا في شمال قطاع غزة لشبكة مصدر الإخبارية “نحن نعيش كارثة وأيام عصيبة جداً بعدما تركنا منازلنا وهجرنا منها قسراً”.
ويضيف أنه “منذ وصوله وعائلته المكونة من 13 فرد إلى مدينة غزة لم يجدوا مكاناً للإقامة فيه سوى خيمة في ساحة ملعب اليرموك وهناك لا تتوفر أبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، لا مياه ولا غذاء ولا مساعدات”.
ويوضح أن “عائلته مثل آلاف العائلات التي خرجت من شمال قطاع غزة لم تحمل معها شيئاً من متاعها ولا أغطية ولا طعام ولا نقود كذلك”.
ويشير حجازي إلى أنه “حتى لو توفرت النقود لا يمكن أبداً أن نتمكن من شراء السلع بالأسواق لأن الأسعار فلكية ومبالغ فيها جداً جداً”.
وحسب حديثه بلغ ثمن كيلو السكر نحو 150 شيكل ولتر زيت الذرة 100 شيكل، وكيلو الخضار حوالي 200 شيكل وباقي السلع تباع على ذات نحو تلك الأسعار الخيالية.
حياة قاسية ومؤلمة
من جانبها تقول الشابة ياسمين عودة التي نزحت من مخيم جباليا لمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة برفقة عائلتها المكونة من 5 أفراد إنهم “خرجوا من هناك بدون ملابس غير التي يرتدونها ودون أي مقومات حياة”.
وتلفت إلى أنهم “يقيمون حالياً في بيت أحد أقاربهم النازحين إلى جنوب قطاع غزة وحتى الآن رغم نزوحهم منذ 15 يوم لم تقدم لهم أي مساعدة أو إغاثة من قبل أي جهة”.
وتبين عودة أنهم “يعانون كثيراً في الحصول على المياه للاستخدام الآدمي والشرب ويضطر أبنائها الصغار لقطع مسافات طويلة لنقلها إلى المنزل”.
وتروي الأم أن “زوجها مصاب ولا يتمكن من الحركة لتلبية احتياجاتهم البسيطة وباقي عائلتها نازحة إلى جنوب القطاع فلا يوجد أحد يعيلهم أو يعتني بهم”.
وتناشد عودة “جميع المنظمات الدولية الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة ليعود الكل إلى مكان سكنه ولتدخل المساعدات بشكل كافٍ للناس الذين يعيشون حياة صعبة للغاية”.
يشار إلى أنه في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بدأ جيش الاحتلال قصف عنيف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمال القطاع.
وصبيحة اليوم التالي بدأ الجيش باجتياح المنطقة بدعوى منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة.
لكن الواقع يقول إن الجيش يعمل خلق منطقة عازلة وفصل شمال القطاع عن باقي الأماكن وتهجير سكانه إلى أماكن أخرى.