إسرائيل تنفذ ضربات عنيفة على لبنان وأمريكا تحث على إيجاد حل دبلوماسي

ودعت بريطانيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

رويترز – مصدر الإخبارية

قالت مصادر أمنية لبنانية إن طائرات حربية إسرائيلية نفذت في وقت متأخر يوم الخميس أعنف ضرباتها على جنوب لبنان منذ قرابة عام من الاشتباكات مع جماعة حزب الله، مما يزيد تصعيد الصراع بين إسرائيل والجماعة اللبنانية وسط دعوات إلى ضبط النفس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية قصفت أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان خلال الساعات القليلة الماضية، حيث أصابت المئات من فوهات إطلاق الصواريخ التي كانت معدة لإطلاق النار على الفور باتجاه إسرائيل.

وقال البيت الأبيض إن الحل الدبلوماسي ممكن ومُلح. وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض في إفادة إن واشنطن “خائفة وقلقة من التصعيد المحتمل”.

ودعت بريطانيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

وتأتي حملة القصف المكثف عقب هجمات يومي الثلاثاء والأربعاء بتفجير أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمها أعضاء جماعة حزب الله، والتي حمل لبنان وحزب الله إسرائيل المسؤولية عنها. وأسفرت التفجيرات عن مقتل 37 شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف.

وقالت ثلاثة مصادر أمنية لبنانية إن إسرائيل أطلقت عشرات القنابل على أنحاء جنوب لبنان في العملية التي نفذتها في وقت متأخر يوم الخميس. ولم ترد تقارير بعد عن وقوع قتلى أو جرحى.

وذكر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن طائراته المقاتلة قصفت منذ بعد ظهر يوم الخميس نحو 100 قاذفة صواريخ تضم نحو 1000 فوهة إطلاق.

وقال حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله في خطاب بثه التلفزيون يوم الخميس إن تفجيرات أجهزة الاتصال تتجاوز كل الخطوط الحمراء.

وتابع أن “العدو تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والقوانين والأخلاق”، مضيفا أن الهجمات “جرائم حرب أو إعلان حرب يمكن أن تسميها أي شيء وتستحق أن تسميها أي شيء. طبعا هذه كانت نية العدو”.

ولم تعلق إسرائيل مباشرة على تفجير أجهزة الاتصال، لكن عدة مصادر أمنية قالت إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ربما يكون نفذها. وللموساد تاريخ طويل في شن هجمات معقدة على أراض أجنبية.

وقالت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يوم الخميس إن إسرائيل مسؤولة عن انفجار أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان عن طريق رسائل إلكترونية ومتفجرات كانت مزروعة فيها قبل وصولها إلى البلاد، وهو ما يتماشى مع نظريات متداولة منذ وقوع الانفجارات.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن المكون من 15 دولة يوم الجمعة لمناقشة مسألة التفجيرات. ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لوقف “عدوان” إسرائيل و”حربها التكنولوجية” على بلاده.

 إسرائيل تتوعد حزب الله بدفع “ثمن متزايد”

خلال بث خطاب نصر الله، اهتزت بيروت جراء ضوضاء اختراق طائرات حربية إسرائيلية حاجز الصوت، وهي ضوضاء أصبحت شائعة في الأشهر القليلة الماضية، لكنها باتت مبعث قلق أكبر وسط تصاعد خطر اندلاع حرب شاملة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في وقت متأخر يوم الخميس إن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد حزب الله.

وأضاف في بيان “في المرحلة الجديدة من الحرب هناك فرص كبيرة ولكن هناك مخاطر جمة أيضا. حزب الله يشعر بالملاحقة وسوف تستمر العمليات العسكرية”.

وتابع “هدفنا هو ضمان عودة سكان شمال إسرائيل بأمان إلى ديارهم. ومع مرور الوقت، سيدفع حزب الله ثمنا متزايدا”.

وقالت القناة 13 الإخبارية الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتمع مع دائرته المقربة من الوزراء لإجراء مشاورات.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديين قتلا في قتال في شمال إسرائيل يوم الخميس.

* “ضربة كبيرة وقاسية”

أطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل في اليوم التالي لهجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عبر الحدود والذي أعقبته حرب غزة. ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار منذ ذلك الحين.

وعلى الرغم من عدم سماح أي من الطرفين لهذا بالتصاعد إلى حرب شاملة، أدت الاشتباكات إلى إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من المنطقة الحدودية في كلا الجانبين.

وقال نصر الله إن حزب الله يتمنى دخول القوات الإسرائيلية جنوب لبنان لأن ذلك سيكون “فرصة تاريخية” للجماعة المدعومة من إيران.

وأضاف نصر الله أن التصعيد العسكري أو القتل أو الاغتيالات أو الحرب الشاملة لن تعيد السكان الإسرائيليين إلى المنطقة الحدودية.

وتابع “نعم نحن تلقينا ضربة كبيرة وقاسية، لكن هذه حال الحرب أيضا وحال الصراع… ونحن نعرف أن عدونا لديه تفوق على المستوى التكنولوجي ولم نقل غير ذلك في يوم من الأيام”.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قوله لنصر الله يوم الخميس إن إسرائيل ستواجه “ردا ساحقا من محور المقاومة”.

وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الخميس على ضبط النفس، وقال في تصريحات من باريس إنه لا يريد أن يرى أي إجراءات تصعيدية من أي طرف في المنطقة من شأنها أن تجعل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة.

وأحدثت الهجمات على أجهزة اتصالات حزب الله فوضى في لبنان، حيث تخلى السكان المصابون بحالة ذعر عن تلك الأجهزة الإلكترونية خوفا من انفجارها في جيوبهم.

وقال نصر الله إن الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) استُهدفت بشكل متزامن وإن بعض التفجيرات وقعت في مستشفيات وصيدليات وأسواق ومتاجر وشوارع مزدحمة بالمدنيين والنساء والأطفال. وأضاف أن “العدو” بهذه العملية ينتهك جميع القوانين والخطوط الحمراء.

وتقول إسرائيل إن صراعها مع حزب الله وحربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة جزء من مواجهة إقليمية أوسع مع إيران المتحالفة مع كل من الجماعة اللبنانية والحركة الفلسطينية وحركات مسلحة في سوريا واليمن والعراق.

واتُهمت إسرائيل بتنفيذ عمليتي اغتيال، وهما تفجير في طهران أودى بحياة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، وقصف في لبنان قتل فيه فؤاد شكر القائد العسكري الكبير في حزب الله، وذلك بفارق ساعات عن أحدهما الآخر في يوليو تموز.