الجيش الإسرائيلي: لن يُسمح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة
وقال العميد ايتسيك كوهين في إفادة صحفية إن المساعدات لن يُسمح بدخولها إلا إلى جنوب قطاع غزة، وليس إلى الشمال.
قال الجيش الإسرائيلي إن القوات البرية الإسرائيلية تقترب من “الإخلاء الكامل” لشمال غزة ولن يُسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم ، في ما يبدو أنه أول اعتراف رسمي من إسرائيل بأنها تخلي الفلسطينيين بشكل منهجي من المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء، قال العميد في الجيش الإسرائيلي إيتزيك كوهين للصحافيين الإسرائيليين إنه بما أن القوات اضطرت إلى دخول بعض المناطق مرتين، مثل مخيم جباليا، “فلا توجد نية للسماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم”.
وأضاف أنه سيتم السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول “بشكل منتظم” إلى جنوب القطاع ولكن ليس إلى الشمال، حيث “لم يعد هناك مدنيون متبقون”.
وقال خبراء في القانون الإنساني الدولي إن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن ترقى إلى جرائم حرب تتمثل في النقل القسري واستخدام الغذاء كسلاح.
وقد نفى الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية مراراً وتكراراً محاولتهما إجبار السكان المتبقين في شمال غزة على الفرار إلى الجنوب الآمن نسبياً أثناء الهجوم المتجدد الذي استمر شهراً كاملاً وتشديد الحصار. ويقول السكان الذين ما زالوا متمسكين بمنازلهم في الشمال إن العملية الجديدة خلقت أسوأ الظروف التي شهدتها الحرب حتى الآن. وتقول إسرائيل إن هذه العملية ضرورية لمحاربة خلايا حماس المعاد تنظيمها.
وقالت جماعات حقوق الإنسان ووكالات الإغاثة أنه على الرغم من النفي، يبدو أن إسرائيل تنفذ نسخة من ما يسمى ” خطة الجنرالات “، التي تقترح إعطاء المدنيين موعدًا نهائيًا للمغادرة ثم التعامل مع أي شخص يبقى كمقاتل.
ولم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين بقوا في شمال غزة؛ ففي الشهر الماضي، قدرت الأمم المتحدة أن هناك نحو 400 ألف مدني غير قادرين أو غير راغبين في اتباع أوامر الإخلاء الإسرائيلية. وفي يوم الأربعاء، أظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي موجات من عشرات النازحين يحملون أطفالاً وحقائب ظهر ويسيرون جنوباً عبر مناطق مدمرة في مدينة غزة.
وذكرت قناة الجزيرة أن 15 شخصا على الأقل قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا الشمالية يوم الأربعاء، لكن صعوبات الاتصال حالت دون صدور رواية رسمية عن الضربة من وزارة الصحة في غزة. ونشر حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان المتعثر في بيت لاهيا، مقطع فيديو لمرضى يفرون من الطوابق العليا من المبنى بعد أن أصابته نيران المدفعية.
وفي وقت سابق من هذا العام، قسمت إسرائيل القطاع إلى نصفين من خلال إنشاء ما أسمته ممر نتساريم، الذي يفصل ما كان ذات يوم مدينة غزة المكتظة بالسكان عن بقية القطاع. وفي الإحاطة الإعلامية التي عقدت يوم الثلاثاء، أكد كوهين أيضًا أن شمال غزة انقسم الآن مرة أخرى، لفصل مدينة غزة عن الشمال الأكثر ريفية.
إن إعادة استيطان غزة أو إعادة احتلالها بشكل دائم ليست سياسة إسرائيلية رسمية، لكن كبار المسؤولين الدفاعيين الإسرائيليين قالوا مؤخرا لصحيفة هآرتس اليومية الإسرائيلية إنه في ظل عدم وجود أي بدائل أخرى على الطاولة، فإن الحكومة تهدف إلى ضم أجزاء كبيرة من الأراضي.